أعاد علماء فيزياء من جامعة كاليفورنيا ومختبر «لوس ألاموس» في الولايات المتحدة و»المعهد الفدرالي السويسري للتكنولوجيا»، رسم خارطة الواقع الأساسي كي يثبتوا أن طريقة ارتباطنا بالأجسام في عالم الفيزياء قد تمنعنا من رؤية المشهد العام.
طوال قرن من الزمن، كانت طريقة فهمنا للواقع معقدة بسبب النظريات والملاحظات التي تدخل في خانة ميكانيكا الكمّ. لكن انتهى زمن نَسْب قياسات مطلقة، مثل السرعة والموقع، إلى مختلف الأجسام. لفهم النسيج الذي يتألف منه الكون، نحتاج إلى أنظمة رياضية لتفكيك ألعاب الحظ إلى قياسات محتملة.
وبدأ الباحثون دراستهم الجديدة انطلاقاً من انطباع معيّن عن أكوان متعددة وغير محدودة من الاحتمالات، أو ما يعتبره علماء الفيزياء حصيلة جميع الطاقات والمواقع المعروفة باسم «النموذج الهاميلتوني العالمي»، ثم ركّزوا على حصر الاحتمالات اللامتناهية ضمن نظام هاميلتوني فرعي محدود يمكن التحكم به، وطوّروا خوارزميات لمعرفة ما إذا كانت «الحالات التوجيهية» أكثر ثباتاً من غيرها. وانطلاقاً من نظرية «العوالم المتعددة»، ابتكر العلماء ما يسمّونه تفسير «العوالم المتزايدة»، فأخذوا مجموعة غير محدودة من الاحتمالات وجمعوها مع عدد لانهائي من الوقائع التي نغفل عن تقييمها في الحالات العادية. على غرار التفسير الأصلي لهذه العملية، لا يبدو التفسير الجديد تعليقاً على سلوك الكون بقدر ما يشير إلى مساعي العلماء لدراسته بوتيرة تدريجية.
ويشدد الباحثون على أنهم لم يعطوا أهمية مفاهيمية كبرى للخوارزميات التي ابتكروها، لكنهم يتساءلون في الوقت نفسه عن احتمال تطبيقها في مجالات أخرى لتحسين طرق استكشاف الأنظمة الكمّية كتلك الموجودة داخل الحواسيب.