ريتا ابراهيم فريد

التدخين الإلكتروني خطر على صحّة القلب

د. ناجي أبي راشد: e-cigarette وvape ليستا حلاً

24 نيسان 2024

02 : 05

توصّلت دراسة حديثة نشرت في American College of Cardiology الى أنّ التدخين الإلكتروني الذي يشمل الـe-cigarette والـVape قد يؤدي الى الإصابة بفشلٍ في القلب. للإضاءة أكثر على هذه الدراسة، تواصلت «نداء الوطن» مع اختصاصي أمراض القلب والشرايين ومدير العناية الطبية في المستشفى «اللبناني الجعيتاوي الجامعي» الدكتور ناجي أبي راشد، الذي شرح بشكلٍ مفصّل عن مضارّ التدخين الإلكتروني، مشدّداً على أنّه لا يقلّ خطورة عن التدخين العادي.



إنطلاقاً من الدراسة التي نُشرت في الـAmerican college of cardiology ، كيف يمكن ربط العلاقة بين الإصابة بقصور القلب والتدخين الإلكتروني؟

هذه الدراسة التي امتدّت على مدى 45 شهراً، تضمّنت متابعة لعددٍ كبير من المدخّنين فاق الـ170 ألف شخص، ومن بينهم أشخاص لجأوا الى التدخين الإلكتروني، الذي يشمل الـe-cigarette والـvape وتوابعها. وتبيّن أنّ هؤلاء يقعون تحت خطر الإصابة بقصور أو فشلٍ في عضلة القلب بنسبة تصل الى 20% أكثر من الباقين. وهنا لا بدّ من الإشارة الى أنّ هناك نوعين من قصور عضلة القلب: النوع الأول يتعلّق بالارتخاء، أي حين تقصّر العضلة عن أداء مهامها من دون أن تكون ضعيفة، ويمكن أن يعود أيضاً الى التصلّب في العضلة. النوع الثاني هو الضعف في عضلة القلب، والذي يكون بنسبٍ مختلفة. بالعودة الى الدراسة، قصور القلب الذي تبيّن من خلالها يدخل ضمن فئة النوع الأول.

هل هذا الخطر يشمل أيضاً الفئة الشابة أم أنه ينحصر بكبار السنّ؟

بالنسبة الى الدراسة، كان معدّل الأعمار فيها بحدود الـ50 سنة. لكن فعلياً، الخطر يطال كلّ الأعمار. وهو مرتبط بالفترة الزمنية التي دخّن فيها الفرد، إضافة الى عدد السجائر التي دخّنها. مع الإشارة الى أنّ هذه الدراسة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، وهناك دراسات عدة تشير الى خطر التدخين بكلّ أنواعه. ويلزمنا دراسات أخرى كي نحصل على نتيجة أكثر وضوحاً عن هذه المضرّات. لكنّ الأكيد أنّ التدخين الإلكتروني ليس أفضل من التدخين العادي.



ماذا عن النظريات التي تقول إن السجائر الإلكترونية تسبّب تغيّرات في الخلايا، وهي مماثلة لتلك التي يحدثها التدخين، ما قد يؤدي إلى تحوّلها إلى خلايا سرطانية؟

هناك دراسات حديثة انتشرت في أميركا وأستراليا وإنكلترا ويجب أخذها جدّياً في الإعتبار، حيث يتمّ حالياً إجراء أبحاث معمّقة حولها. تبيّن من خلالها أنّ الذين يعتمدون التدخين الإلكتروني قد يصابون بتغيير في الحمض النووي بسبب النيكوتين الموجود فيها. وهذه المادّة بحدّ ذاتها لها تأثير على الـDNA. وقد تؤدي الى ارتفاع في نسبة الإصابة بمرض السرطان. هذا ما يؤكّد قناعتنا بأنّ الـe-cigarette ليست أفضل من السيجارة العادية، وأنّ هناك خطراً في الإصابة بسرطان الرئتين والحنجرة تماماً مثل التدخين العادي.

هل من فرق بين تدخين السجائر الإلكترونية أو الـ iqos، وبين النرجيلة الإلكترونية أو الـvape، أم أن كليهما يشكل خطراً؟

إنّ ارتفاع نسبة الإصابة بأمراض القلب وقصور القلب ومرض السرطان متعلّق بالنيكوتين، وهذه المادّة متواجدة في كلّ أنواع التدخين. إذاً لا فرق أبداً بين هذه الأنواع. فهي تؤثّر على عضلة القلب وعلى الشرايين وكلّها تشكّل خطراً على صحّة الإنسان طالما أنّه يُدخل النيكوتين الى جسمه.

إذاً هل يمكن القول إن التدخين الإلكتروني ليس بديلاً آمناً عن التدخين العادي؟

بالضبط. لأنّ تغيير أنواع السجائر والانتقال من التدخين العادي الى التدخين الإلكتروني ليسا الحلّ لتخفيف نسبة الخطر. فرغم أنّ الخطر ينخفض من جهة، إلا أنّه سيعاود الإرتفاع من جهة أخرى. فنسبة النيكوتين في السجائر الإلكترونية غالباً ما تكون أعلى من تلك الموجودة في السجائر العادية.

بماذا تنصح الشبان والشابات الذين استبدلوا التدخين العادي بالسجائر الإلكترونية وباتوا عاجزين عن الإقلاع عنها؟

أشدّد على أنّ التدخين مضرّ بكافّة أنواعه، سواء التدخين العادي أم الإلكتروني، تدخين السيجارة العادية أو الـe-cigarette أو النرجيلة الإلكترونية. وكما ذكرتُ منذ قليل، الانتقال من نوع الى آخر ليس حلّاً. والأشخاص الذين يقولون إنّهم عاجزون عن التوقّف عن التدخين، لا بدّ من تحفيزهم على أن يتمتّعوا بالإرادة للإقلاع عن التدخين. أمّا أولئك غير القادرين على ذلك، فيمكن أن نسمح لهم بسيجارة واحدة أو سيجارتين أو ثلاث كحدّ أقصى في اليوم. شرط ألّا يدخّنوها خارج المنزل في البرد، أو خلال طقس حارّ جداً، أو مباشرة بعد تمارينهم الرياضية، وألا تكون السيجارة هي آخر ما يقومون به مساء قبل النوم. ففي هذه الظروف يكون التدخين أكثر أذية على الجسم.

من جهة أخرى، أنصحهم باللجوء الى الرياضة، أو الى تقنيّات الاسترخاء أو سماع الموسيقى كطرق صحية للإقلاع عن التدخين. لكن قبل كل ذلك، يجب أن يتمتّعوا بإرادة قوية. مع الإشارة الى أنّ الذين يدخّنون كثيراً لفترة زمنية طويلة، سيعانون من انزعاج لحوالي أسبوعين بعد توقّفهم عن التدخين، حيث يشعرون بحاجة جسدية ومعنوية الى النيكوتين، لكنّهم سيتخطّون ذلك بالتأكيد. والحلّ الوحيد هو بالتوقّف عن التدخين.

MISS 3