"وعد وشكر" بين بايدن وزيلينسكي... وكييف تتوقّع "فترة صعبة"!

02 : 00

زيلينسكي يُكرّم عائلة جندي بذل حياته للدفاع عن أوكرانيا في كييف أمس (أ ف ب)

وعد الرئيس الأميركي جو بايدن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال اتصال هاتفي بينهما أمس، بأن يُرسل إليه سريعاً مساعدات عسكرية جديدة ومهمّة لتلبية الحاجات الملحّة لأوكرانيا في ساحة المعركة وعلى صعيد الدفاع الجوي، ما أن يُصادق الكونغرس الأميركي نهائيّاً على حزمة مساعدات لكييف بقيمة نحو 61 مليار دولار، وفق البيت الأبيض.

ووجّه زيلينسكي شكره إلى بايدن، وكتب على منصّة «إكس»: «أنا ممتنّ لجو بايدن لدعمه الراسخ لأوكرانيا ولقيادته العالمية الفعلية»، موضحاً أن نظيره الأميركي أكد له أن حزمة المساعدات الجديدة ستكون «سريعة وقوية وستُعزّز قدراتنا على صعيد الدفاع الجوي والبعيد المدى والمدفعية».

في سياق متّصل، كشف وزير الخارجية النروجي إسبن بارث إيدي أن بلاده التي تُعدّ نسبيّاً من أكبر الدول المانحة لأوكرانيا، تدرس احتمال زيادة المساعدات «بشكل كبير»، فيما تعهّدت النروج حتّى الآن تقديم حوالى 6.8 مليارات دولار كمساعدات عسكرية ومدنية بين العامين 2023 و2027.

وفي تقدّم جديد للجيش الروسي على الجبهة الشرقية في مواجهة القوات الأوكرانية المتعثرة، أكدت الدفاع الروسية أن قواتها سيطرت بالأمس على قرية نوفوميخايليفكا التي تبعد حوالى 30 كيلومتراً عن مدينة دونيتسك والقريبة من بلدة فوغليدار الواقعة عند تقاطع الجبهتَين الجنوبية والشرقية والتي تُحاول روسيا احتلالها منذ عامين، بحسب وكالة «فرانس برس»، فيما ذكرت هيئة الأركان العامة الأوكرانية في تقريرها الصباحي الدوري أن القوات الأوكرانية واصلت صدّ المحاولات الروسية للتقدّم قرب القرية، وفق وكالة «رويترز».

وفي ضربة روسية طالت خاركيف، ثاني أكبر المدن الأوكرانية التي كان يُقيم فيها نحو 1.4 مليون شخص قبل الحرب، جرى تدمير البرج التابع للتلفزيون، بحسب الحاكم الإقليمي أوليغ سينيغوبوف الذي أكد أن «المحتلّين هاجموا بنية تحتية للتلفزيون في خاركيف، وخلال الإنذار، اختبأ الموظّفون ولم يسقط ضحايا»، متحدّثاً عن «اضطراب في موجات التلفزيون الرقمي».

في الموازاة، حذّر رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية كيريلو بودانوف خلال مقابلة مع «بي بي سي» من أن الوضع على الجبهة الأوكرانية سيسوء بحدود منتصف أيار وأوائل حزيران وستكون «فترة صعبة»، وسط مخاوف من هجوم روسي جديد، إلّا أنه أكد أن «نهاية العالم لن تحدث خلافاً لما يقول كثيرون في الوقت الحالي، لكن ستكون هناك مشكلات اعتباراً من منتصف أيار».

وفي موقف ملفت، أكد الرئيس البولندي أندريه دودا لصحيفة «فاكت» «استعداد» بلاده العضو في حلف «الناتو»، لنشر أسلحة نووية على أراضيها في إطار التشارك النووي في حال قرّر الحلف تعزيز جبهته الشرقية في مواجهة نشر روسيا أسلحة جديدة في بيلاروسيا وجيب كالينينغراد الروسي، مشيراً إلى أن المحادثات في شأن التعاون النووي بين بولندا والولايات المتحدة تجري «منذ مدّة».

في المقابل، أكد المتحدّث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن روسيا ستتّخذ الإجراءات اللازمة لضمان «أمنها» في حال نشرت وارسو أسلحة نووية على أراضيها، فيما اعتبر وزير الخارجية سيرغي لافروف خلال رسالة وجّهها عبر الفيديو إلى المشاركين في مؤتمر موسكو لمنع انتشار الأسلحة النووية، أن العالم «يتأرجح في شكل خطر على شفا صراع عسكري مباشر بين القوى النووية» الكبرى، مدعياً أن «الولايات المتحدة ودول «الناتو» التابعة لها، مهووسة بفكرة إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا، وهو أمر محفوف بعواقب كارثية». واتهم الدول الغربية بزيادة «مستوى الخطر النووي».

وفي الغضون، أكد تقرير أعدّه معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام «سيبري» أن الإنفاق العسكري العالمي شهد أكبر زيادة له منذ أكثر من عقد في عام 2023 ووصل إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عند 2.4 تريليون دولار، جرّاء الحروب والتوترات المتزايدة في مختلف أنحاء العالم، خصوصاً في أوروبا والشرق الأوسط وآسيا. وأفاد الباحث في «سيبري» نان تيان لـ»فرانس برس» بأنه «للمرّة الأولى منذ عام 2009، شهدنا زيادة في الإنفاق في القارات الـ5».

وجاءت الولايات المتحدة والصين وروسيا والهند والسعودية في المراكز الـ5 الأولى من حيث الإنفاق توالياً. وأشار تيان إلى أن استمرار الحرب في أوكرانيا أدّى إلى زيادة الإنفاق في أوكرانيا وروسيا و»مجموعة كاملة» من الدول الأوروبّية، إذ عزّزت روسيا الإنفاق بنسبة 24 في المئة، ليصل إلى 109 مليارات دولار في عام 2023، بينما ارتفع الإنفاق العسكري لأوكرانيا بنسبة 51 في المئة، ليصل إلى 64.8 مليار دولار، لكن البلاد تلقت أيضاً 35 مليار دولار من المساعدات العسكرية، غالبيتها من الولايات المتحدة.

MISS 3