زيلينسكي يوقّع قانون التعبئة العسكرية

شولتز يُطالب شي بالضغط على بوتين

02 : 00

شاشة عملاقة معلّقة على أحد مباني بكين تبثّ تقريراً إخباريّاً عن اللقاء بين شي وشولتز أمس (أ ف ب)

طلب المستشار الألماني أولاف شولتز من الرئيس الصيني شي جينبينغ في بكين أمس، الضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حتّى يوقف «حملته العبثية» في أوكرانيا.

وقال شولتس إنّ «كلمة الصين لها أهمية في روسيا»، مؤكداً ضرورة «وقف هذه الحرب الرهيبة». واستقبل شي شولتز في دار ضيافة دياويوتاي الحكومية في بكين صباح أمس، فيما كان شولتز قد أشار إلى أن اجتماعه مع الرئيس الصيني «سيُركّز على طريقة المساهمة بشكل أكبر في تحقيق سلام عادل في أوكرانيا».

وكشف شولتز أنه اتفق مع شي على دعم مؤتمر السلام في أوكرانيا، الذي تعتزم سويسرا تنظيمه في 15 و16 حزيران، لافتاً إلى أن «الصين وألمانيا ترغبان في التشاور بشكل مكثّف وإيجابي في شأن الترويج لتنظيم مؤتمر رفيع المستوى في سويسرا ومؤتمرات سلام دولية مستقبلية».

وسارع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى الترحيب بدعم المؤتمر، وجاء في منشور له على منصّة «إكس» أن الصين بإمكانها أن تُسهم في إرساء «سلام عادل» لبلاده بأدائها «دوراً فاعلاً» في المؤتمر الدولي.

كما أبلغ شولتز شي أن «حرب روسيا العدوانية في أوكرانيا وتسليح روسيا لديهما تأثير سلبي بالغ على الأمن في أوروبا»، وفق تسجيل وزّعه مكتب المستشار الألماني. وقال المستشار للرئيس الصيني إنّ هذه المسائل «تؤثر بشكل مباشر على مصالحنا الأساسية»، مشيراً إلى أنها «تُلحق ضرراً بكامل النظام العالمي لأنها تنتهك مبدأً من شرعة الأمم المتحدة».

من جهته، اعتبر شي أن «التعاون بين القوى العظمى لا غنى عنه» من أجل مواجهة «المخاطر والتحدّيات المتزايدة» على الصعيد الدولي، بحسب التلفزيون الرسمي الصيني «سي سي تي في». واعتبر أن «الصين وألمانيا هما ثاني وثالث أكبر اقتصادات العالم»، وعليهما «أن يُقاربا ويطوّرا العلاقات الثنائية من منظور استراتيجي وعلى المدى البعيد، والعمل معاً لتحقيق مزيد من الاستقرار» في العالم.

كما تطرّق شي إلى ما وصفته وسائل إعلام رسمية بـ»المبادئ الأربعة لمنع خروج الأزمة الأوكرانية عن السيطرة واستعادة السلام»، قائلاً إنّه يجب على الدول التركيز على «دعم السلام والاستقرار والامتناع عن السعي لتحقيق مكاسب أنانية» وكذلك «تهدئة الوضع وعدم تأجيجه».

وكرّرت «المبادئ الأربعة» أصداء ما ورد في وثيقة أصدرتها بكين العام الماضي دعت إلى «تسوية سياسية» للحرب، بينما اعتبرت دول غربية أنها قد تُمكّن روسيا من ضمّ جزء كبير من الأراضي التي استولت عليها في أوكرانيا.

وبثت القناة الحكومية لقطات للرئيس الصيني وضيفه الألماني يتنزهان في حديقة دار الضيافة الحكومية، مشيرةً إلى أنهما استغلّا هذا الوقت لإجراء «نقاشات معمّقة».

من جهة أخرى، شدّد شي لشولتز على أن «سلاسل الصناعة والتوريد للصين وألمانيا متجذّرة بعمق، واحدة في الأخرى»، معتبراً أن «التعاون المفيد للجانبَين بين الصين وألمانيا ليس «مخاطرة» بل ضمان لاستقرار العلاقات الثنائية وفرصة لصنع مستقبل».

تزامناً، ردّ الكرملين بفتور على دعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى «هدنة أولمبية» من الصراعات الدولية خلال انعقاد دورة الألعاب الأولمبية في باريس، معتبراً أن أوكرانيا قد تستغلّها لإعادة تنظيم صفوفها وإعادة التسلّح.

في الموازاة، وصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تقسيم المساعدات الأميركية بين إسرائيل وبلاده بـ»العار». ورأى أن قرار رئيس مجلس النواب الأميركي مايك جونسون بتقسيم المساعدات، لا يتعلّق بالأمن بل إنّها سياسة بحتة، مشيراً إلى أن روسيا تمكّنت من تدمير محطة تريبيلسكا للطاقة الحرارية، وهي واحدة من أكبر محطات إمداد منطقة كييف بالكهرباء، بسبب نفاد الصواريخ الدفاعية لبلاده.

وتأتي تصريحات زيلينسكي بينما قُطعت الكهرباء عن آلاف الأشخاص في أوكرانيا، بعدما ألحقت رياح قوية وأمطار غزيرة أضراراً بالبنى التحتية للطاقة الكهربائية.

في الأثناء، وقّع زيلينسكي قانون التعبئة العسكرية الذي يهدف إلى زيادة عدد الجنود. ويشدّد القانون الجديد العقوبة على الفارين من الخدمة العسكرية ويُحفّز التجنيد الإلزامي، ويُلزم الرجال تحديث تفاصيل تسجيلهم العسكري لدى السلطات. لكن هناك مسألة مثيرة للجدل تتعلّق بعدم نصّ القانون على تسريح الجنود الذين خدموا لفترة طويلة على الجبهة، وهو اقتراح رفضه المشرّعون بعد تعرّضهم لضغوط من الجيش الأوكراني.

MISS 3