في الظروف المناسبة، قد تصبح الشوكولا مفيدة للقلب والصحة النفسية. تُعتبر الشوكولا، أو الكاكاو على وجه التحديد، عنصراً علاجياً مدهشاً، فهي تحتوي على مركّبات ناشطة ومختلفة قد تعطي آثاراً دوائية داخل الجسم. لكن يجب أن تتجاوز العناصر المسؤولة عن الآثار العصبية في الدماغ الحاجز الدموي الدماغي، أي الدرع الواقي الذي يمنع دخول عناصر ضارة مثل السموم والجراثيم إلى النسيج العصبي الحساس.
الثيوبرومين هو واحد من تلك العناصر، ويمكن إيجاده في الشاي، وهو المسؤول عن مذاقه المرّ. كذلك، يحتوي الشاي والشوكولا على الكافيين الذي يرتبط بالثيوبرومين باعتباره جزءاً من فئة البيورين الكيماوية. تعطي تلك العناصر الكيماوية وسواها شعور الإدمان على الشوكولا، وهي قادرة على تجاوز الحاجز الدموي الدماغي، حيث تؤثر على الجهاز العصبي.
حللت مراجعة منهجية مجموعة دراسات كانت قد استكشفت المشاعر والعواطف المرتبطة باستهلاك الشوكولا، فتبيّن أن الشوكولا تُحسّن المزاج، والقلق، والطاقة، وحالات النشوة.
في الوقت نفسه، قد تستفيد أعضاء مختلفة من آثار الكاكاو العلاجية. طوال قرون، استُعمِلت الشوكولا كعلاج لقائمة طويلة من الأمراض، بما في ذلك فقر الدم، والسل، والنقرس، وحتى تراجع الرغبة الجنسية.
قد تكون هذه الادعاءات خاطئة، لكن تشير مجموعة من الأدلة إلى أثر الكاكاو الإيجابي على القلب والأوعية الدموية. في المقام الأول، يستطيع الكاكاو أن يمنع اختلال الخلايا البطانية. إنها العملية التي تسمح بتصلّب الشرايين وتراكم الصفائح الدهنية، ما قد يؤدي إلى التعرّض لنوبات قلبية وجلطات دماغية.
على صعيد آخر، قد يؤدي استهلاك الشوكولا السوداء إلى تخفيض ضغط الدم، وهو عامل خطر آخر للإصابة بأمراض الشرايين، حتى أنه قد يمنع تشكّل الجلطات التي تسدّ الأوعية الدموية.
تذكر دراسات أخرى أيضاً أن الشوكولا السوداء قد تسهم في تعديل كولسترول البروتين الدهني العالي الكثافة، ما يسمح بحماية صحة القلب.
أخيراً، حللت أبحاث مختلفة ظاهرة مقاومة الأنسولين التي ترتبط بالنوع الثاني من مرض السكري واكتساب الوزن، فتبيّن أن عناصر البوليفينول الكيماوية الموجودة في النباتات وفي منتجات مثل الشوكولا قد تسهم في تحسين السيطرة على سكر الدم.