قبل سنتين، عاد معرض الكتاب الطرابلسي إلى حيث انطلق في العام 1974، أي إلى مقرّ الرابطة الثقافية في طرابلس شارع الثقافة، بعد سنوات من إقامته في معرض رشيد كرامي الدولي. إنتقال فرضته الظروف الإقتصادية وأزمة كورونا، وسط إصرار المنظّمين على إبقاء المعرض قائماً لأنه بات يمثّل تاريخ وثقافة طرابلس.
هذه السنة يقام المعرض بنسخته الـ 50 ويحاكي قضايا راهنة ويعالج العديد من القضايا التي تهمّ طرابلس ولبنان والمنطقة، فيحاول الكتّاب والأدباء والشعراء ورواد المعرض إبراز ذلك في منشوراتهم وإبداعاتهم. من هذا المنطلق تبدو القضية الفلسطينية وأحداث غزة، الحاضر الأبرز في المعرض الذي انطلق في التاسع عشر من نيسان الجاري.
رئيس الرابطة الثقافية الزميل رامز الفري يشير لـ"نداء الوطن"؛ إلى أن معرض الكتاب "أصبح جزءاً لا يتجزّأ من تاريخ وتراث وثقافة مدينة طرابلس، كما بات يشكّل واحة تلاقٍ وحوار وتبادل أفكار بين مختلف الشرائح الوطنية".
ويضيف: "من هذا المنطلق كان الإصرار على استدامة المعرض، بالرغم من الصعاب. المعرض هذه السنة يتضمّن أكثر من 90 نشاطاً متنوعاً، في المجالات الثقافية والاجتماعية التي يُعنى بها، بالإضافة إلى توقيع 60 كتاباً ومنشوراً جديداً لكتّاب وشعراء وأدباء".
ويلفت إلى أن "أنشطة المعرض تحاكي هواجس وشؤون وشجون لبنان والمنطقة، لذلك فإنّ غزة وفلسطين والعدوان الحاصل على أهلنا هناك كما في الجنوب اللبناني، وقضايا الأمة، تأخذ حيّزاً واسعاً من نقاشات المعرض ومداولاته لهذه السنة، وهذا من ضمن أهداف الرابطة الثقافية. وميزة المعرض الجديدة هذه السنة أنه ينطلق ضمن فعاليات طرابلس عاصمة الثقافة العربية للعام 2024، من هنا ننوه بالجهد الذي يبذله وزير الثقافة محمد وسام المرتضى لإنجاح هذه الفعالية ضمن الإمكانات الضئيلة المتاحة".
ويختم الفري بالتأكيد على أن المعرض كان وسيبقى للجميع، وأبوابه مفتوحة أمام كافة الآراء والتوجّهات السياسية والثقافية والإبداعية، تحت سقف الوحدة الوطنية والشراكة.
يشار إلى أن أرجاء المعرض عبارة عن أجنحة عدّة حجزها أصحابها من مؤسسات اجتماعية وتربوية وثقافية، يعرض كلّ منها في جناحه الخاص ما يقدّمه من خدمات. وككل سنة فللكتاب حضوره أيضاً، أما القاعة الأساسية للرابطة الثقافية، فتشهد طيلة أيام المعرض على أمسيات شعرية وندوات ثقافية واجتماعية متنوّعة، وتوقيع كتب ودواوين ومنشورات.
