إنطلاق "الماراتون الانتخابي" الطويل في الهند... ومودي لولاية ثالثة!

02 : 00

دُعي 968 مليون هندي لانتخاب 543 نائباً (أ ف ب)

إنطلق بالأمس «الماراتون الانتخابي» الطويل في الهند الممتدّ على 6 أسابيع، فيما يبقى فوز رئيس الوزراء الهندوسي القومي ناريندرا مودي وحزبه «بهاراتيا جاناتا» مؤكّداً على نحو كبير، خصوصاً مع مواجهتهما معارضة متعثّرة.

وتشكّل منذ الصباح الباكر طابور انتظار طويل أمام مركز الاقتراع في هاريدوار، وهي من أولى المدن التي بدأ فيها التصويت في الانتخابات العامة، وتعدّ مدينة مقدّسة في العقيدة الهندوسية، وتقع على ضفاف نهر الغانج.

وقال غنغا سينغ، وهو سائق عربة «ريكشا»: «أنا سعيد بالمنحى الذي ينحاه البلد وأدلي بصوتي وفي بالي ازدهار بلدي وليس رفاهي الشخصي»، فيما اعتبر أوداي بهارتي أن «مودي صان حماية بلدنا وعقيدتنا. ونحن هنا لنضمن أن مودي سيواصل هذا العمل الحسن».

أمّا غابار تاكور الذي يعمل مصوّراً للسائحين، فلم يُخفِ ما يساوره من «غضب إزاء الحكومة»، مندّداً بـ»ازدهار مزعوم لم يصل إلى حيث» يعيش.

وحضّ مودي الناخبين في الاقتراع الممتدّ على 7 مراحل إلى «ممارسة حقّ التصويت بأعداد قياسية»، لا سيّما منهم الشباب والذين يُصوّتون للمرّة الأولى في حياتهم، مؤكداً عبر «إكس» أن «كلّ تصويت له قيمته وكلّ صوت له أهمّيته».

أمّا حزب «المؤتمر»، أبرز الأحزاب المعارضة، فذكّر الناخبين على «إكس» أيضاً بأنّ «من شأن تصويتهم أن يضع حدّاً للتضخّم والبطالة والكراهية والظلم»، مردّداً: «إحرصوا على التصويت» و»لا تنسوا أن تدلوا بأصواتكم».

وفي المجموع، دُعي 968 مليون هندي لانتخاب 543 نائباً في الغرفة الدنيا في البرلمان، أي أكثر من عدد السكان الإجمالي للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا مجتمعة. وستُفرز الأصوات في كلّ أنحاء البلاد في الرابع من حزيران، وعادةً ما تُعلن النتائج في اليوم ذاته. وانتهت المرحلة الأولى من الانتخابات أمس عند الساعة 18:00 بتوقيت الهند، قبل المراحل الست التالية بين 26 نيسان والأوّل من حزيران. وحصلت العملية الانتخابية بلا مشكلات تُذكر عموماً، ما خلا في ولاية مانيبور التي تشهد نزاعاً إتنيّاً، حيث تعرّض مكتب اقتراع لإطلاق نار من مهاجمين لم تُحدّد هويّاتهم.

والعام الماضي، شهدت هذه الولاية النائية صدامات دموية بين مجموعة ميتي الهندوسية، ومجموعة كوكي المسيحية، تسبّبت بنزوح آلاف الأشخاص.

وما زال مودي (73 عاماً) يحظى بشعبية كبيرة بعد ولايتَين زادت خلالهما الهند من ثقلها الاقتصادي ونفوذها الديبلوماسي وتحالفاتها الدولية. وأفاد استطلاع للرأي صدر عن معهد «بيو» العام الماضي أنّ 80 في المئة من الهنود لديهم نظرة إيجابية حيال مودي بعد قرابة عقد في السلطة.

وحقّق مودي لحزبه «بهاراتيا جاناتا» المعروف اختصاراً بـ»بي جاي بي» فوزَين ساحقَين في 2014 و2019، من خلال اللعب على الوتر الديني في أوساط الناخبين الهندوس. وهو يُراهن على الأمر ذاته هذه المرّة للتغطية على نسب البطالة المرتفعة في أوساط الشباب.

وهذا العام، دشّن مودي في مدينة أيوديا معبداً كبيراً للإله رام، أُنشئ على موقع مسجد عمره قرون دمّره هندوس متطرّفون لأنّ المسجد كان قد شُيّد مكان معبد هندوسي، وفق الهندوس. وحظي هذا الحدث بتغطية إعلامية واسعة النطاق وأُقيمت احتفالات عامة في كلّ أنحاء الهند. ويعتبر محلّلون أن مودي هو الفائز في الانتخابات بحكم الأمر الواقع، نظراً إلى أن ائتلاف أحزاب المعارضة لم يُسمِّ بعد مرشّحه لمنصب رئيس الوزراء.

وتعزّزت فرص مودي للفوز بولاية ثالثة، بفعل عدّة تحقيقات جنائية في حقّ معارضيه. فالحسابات المصرفية لحزب «المؤتمر» مجمّدة منذ شباط بسبب خلاف حول إقرارات الإيرادات يعود إلى 5 سنوات.

ويُلاحق رئيس حزب «المؤتمر» راهول غاندي (53 عاماً)، الذي يُعدّ الشخصية الأبرز في المعارضة، بحوالى 10 دعاوى قانونية تمضي إجراءاتها ببطء. وعُلّقت عضويّته في البرلمان موَقتاً العام الماضي بسبب إدانته بتُهمة التشهير.

وجاء في تقرير صدر الأربعاء عن جمعية «CIVICUS» الحقوقية أن ولايتَي مودي شهدتا «نموذجاً للقمع يقوم على نسف الديموقراطية والحيّز المدني».

MISS 3