سويسرا توفّر ملاذاً آمناً لكنوز غزة

لم تسلم المواقع الثقافية والأثرية في غزة من الحرب، إذ تسبّبت المعارك الدائرة في تدمير قصر نابوليون وموقع الأنثيدون الأثري اليوناني واحتراق المتحف الخاص الوحيد في القطاع. لكنّ بعضاً من هذه الكنوز القديمة وجد ملاذاً داخل مستودع في سويسرا. وبالاستناد إلى صور أقمار اصطناعية، أكّدت اليونسكو أنّ نحو 41 موقعاً تاريخياً دُمّر منذ بدء إسرائيل قصفها على غزة في السابع من تشرين الأول.

ميدانياً، يتابع عالم الآثار الفلسطيني فضل العطل لحظة بلحظة الدمار الذي يلحق بهذه المواقع. ويقول إنّ «كل الآثار في الشمال قد استُهدفت، أبرزها «بلخيا» (مدينة أنثيدون اليونانية القديمة)، وقصر الباشا الذي يعود تاريخه إلى القرن الثالث عشر والذي يحتوي على مئات القطع الأثرية والنواويس المذهلة». ويُروى أن نابليون كان يقيم في القصر عند النهاية الكارثية لحملته على مصر عام 1799.

ومن الشخصيات الرئيسية الأخرى التي ساهمت في التنقيب عن الآثار خلال العقود القليلة الفائتة، جودت الخضري، وهو قطب بارز في قطاع البناء وجامع قطع أثرية. فانتاب أمين «متحف الفن والتاريخ» في جنيف مارك أندريه هالديمان، الذهول، عندما دُعي لمعاينة حديقة قصر الخضري في العام 2004، قائلاً إنّه «وجدنا أنفسنا أمام أربعة آلاف قطعة، بينها ممرّ من الأعمدة البيزنطية». وسرعان ما تبلورت فكرة تنظيم معرض كبير عن ماضي غزة في جنيف، ثم بناء متحف في غزة حتى يتمكّن الفلسطينيون من إدارة تراثهم. وفي نهاية العام 2006، نُقلت نحو 260 قطعة من مجموعة الخضري من غزة إلى جنيف. لكنّ التغيّرات الجيوسياسية أثّرت على هذا المسار، فبقيت عالقة في جنيف. وفيما ضاع جزء من مجموعة الخضري، لا تزال القطع الموجودة في سويسرا سليمة، وأُنقذت بسبب الحصار الذي أخّر عودتها.