ستيفاني غصيبه

ماريلين نعمان: أغاني "ع أمل" على المسرح قريباً

20 نيسان 2024

02 : 05

هي «فرح» «ع أمل»، تنتقل من تجربة إلى أخرى بفضول والكثير من الحبّ. قبل أن نغنّي معها في بيروت «متل الغيمة» و»مسافة» و»بعدني عالشطّ» و»علاقتي مع الفهم» وغيرها، تحدّثت ماريلين نعمان لـ «نداء الوطن» عن لحظتها اليوم، مشاريع الغد، و»عصاها السحريّة».



ما سرّ الكيمياء بين فريق عمل «ع أمل»؟

برأيي، تُخلق الكيمياء بين الـcast عندما يركّز كلّ ممثّل على شخصيّته ويلتزم بدوره، فيقنعك بأدائه ويساعد زميله الذي يؤدّي أمامه. يَحكم السيناريو أن تساند الشخصيات بعضها البعض، عندها سيظهر الفريق متماسكاً حتماً.

كما ساهمت التعليقات الهائلة التي وصلتنا في هذا السياق، في تعزيز الكيمياء بيننا، بالإضافة الى تشابه معتقداتنا وأجواء العمل الساحرة التي جمعت بين القرية والعائلة... والحبّ، الكثير من الحبّ.





غناؤك، كلمات وألحان جاد عبيد، رافقنا وطبع فينا كثيراً. كيف اخترتم هذه الأغاني، خصوصاً أنّه بفضل «ع أمل» انشهرت أعمال سابقة لك كـ»مسافة»؟

الأغاني في «ع أمل» قصّة طويلة... وسأظلّ أخبرها نظراً لأهميّتها؛ كُتبت 7 أغنيات للمسلسل. لذا، الاختيار كان بمثابة تأليف. لكن أغنية «مسافة» تعني لي كثيراً، وأهديتها لوالدتي التي لا يعرفها الجمهور، وهذا ما أضاف إحساساً مميزاً على الحالة التي يجسّدها المسلسل. فربّما أقوى علاقة عاشتها «فرح» في هذا العمل كانت الأمومة بينها وبين يسار (ماغي بو غصن)، فكان من البديهيّ أن أقدّم «مسافة».

أغاني «ع أمل» جاءت بمثابة ألبوم بعدما اعتدنا أن تصدري أغنياتك انفرادياً. ما مشروعك لهذه المجموعة الجديدة؟

كان يفترض أن تُطلق أغاني «ع أمل» في ألبوم واحد، دفعة واحدة في نهاية رمضان. لكن بصراحة، وهذه المرّة الأولى التي أتكلّم فيها على هذا الموضوع، التفاعل الهائل ومطالبة الجمهور الكثيفة بالأغاني، كان السبب وراء طلبي من شركة التوزيع أن نصدر كلّ أغنية بعد مرورها في المسلسل. بهذه الطريقة، لا نخلق تشويقاً مبالغاً فيه ونسمح للجمهور بالاستمتاع. والثلثاء الماضي، أطلقت ألبوم «ع أمل series soundtrack» الذي يجمع كلّ الأغاني مع جاد عبيد.

في شخصيّة فرح، لا يتجزّأ الغناء عن التمثيل، لكن لو خيّرتِ بينهما، ماذا تختارين؟

لو كنت أستطيع، لركزت على واحدة واسترحت في الوقت المتبقّي، أو عملت على شيء آخر. لكنّني أحبّ هاتين المهنتين لدرجة أنني لا أسمح لنفسي حتّى أن آخذ استراحة في الفترات التي لا يوجد فيها تصوير، وأجد نفسي أعمل على الموسيقى بكثير من الحبّ، وهذه إرادتي فعليّاً.

تقولين إنّ فرح، «أم عجقة»، تشبهك على أكثر من صعيد. هل هذا الأمر ساعدك أو صعّب المهمّة لبناء شخصيّة دراميّة منفصلة عنك؟

كان الأمر سهلاً، أقلّه هو أسهل من شخصيّات أخرى أدّيتها لأنّ «فرح» تشبهني حقاً. لكن بالتأكيد، على الممثل أن يبقى واعياً على أنّه يمثّل ولا يؤدّي شخصيّته الحقيقية؛ هذا الأمر، تتطلب مني الكثير من الوعي والجهد كي لا أقع في فخ التشابه بيني وبين «فرح» فأستهزئ بالدور. ولو أنّ شخصيّاتنا تتشابه، في النهاية أنا كماريلين لم أمرّ بما مرّت به «فرح»، ولو استوحيت من ذكرياتي وتجاربي الخاصّة فحسب، لما تمكنت من إيصال شخصية «فرح» إلى الجمهور بالطريقة التي أوصلتها... لذلك، يمكن القول إنّني لوّنت الشخصيّة بطريقتي، مثل استعمال عبارة: Madame La Reine والكلمات الأجنبيّة الأخرى، ما ساهم في إيصال صورة تشبه جيلنا.



فرح ويسار... او ماريلين وماغي



أي ثنائية كانت المفضّلة لديك أمام الكاميرا؟

ثنائيتي المفضّلة كانت مع ماغي بو غصن، فالتمثيل معها متعة حقيقية. فرح ويسار «قصّة كبيرة»، والمشاعر التي جمعتهما حساسة وخاصّة، لم نرَها كثيراً من قبل. عدا عن الأجواء المرحة التي رافقت التصوير.

في كلّ 21 آذار، تعايدين الممثلات اللواتي لعبن دور أمّك في المسلسلات، لماذا؟

شاءت الحياة أن يصادف عيد الأمّ خلال أيّام التصوير هذه السنة والسنة الفائتة. وعيد الأمّ يعني لي الكثير، لأنّ «الدني إمّ».

أخواتي أمّهات وأمّي من أقرب الأشخاص لقلبي، فأشعر أنّ هذا العيد ثمين، وأفهم شعورهنّ عندما أقدّم لهنّ وردة أو أعايدهنّ. حتّى خالتي أهديها وردة في عيد الأمّ، فكيف للممثلات اللواتي لعبن دور أمّي. بهذه الطريقة أعايد كلّ أمّ موجودة على الأرض، في الخيال (fiction) وفي الحقيقة.

The Voice و»ع أمل» تجربتان مختلفتان ساهما في إيصال صوتك إلى جمهور أوسع. إذا كان The Voice «نجمة شهابيّة» كما تقولين، فكيف تختصرين تجربتك في «ع أمل»؟

قلت إنّ The Voice «نجمة شهابيّة» (étoile filante)، و»ع أمل» هو عصا سحريّة (baguette magique)، لأنّه فجأة، دخل شيء جميل جدّاً الى حياتي بعدما أديّت هذه الشخصيّة التي تملك مشاهد جميلة جدّاً، مع مساحة للموسيقى. فكأنّه فجأة تجسّد حلم من أحلامي.

عالم الفنّ صعب وفيه الكثير من المطبّات، ما الذي يساعدك على خوضه من دون أن تغيّري في شكلك أو في شخصك؟

أؤمن أنّه كلّما تعرّف المرء على نفسه أكثر عرف قيمته وتمسّك بها، متخطياً كلّ مطبّات الحياة، للوصول الى هدفه في عالم الفنّ أو خارجه.

مديرة أعمالك لين طويلة، هي صديقتك المقرّبة. كيف تنسّقان العلاقة بين الصداقة والعمل؟

بدأت علاقتنا مهنيّة فحسب، بعدها أصبحت لين بمثابة أخت لي. التواصل ممتاز بيننا، ونحرص دائماً على الشفافية وتشارك الأفكار التي تراودنا. وهذا ما طبّقناه في حياتنا الشخصية أيضاً.

«معلومات مش أكيدة»، «5 دقايق»، «مسافة»، كلّها ترافق فيها الفنّ في الصوت والصورة. هل تؤمنين بنجاح أي أغنية بلا فيديو كليب؟

شخصياً، أحبّ أن أوصل إحساسي أو رسالتي من وراء الميكرو أو الكاميرا على حد سواء. أعتبر أنه من المثالي أن ترفق الموسيقى بصورة، ما يساعد في إيصال الفكرة أكثر. فإذا سمع أحدهم يوماً «معلومات مش أكيدة»، يتذكّر فتاة على المحطّة والعكس صحيح.

نحن في عصر التواصل والتسويق، وعلينا أن نبتكر ليتذكّر الناس أعمالنا. درست السينما أساساً، وأحبّ أن أوصل الأعمال من خلال الصورة. إذا ساعدنا الجمهور على التعاطف مع الصورة، على الانتماء إليها، ننجح. لكن هذا لا يعني أنّ كلّ أغنية أطلقها سيرافقها فيديو كليب.

من تجربتك، هل يمكن للفنّانين الحقيقيّين أن يعتاشوا فقط من فنّهم؟

أؤمن أن العمل المتواصل والتركيز على الذات بدلاً من التركيز على الآخر يساعدنا في إيجاد الإجابات بداخلنا. من خبرتي المتواضعة، وصلت إلى ما وصلت إليه الآن لأنني فعلت ما يجب أن أفعله، من كلّ قلبي، في كلّ خطوة من خطواتي.

تتحدّثين كثيراً عن «اللحظة»، ماذا تريدين أن تتذكّري منها؟

لحظتي الآن تحمل الكثير من الرضى عن «ع أمل»، مع تأمّل كبير بحبّ الناس للعمل. أقرأ التعليقات لأنه لم تتسنَّ لي الفرصة في فترة عرض المسلسل، إذ كنت أتابع مثل الجميع. سأتذكّر في المستقبل من لحظتي اليوم أنّ الإنسان يمكنه فتح أكثر من مستوى وأنّ هناك لذّة دائماً في الخطوات الجديدة التي نجهلها... والآن أريد أن أستكشف.

أين يأخذنا حبّك للاستكشاف في أعمالك المقبلة؟

لا أعلم، لكنه سيقودني بالتأكيد إلى فرص شيّقة. الخطوة الأولى، تكمن بغنائي أغاني المسلسل مع الجمهور على المسرح... هذا ما أعمل عليه حالياً... هناك خبر سارّ قريباً جداً.