كسب الإتحاد اللبناني للكرة الطائرة التحدّي والرهان وقاد سفينة بطولة الدرجة الأولى الى الشاطئ الآمن والسعيد، بحيث تُوّج البطل الجديد سبيد بول شكا على أرض الملعب على حساب فريق الشباب البترون، مانعاً بشكل حاسم تكرار ما حدث الموسم الفائت من إشكالاتٍ مؤسفة في الدور النهائي، وما رافقها من إتهاماتٍ ودعاوى بحقّ الإتحاد لم توصل أصحابها الى أيّ نتيجة، بل على العكس، فقد زادت في تماسك الهيئة الإدارية وإصرارها على تطبيق القوانين التي وحدها تحمي حقوق الأندية وتفيها تعبها وعرقها وتضحياتها.
والحقيقة تقال إنّ وجود اللاعب الأجنبي في صفوف الفرق هذا الموسم نقل البطولة من مكان الى مكان آخر أعلى وأجمل مختلف كلياً عن المواسم الماضية، وهذا ما يجب أن يفتح الباب أمام إتحاد اللعبة لإجراء دراسة مطوّلة ومتأنية حول إمكانية السماح لأندية الدرجة الأولى بالتعاقد مع لاعب أجنبيّ ثانٍ في الموسم المقبل على رغم الشحّ الماليّ في صناديق هذه الأندية، وصعوبة العثور على رعاة ومعلنين أو مؤسّسات داعمة في ظلّ الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية الصعبة المحيطة بالبلاد.
وقد يولد الحلّ من رحم قرار مشابه لذاك الذي أصدره إتحاد الكرة الطائرة العام الفائت، حين سمح لأنديته بحرّية التعاقد مع لاعب أجنبيّ واحد، ولم يفرض عليها بالتالي هذا الحمل الثقيل، بحيث جاء قراره إختيارياً للأندية وليس إلزامياً، وهذا ما قد يستطيع تكراره قبل إنطلاق الموسم المقبل، بحيث يترك الحرّية لكلّ ناد بإمكانية ضمّ لاعب أجنبيّ ثانٍ في حال كانت قدراته المالية تسمح له بذلك، إذ لا يجوز أن يبقى مستوى اللعبة ثابتاً لمجرّد أنّ ثمّة أندية غير قادرة على تعزيز صفوفها بلاعبٍ أجنبيّ إضافيّ يرفع من مستوى فرقها ومن مستوى البطولة بشكل عام.
