"زيارة تاريخية" لأردوغان إلى العراق: إنطلاق مرحلة جديدة بين البلدَين

02 : 00

السوداني وأردوغان خلال مراسم توقيع اتفاقات ثنائية في بغداد أمس (أ ف ب)

وقّع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس خلال أوّل «زيارة تاريخية» رسمية له إلى بغداد منذ عام 2011، اتفاقات تعاون و24 مذكرة تفاهم، كما أجرى محادثات حول قضايا شائكة أبرزها تقاسم الحصص المائية والصادرات النفطية والأمن الإقليمي والتعاون الاقتصادي، مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الذي استقبله في مطار بغداد الدولي، حيث أُقيمت مراسم استقبال رسمية تخلّلها عرض لحرس الشرف وإطلاق طلقات مدفعية وعزف للنشيد الوطني لكلّ من البلدَين.

وإذ تحدّث أردوغان خلال مؤتمر صحافي مشترك مع السوداني عن أن العلاقات مع العراق تدخل مرحلة جديدة، أكد أن من أهمّ البنود التي جرت مناقشتها كانت «الإجراءات المشتركة التي يُمكن اتخاذها ضدّ «حزب العمال الكردستاني» وفروعه التي تستهدف تركيا انطلاقاً من الأراضي العراقية»، مشيراً إلى أن «وجود «حزب العمال الكردستاني» على الأراضي العراقية يجب أن ينتهي في أسرع وقت، بعد تصنيفه رسميّاً منظمة إرهابية». وشدّد على استعداد بلاده لتقديم الدعم اللازم للعراق لمكافحة «العمال الكردستاني» وإنهاء وجوده في البلد الجار وكذلك الأمر نفسه بالنسبة إلى مكافحة منظّمة «غولن».

من جهته، أكد السوداني أنه «تطرّقنا في محادثاتنا إلى التنسيق الأمني الثنائي الذي سيُلبّي حاجات الجانبَين ويواجه التحدّيات التي يُشكّلها وجود عناصر مسلّحة قد تتعاون مع الإرهاب وتخرق أمن البلدَين، ووجود مناطق رخوة تحتاج إلى المزيد من السيطرة والاستقرار في مناطق حدودية مشتركة». وأشاد بتوقيع اتفاق إطار استراتيجي «يعدّ خارطة طريق لبناء تعاون استراتيجي مستدام في كافة المجالات»، موضحاً أنه «ستنبثق من هذا الاتفاق لجان دائمة للأمن والطاقة والإقتصاد».

أما على الصعيد التجاري، فأعرب أردوغان عن رغبة بلاده في رفع حجم التبادل التجاري إلى مستويات أعلى بعد أن بلغ 20 مليار دولار خلال العام 2023، مشيراً إلى أنه ناقش مع السوداني سُبل تخطّي «العراقيل المصطنعة» لتعزيز حجم التبادل التجاري بين البلدَين. وأوضح أن مشروع «طريق التنمية» الاستراتيجي الذي يهدف إلى ربط الخليج بتركيا عبر طرق وسكك حديد، يحمل أهمية قصوى في هذا الإطار، لأنّه سيُساهم في استقرار ورفاهية دول المنطقة بأسرها وفي مقدّمها العراق.

ورعى السوداني وأردوغان في بغداد مراسم توقيع مذكرة تفاهم رباعية بين العراق وتركيا وقطر والإمارات، تهدف إلى التعاون المشترك في شأن «طريق التنمية». وأكد مكتب السوداني أن «طريق التنمية سيُسهم في تحفيز النمو الاقتصادي وتعزيز علاقات التعاون الإقليمي والدولي».

وفي ملف المياه، وقّع البلدان «اتفاقاً إطارياً» لتحسين إدارة مياه نهرَي دجلة والفرات مدّته 10 أعوام. واعتبر السوداني أن الاتفاق «سيكون كفيلاً لتحقيق إدارة مشتركة وعادلة للموارد المائية، إذ ليس من مصلحة أحد أن تتفاقم الأوضاع في ما يتعلّق بالمياه وحصّة العراق»، بينما رأى أردوغان أن «الأزمة المناخية تؤثّر سلباً في تركيا وكذلك العراق»، لافتاً إلى أن «استخدام المياه بشكل فاعل عبر تجنّب الهدر يوازي في أهميته كمية المياه». ولاحقاً، توجّه أردوغان إلى أربيل، حيث عقد لقاءات مع مسؤولين أكراد.

إقليميّاً، بحث سلطان عُمان هيثم بن طارق ورئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان العلاقات ومختلف جوانب التعاون والعمل المشترك بين البلدَين، بما يخدم مصالحهما المتبادلة ويُلبّي تطلّعات شعبَيهما إلى التنمية والازدهار، إضافةً إلى مجمل القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، وذلك خلال زيارة رسمية يُجريها بن طارق إلى أبو ظبي. ووقّع بن زايد وبن طارق عدداً من مذكرات التفاهم والاتفاقات، شملت مجالات الاستثمار والطاقة المتجدّدة والمستدامة، إضافةً إلى السكك الحديد والتكنولوجيا والتعليم.

على صعيد آخر، وصلت إلى مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي في المدينة المنوّرة أولى طلائع المعتمرين الإيرانيين بعد توقف دام 9 سنوات، في خطوة وصفها السفير الإيراني لدى السعودية علي رضا عنايتي بـ»المباركة» في مسيرة العلاقات الإيرانية - السعودية. وأكد أنه «خلال الأيام المقبلة حتى بداية موسم الحج، سوف تستمرّ هذه الرحلات إلى السعودية بالنسبة إلى المعتمرين الإيرانيين... وسنواصل بعد الحج هذا الأمر المبارك»، مشيراً إلى أن «إجراءات دخول المعتمرين كانت سهلة جدّاً». وشكر «المسؤولين في السعودية لإتاحة مثل هذه الفرصة للمعتمرين الإيرانيين وسنواصل هذه المسيرة».

MISS 3