"مؤتمر باريس" يتعهّد بمساعدات للسودان بمليارَي يورو

02 : 00

جانب من المشاركين في المؤتمر أمس (أ ف ب)

في الذكرى السنوية الأولى لبدء «حرب الجنرالين» في السودان بين الجيش السوداني بقيادة رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو «حميدتي»، التي استحالت «أزمة منسية» ذات عواقب إنسانية كارثية ومخاطر جيوسياسية كبيرة، افتتح أمس في باريس مؤتمر دولي حول السودان ترأسه فرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي، حيث تعهّد المجتمعون تقديم مساعدات إنسانية تزيد على 2 مليار يورو لدعم المدنيين السودانيين، حسبما أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وطالب المجتمعون في إعلان مشترك «كلّ الأطراف الأجنبية» بوقف تقديم الدعم المسلّح لطرفَي النزاع، بحيث دعت 14 دولة بينها ألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة والسعودية وجيبوتي وتشاد ومنظمات دولية مثل الأمم المتحدة وهيئة التنمية في شرق أفريقيا «إيغاد»، «كلّ الأطراف الإقليمية والدولية إلى تقديم الدعم بلا تحفظ لمبادرة سلام موحدة لصالح السودان».

وأشار وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه أن هدف المؤتمر «كسر جدار الصمت المحيط بهذه الحرب ودفع المجتمع الدولي إلى التحرّك»، فيما دعت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك المجتمع الدولي إلى عدم صرف نظره عن الحرب في السودان، مشيرةً إلى «المعاناة التي لا توصف» للسودانيين ضحايا حرب «جنرالين عديمي الرحمة»، وشعورهم بأن العالم تخلّى عنهم.

من جهته، رأى مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أنه من خلال «الضغط الدولي» فقط يُمكن دفع الطرفين المتحاربين إلى التفاوض، في حين شدّد مفوض الاتحاد الأوروبي المسؤول عن إدارة الأزمات يانيز لينرتشيتش على الحاجة الملحّة للتحرّك مع «انهيار» السودان، لافتاً إلى خطر زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي برمّتها.

ودعا وزير الخارجية التشادي محمد صالح النظيف كذلك إلى «ممارسة ضغط إلى جانب التمويل من أجل التوصّل إلى وقف فوري لإطلاق النار، لأنه إذا استمرّينا على هذا النحو، فإنّ السودان معرّض للتفكيك خلال عام». وشدّد وزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف على «ضرورة فتح ممرّات إنسانية تحت رعاية الأمم المتحدة»، مشيراً إلى أن «هذه الممرّات يجب أن تؤمّن بواسطة وحدات خفيفة تابعة للأمم المتحدة بالتنسيق مع دول المنطقة».

ويتضمّن المؤتمر، بالإضافة إلى شقّه الإنساني، شقّاً سياسيّاً على المستوى الوزاري لمحاولة إيجاد مخارج للنزاع. كما يضمّ اجتماعاً لنحو 40 شخصية من المجتمع المدني. ومن المقرّر أن تعقد اجتماعات سياسية تُشارك فيها تشاد وليبيا وكينيا وجيبوتي وجنوب السودان ومصر وإثيوبيا، إضافةً إلى السعودية والإمارات والولايات المتحدة والمملكة المتحدة والنروج. وتحضر منظمات إقليمية مثل جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي و»إيغاد»، فضلاً عن وكالات للأمم المتحدة.

أمميّاً، اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن الهجمات العشوائية على المدنيين في السودان يُمكن أن تُشكّل «جرائم حرب وجرائم ضدّ الإنسانية»، فيما حذّرت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي سيندي ماكين خلال مقابلة مع وكالة «فرانس برس» على هامش المؤتمر في باريس من أن الأزمة الغذائية التي تمرّ بها السودان قد تكون «الأكبر من نوعها على الإطلاق».

تزامناً، فرضت بريطانيا عقوبات على شركات تُساهم في تمويل طرفي النزاع في السودان. وتشمل العقوبات «بنك الخليج» و»شركة الفاخر للأعمال المتقدّمة»، وستفرض أيضاً عقوبات على «ريد روك ماينينغ»، وهي شركة للتعدين والتنقيب.

ميدانيّاً، قتل 6 أشخاص على الأقل وجرح 61 آخرون إثر اشتباكات في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور التي كانت بمنأى عن المعارك، حسبما أفادت نقابة أطباء السودان ليل الأحد - الإثنين. وكانت «لجان المقاومة» في المدينة قد أفادت في وقت سابق عن «مقتل 9 من المدنيين سبب اشتباكات بين «الدعم السريع» والجيش».

MISS 3