عماد موسى

في انتظار "الحماقة"

25 نيسان 2024

02 : 00

اطلق رئيس الجمهورية الإيرانية الإسلامية ابراهيم رئيسي من باكستان قنبلة صوتية جديدة متوعداً العدو المتغطرس أنه في حال قيامه «بأي عدوان جديد على الأراضي الإيرانية المقدسة، فإنّ الوضع سيكون مختلفاً تماماً، ولا أحد يعلم ما إذا كان سيبقى شيء من هذا الكيان». وسبق رئيسي صديقنا عبد (ناظر الخارجية الإيرانية) في رفع سقف التحدي»إذا إرتكبت أي حماقة في مهاجمة إيران فسنجعلها تندم على فعلتها».

وكأن الإثنين يخاطبان بطريقة ما العدو بشيء من الود والتفهّم بما معناه: هجومكم الأخير على قاعدة جوية في مدينة أصفهان سنعتبره مجرّد هفوة لا ترتقي إلى مستوى الحماقة. والأمة الإسلامية بأسرها تنتظر بفارغ الصبر أن ترتكب إسرائيل حماقة على قدر التوقعات لنرتاح جميعنا، خصوصاً نحن أبناء هذا البلد التعيس وإخوتنا التعساء في سورية وفلسطين ودول الطوق وفي المغرب والمشرق والخليج.

ومسألة «الحماقة» باتت جزءاً من فن الخطابة والتحفيز والإستنهاض في إيران. في العام 2013 فجر المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية قنبلة صوتية بمفعول هيدروجيني بقوله «إذا إرتكبت إسرائيل أي حماقة فسنسوي حيفا وتل أبيب بالأرض وسندمر تل أبيب تدميراً كلياً وتسوية ما فوق الأرض بالأرض» وبفعل هذا الخطاب باتت إسرائيل حذرة من الإقدام على أي حماقة. كل ما ارتكبته يندرج في خانة الرعونة وهي أقل بدرجتين من «الحماقة» ويقع «النزق» في منزلة بين هاتين المنزلتين.

القادة السياسيون يشطحون أحيانا فيما ينحو القادة العسكريون منحى أكثر دقة، ففي العام 2019 أكد القائد العام لجيش الجمهورية الاسلامية اللواء عبد الرحيم موسوي، وهو مش حبة أو حبتين، انه «اذا اراد العدو يوماً وبحساباته الخاطئة، ان يرتكب حماقة اختبار قوة ايران، فمن المؤكد سنوجه له ضربة قوية».

وتأكيداً للمؤكد، بعد عامين على خطبة «سيادة اللواء» وَعد المتحدث الأعلى (وهل هناك متحدث أدنى؟) باسم القوات المسلّحة الإيرانية، العميد أبو الفضل شكارجي، «بتسوية تل أبيب وحيفا بالإرض إذا ما ارتكب الكيان الصهيوني حماقة تجاه إيران». والوعد الصادق هذا تنتهي صلاحيته في العام 3021.

ولمسؤولي «الحزب» هنا، أقوال مأثورة في الحماقة، ومن الباقة نقتطف مأثورة للشيخ نعيم «إذا ارتكبت أي حماقة بحق لبنان فستكون بنسخة مطورة عن هزيمة تموز» في مفهوم الشيخ نعيم العسكري التسبب بتهجير 100 ألف جنوبي، ومقتل 316 لبناني مقابل 18 «صهيوني»، وتدمير معالم قرى هو معدل مقبول دون معدل الحماقة.

في واقع الأمر، أخشى ما يخشاه العدو ورئيس حكومته الأحمق إدراكه «ان لحظة اندلاع حرب شاملة ستتحول تل ابيب وحيفا والمناطق المحتلة إلى ملاعب كرة قدم» على قولة شيخ الشباب إميل جونيور!

MISS 3