المزارعون الأميركيّون الجنوبيون يرفعون الصوت: سئِمنا من تعدّيات المهاجرين!

02 : 00

مُربّي الماشية جون لاد (أ ف ب)

قبل نحو 6 أشهر من الانتخابات الرئاسية الأميركية المقرّرة في 5 تشرين الثاني المقبل والتي تُشكّل فيها مسألة الهجرة غير الشرعية قضية مفصلية بالنسبة إلى الكثير من الناخبين، خصوصاً في ظلّ اعتراض 2.4 مليون شخص على الحدود مع المكسيك خلال السنة المالية 2023، وهو رقم قياسي، قال مربّي الماشية جون لاد البالغ 68 عاماً والذي تقع مزرعته في ولاية أريزونا إلى جانب الجدار المبني على الحدود، لوكالة «فرانس برس»: «أشعر بالاشمئزاز من واشنطن ومن الجمهوريين والديموقراطيين هناك، فإنّهم لا يفعلون أي شيء للسيطرة على الحدود».

ورأى لاد أن «الجمهوريين يُريدون عمالة رخيصة والديموقراطيين يُريدون أصواتاً رخيصة وأميركا تُريد طماطم رخيصة»، لافتاً إلى أن المهرّبين «يتركون المهاجرين يموتون». وشدّد على أنه «عندما ترى جثة في مزرعتك، فهذا يُغيّر الوضع»، مشيراً إلى أنه سئِم رؤية المهاجرين غير الشرعيين من المكسيك يتعدّون على أرضه ولم يعد يُفكّر سوى بحماية نفسه.

وأكد لاد أنه «أمضي نصف وقتي في إصلاح الأضرار التي يُسبّبها الأشخاص الذين يعبرون المزرعة»، فيما قُطع سياج مزرعته من جديد أخيراً. وشكا من أن رؤوس الماشية التي يملكها «تهرب وتهزل»، موضحاً أنه يهدر عشرات آلاف اللترات من المياه أسبوعيّاً لأن المتسلّلين يقطعون الأنابيب المستخدمة لتأمين الماء لمواشيه.

وفي خضمّ أزمة الهجرة هذه، يُتابع لاد حاليّاً عن كثب محاكمة يوليها الإعلام اهتماماً كبيراً، لمربّي الماشية جورج كيلي البالغ 75 عاماً والمُتّهم بقتل مهاجر على أرضه في كانون الثاني 2023. وبينما أكد كيلي أنه أطلق النار من رشاشه في الهواء لحماية نفسه وزوجته فقط، يقول الادعاء إنّه استهدف في شكل مباشر مجموعة من المهاجرين كانوا على بُعد نحو 100 متر وقتل المهاجر المكسيكي غابرييل كوين بويتيميا.

ويعيش لاد على بُعد أكثر من ساعة بالسيارة عن مكان الحادث ولا يعرف كيلي، لكنّه يعتقد أنه إذا دين فإنّ ذلك «سيُشكّل سابقة»، بينما يشعر بالخوف لأنّ «هناك كثيرين يملكون 5 أو 6 هكتارات من الأراضي ويرون المهاجرين غير الشرعيين يعبرون ممتلكاتهم ولن يتمكّنوا من فعل أي شيء لحماية أنفسهم»، معتبراً أن جورج كيلي «حمى زوجته وممتلكاته وهذه واحدة من الصفات العظيمة لأميركا: القدرة على حماية الممتلكات الخاصة».

وفي هذا الصدد، أفاد رئيس جمعية رعاة الماشية في أريزونا مايك غانوسيو أنّ الوضع ملحّ ومحاكمة كيلي هي مجرّد تذكير جديد بذلك، معتبراً أنه «لو كانت الحكومة تُسيطر على الحدود، فلن يعبرها هؤلاء الأشخاص ولن يضطرّ للخوف على حياته». وشهدت السهول القاحلة الشاسعة التي تحدها جبال أرجوانية في ولاية أريزونا، مرور أجيال من قطّاع الطرق والخارجين عن القانون. ويمتلك معظم المزارعين في هذه المنطقة أسلحة، لكنّهم يعيشون اليوم على وقع تدخّلات عناصر شرطة الحدود، الذين يُطاردون المهرّبين.

ويقول كايل بيست، وهو مزارع آخر، إنه «في الليل نأوي إلى المنزل ولا ننظر إلى الخارج»، ففي مزرعته في أمادو التي تبعد نحو 160 كيلومتراً غرب مزرعة لاد، عُثر على «40 حقيبة ظهر» على أرضه، لافتاً إلى أن صبره بدأ ينفد. لذلك يعتزم بيست، على غرار الكثيرين من مربّي الماشية المحلّيين، التصويت لصالح الرئيس السابق دونالد ترامب في تشرين الثاني بدلاً من الرئيس جو بايدن، بحيث أكد أن ترامب «بالتأكيد الأفضل لحلّ مشكلة الهجرة»، مشيراً إلى أنه «برهن على ذلك في قضية الجدار، لديه حلّ» للمشكلة. واعتبر أن سياسات ترامب الحازمة في شأن الهجرة «ليست أمراً لاإنسانياً»، مشدّداً على أن ترامب «يُحاول فقط حماية بلدنا».

في المقابل، يملك الديموقراطيون سلاحاً فعّالاً في ولاية نيفادا، حيث يستعدّ «جيش» من عاملات التنظيف والطبّاخين والنُدل لدعم بايدن مرّة جديدة ضدّ ترامب في هذه الولاية المتأرجحة التي قد تُساهم في حسم نتيجة الانتخابات الرئاسية الأميركية، إذ قال سكرتير وأمين صندوق نقابة عمال الكازينوات والفنادق «كوليناري يونيون» التي تعدّ 60 ألف عضو، تيد باباجورج، إنّ بايدن «أفضل رئيس رأيته في حياتي للعمّال والعائلات والنقابات»، مؤكداً دعم النقابة لحملته الإنتخابية.

MISS 3