"القوات" في كندا صلّت لراحة نفس سليمان.. المطران تابت: يجب أن نوطد وحدتنا كمسيحيين

20 : 25

ترأس راعي أبرشية مار مارون في كندا المطران بول - مروان تابت القداس الإلهي في كاتدرائية مار مارون في مونتريال لراحة نفس منسق "القوات اللبنانية" في منطقة جبيل المغدور باسكال سليمان، بدعوة من منسقية "القوات اللبنانية" في كندا، بمشاركة راعي ابرشية الروم الملكيين الكاثوليك المطران ميلاد الجاويش، وبمعاونة الأبوين الفرد حلو وإيلي ديراني، وحضور ممثل مشيخة عقل طائفة الموحدين الدروز في مونتريال الشيخ عادل حاطوم، منسق "القوات" في كندا ميشال عقل ونائبه جوزيف القزح، رئيس مركز "القوات" في مونتريال رشدي رعد، رئيسة مركز قسم "الكتائب اللبنانية" في مونتريال السيدة جاكلين طنوس، رئيس مركز حزب "الوطنيين الأحرار" في مونتريال جوزيف خيرالله، عضو بلدية لافال السيدة ساندرا الحلو، عضو بلدية مون رويال أنطوان طيار، زعيم المعارضة في بلدية مونتريال عارف سالم وحشد من المؤمنين.


تابت

وبعد الانجيل المقدس ألقى المطران تابت كلمة أشار فيها إلى "اننا نتشارك اليوم في قداسنا هذا الذي نقدمه معكم لراحة نفس المرحوم باسكال سليمان ونصلي من أجل زوجته وأولاده ووالدته وأهله ورفاقه في حزب القوات اللبنانية وأصدقائه وخارج الحزب، ومن أجل كل من عرفه، ليبلسم الرب جرحهم العميق على فقدانه. ونصلي اليوم ليعطي الرب قائد القوات اللبنانية سمير جعجع وأركان الحزب النعمة والحكمة لمتابعة لم الشمل والحفاظ على وحدة الصف والإحتكام الى القانون والثقة بالدولة ومؤسساتها رغم ترهلها فيبقى لبنان الوطن العنوان الكبير في مسعى كل رجل دولة ولتبقى الحرية مدماك كيانه وعلة وجوده وفرادة هويته".


أضاف: "من وحي طريق عماوس نعود فنقف أمام أحداث لبنان الأخيرة، ونسأل الرب أين أنت من كل هذا؟ ونسأله هل أنت حاضر؟ ولماذا يجري ما يجري؟ طفح الكيل، الوطن مهدد حقا، والكيان ينهار أمام عيوننا، والدولة أشلاء، والحكام سلاخو دماء، سمحوا أن ينهب الشعب ولم يبالوا؟ والحرب تستعر اليوم! قسم من الشعب يريد المواجهة وقسم آخر لا يريده، وقرار الحرب ليس في يد الدولة، والمسيحيون قلقون على مستقبلهم ومصيرهم، والسوريون أصبحوا بأعدادهم قدر نصف شعب لبنان، يهددون بجدية هويته ويستنزفون قدراته الحية، ولا أحد يود أن يتحمل المسؤولية وان يحرك ساكنا. لا وجود لرئيس للجمهورية عن قصد، ومجلس النواب معطّل. لكن الأسوأ من كلّ هذا، أن الأمن والأمان أصبحا مهددين في العمق".


وتابع: "قتل بسكال، لنقل "اغتيل" في ظروف سيئة في لبنان، وقد عرف عنه إيمانه المسيحي والتزامه الكنسي ومناقبيته الحزبية وحضوره الفاعل ودوره المجتمعي وسهره على الرفاق وتنسيقه مع قياديي الأحزاب الحليفة في منطقته وانفتاحه على قياديي الأحزاب الأخرى، سعياً منه لتبقى منطقة البترون وجبيل مكان تلاقي وانفتاح ومصدر أمان لأبنائها وزوارها. فكان مثال المؤمن المسيحي والحزبي الناجح والقيادي المسؤول. ويفجع مسؤولو ومناصرو حزب القوات اللبنانية بخبر خطفه، ثم بخبر موته، مئة سؤال وسؤال، قل مئة قصة وقصة حول ظروف اختفائه وقتله؛ كلها أصبحت لا تفيد اليوم، فنحن أمام واقع واحد: قضى الشهيد ولم يعد ما بين أهله وذويه ومحبيه ورفاقه".


وأردف: "لكننا أيضا أمام عدة وقائع، سؤال يطرح أولاً: من هو المستفيد من موت باسكال سليمان؟ قد يكون كثيرون مستفيدين سلباً من موته، لكن إذا أردنا أن نثمن موته، يجب أن نوطد وحدتنا كمسيحيين من أجل مواجهة المستقبل والمصير. وكل الظروف تدل على أن تحولات المنطقة الجغرافية والسياسية سوف تؤثر على مستقبل الشعوب والإتنيات. إن وحدة المصير لنا كمسيحيين وكشعب لبناني وحدها تجعلنا نقف أمام هذا الواقع لنقرأه بواقعية وبتضامن وطني. فبوجود مئات الألاف من النازحين السوريين في لبنان يتضاعف القلق على المصير في الوقت الذي نرى فيه أولادنا وشبابنا يهاجرون طلبا لحرية يفتقدونها، وسعيا وراء لقمة عيش كريمة، مع ما يشكله هذا الوجود وبهذه الكثافة من تهديد لهوية لبنان وديموغرافيته واقتصاده وأمنه واستقراره. وهذا الوضع يتطلب وحدة داخلية وموقف واحد موحد للضغط على الدول الأوروبية لإيجاد حل وسريع لهذه الأزمة الكبيرة".


وختم: "المطلوب اليوم هو وحدة الصف المسيحي، فنعطي الأمان لأولادنا وصراحة أكبر ومطالبة جدية بالعودة الى الحوكمة وإرساء جديد لمفهوم الدولة والوطنية".


رعد

ثم ألقى رئيس مركز "القوات" في مونتريال رشدي رعد كلمة قال فيها: "كثيرة هي المرات التي وقفت فيها "القوات اللبنانية" وجهاً لوجه مع القتل والاجرام، وكثيرة هي الاستحقاقات التي اثبتت خلالها "القوات" انها وعلى رغم كل شي ثابتة على قضيتها وعلى التزامها ببناء الدولة، بناء دولة حدودها مضبوطة، ومعابرها غير الشرعية مقفلة، دولة تهتم بمواطنيها، وأن يعيشوا على ارضها بأمن وأمان. وكما قال رئيس الحزب سمير جعجع، فإن "القوات اللبنانية" تلتزم بتحقيقات الأجهزة الأمنية، في انتظار نتائج واضحة. ومع هذه الحقيقة التي نريدها هناك حقيقة ثابتة لا يجوز التغاضي عنها، وتتمثل بوجود جهة خارجة عن الدولة والقانون، خطفت الدولة وسيطرت على أجهزتها كافة، وشرّعت الفلتان وحولت لبنان إلى واحة تتحكم فيه العصابات بكثير من مفاصله".


أضاف: "إن جريمة اغتيال الرفيق باسكال سليمان تؤكد أكثر فأكثر ما كنا ولا نزال نطالب به، بضرورة قيام دولة قوية قادرة، بلبنان الذي نحلم به، لبنان الوطن والدولة وليس لبنان الساحة، التي يحاولون ربطها بساحات واجندات إقليمية ليس لها علاقة بمصلحة لبنان لا من قريب ولا من بعيد. صحيح أننا نغفر ونسامح، لكن لا غفران من دون عدالة؛ وإذا ما تحقّقت العدالة فلا يمكننا مسامحة الذي خطّط وخطف وقتل رفيقنا باسكال. لن ننسى الغدر به حتى لا يقتل مرتين".


وختم: "اما الكلمة الأخيرة، فلرفيقنا باسكال سليمان، الشهيد الشاب المندفع والملتزم حتى الشهادة: يا رفيقي باسكال، عندما انتسبنا إلى "القوات اللبنانية" كنا نعرف ان الالتزام ليس مشوارا سهلا، بل رحلة نضال محفوفة بالمخاطر والصعاب، ومسيرة نضال ومقاومة صادقة لا يردعها قتل او اغتيال، فحزب "القوات" يا رفيقي، حزب طبعت الشهادة تاريخه، من الرئيس المؤسس، الرئيس الشهيد بشير الجميل، وكثير من شهداء الحرب الاهلية، وصولا إلى الشهيدين رمزي عيراني والياس حصروني. لكن في النهاية لا بد من أن تزهر شهادتكم وطنا جديدا يليق بتضحياتكم الكبيرة".

MISS 3