لقاح فعّال يحمي قرود المكاك من فيروس "كوفيد - 19"

02 : 00

اكتشفت دراسة جديدة أن لقاحاً محتملاً لفيروس "كوفيد-19" قد يكون فعالاً جداً لحماية قرود المكاك الريسوسي من الوباء. سيكون تطوير لقاح آمن وفعال أساسياً لوقف انتشار فيروس كورونا. تُعتبر التدابير العاجلة التي فرضتها السلطات في مختلف البلدان لضمان التباعد الجسدي وحماية أكثر الأشخاص عرضة للخطر ضرورية لإبطاء إيقاع انتشار الفيروس نظراً إلى سرعة تفشّيه، لكنّ التراجع في معدلات انتقال العدوى يبقى موقتاً. اتّضح ذلك مع استمرار ارتفاع أعداد الإصابات بفيروس كورونا الجديد في أنحاء العالم رغم مرور أشهر على فرض التدابير الطارئة.

تشكّل العلاجات المستعملة ضد المرض الذي يسببه الفيروس جزءاً مهماً من المعادلة أيضاً، فقد تُقلّص احتمال التقاط العدوى أو تُخفف حدة الفيروس في حال التقاطه. لكن من الأصعب على الأرجح أن يتراجع معدل العدوى بما يكفي كي تستعيد المجتمعات حياتها الطبيعية إذا اتكلنا على العلاجات وحدها. لهذا السبب، تتمحور معظم الأبحاث الراهنة حول إيجاد لقاح قادر على "تعليم" جهاز المناعة كيفية محاربة الفيروس الجديد. نظرياً، يُفترض أن يكبح اللقاح مسار الفيروس منذ البداية. لكن قد يتطلب تطوير لقاح فعال وآمن بالنسبة إلى مختلف المجموعات السكانية في العالم فترة من الزمن.





نشرت مجلة "الحدود في علم الأدوية" مراجعة جديدة يقول فيها الباحثون: "نظراً إلى حجم البيانات الهائلة التي يتقاسمها العلماء والجهود الجماعية بين المؤسسات العالمية، تراجعت المدة التقديرية لتطوير لقاح آمن وفعال ضد فيروس "كوفيد-19" من 10 سنوات وما فوق إلى فترة تتراوح بين 12 و18 شهراً".

أثبت مصمّمو لقاح واعد جديد أنه شديد الفعالية لحماية قرود المكاك من التقاط العدوى. نُشرت نتائج تجربتهم في مجلة "الطبيعة"، وهي تُعتبر خطوة مهمة لتحسين اللقاح المرتقب الذي يختبره الباحثون راهناً في تجارب عيادية بشرية.

يُطوّر باحثون من مركز "بيث ديكونيس" الطبي في بوسطن، ماساتشوستس، اللقاح الجديد بالتعاون مع شركة الأدوية "جونسون أند جونسون".

اختبر العلماء لقاحاً على 52 قرداً من فصيلة المكاك للتأكد من قدراته. يستعمل هذا اللقاح فيروس الزكام العادي لنقل بروتينات فيروس كورونا الجديد إلى الخلايا المضيفة حيث تُحفّز على إطلاق استجابة مناعية.

أعطى الباحثون 32 قرداً حقنة من نسخة أولية للقاح من أصل سبع نسخ، منها النسخة التي اعتبروها الأفضل بينها: Ad26.COV2.S. في المقابل، أعطوا دواءً وهمياً إلى القرود العشرين المتبقية التي شكّلت المجموعة المرجعية. بعد مرور ستة أسابيع على تلقي اللقاح، عرّض العلماء القرود لفيروس كورونا الجديد. أُصيبت جميع القرود في المجموعة المرجعية بالفيروس ورصد الباحثون كميات كبيرة منه في الرئتين والممرات الأنفية. لكن من أصل ستة قرود تلقّت أفضل نسخة من اللقاح، لم يظهر الفيروس في رئتَي أي قرد لكنه ظهر في الممرات الأنفية لدى قرد واحد منها.

يقول الدكتور دان باروش، مدير مركز علم الفيروسات وأبحاث اللقاحات في مركز "بيث ديكونيس" الطبي وأحد المشرفين على الدراسة الجديدة: "تكشف البيانات أن حقنة واحدة من لقاح Ad26.COV2.S حَمَت قرود المكاك من تداعيات فيروس كورونا الجديد. تفوّق لقاح بحقنة واحدة على خيار آخر من حقنتَين عملياً ولوجستياً في مجال السيطرة على الوباء عالمياً، لكن سيكون اللقاح المؤلف من حقنتَين أكثر قدرة على إطلاق استجابة مناعية، ولهذا السبب يقيّم العلماء النظامَين معاً في التجارب العيادية. نحن نتطلع إلى نتائج تلك التجارب لمعرفة مدى أمان لقاح Ad26.COV2.S وحجم استجاباته المناعية وتحديد مستوى فعاليته على البشر في نهاية المطاف". أطلق الباحثون حديثاً المرحلة الأولى والثانية من تجارب عيادية بشرية لاستكشاف النتائج. وبحسب استنتاجات هذه التجارب، هم يُخططون لإطلاق المرحلة الثالثة منها على أن تشمل 30 ألف مشارك في شهر أيلول المقبل.


MISS 3