واشنطن تطلب معلومات عن المقابر الجماعية والسعودية تُدين "جرائم الحرب"

إسرائيل تتأهّب للانقضاض على رفح!

02 : 00

محتجّون داعمون للفلسطينيين يُزيلون عدداً من الخيم في حرم جامعة كولومبيا في نيويورك أمس (أ ف ب)

واصلت الآلة الحربية الإسرائيلية قصفها الجوّي وعمليّاتها الميدانية أمس، فيما تأهّبت عسكريّاً للانقضاض على رفح في جنوب قطاع غزة على الحدود مع مصر، رغم المعارضة الغربية والدولية الواسعة لهذه الخطوة التي تُهدّد بتعميق مأساة الغزّاويين أكثر. وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه «سيمضي قدماً» في عمليّته ضدّ رفح، مشيراً إلى أن 4 كتائب قتالية تابعة لحركة «حماس» موجودة في المدينة.

وكشف المتحدّث باسم الحكومة الإسرائيلية ديفيد مينسر خلال مؤتمر صحافي أنه تمّت تعبئة «لواءَين احتياطيين للقيام بمهام دفاعية وتكتيكية في غزة»، زاعماً أن الجيش الإسرائيلي قضى على «ما لا يقلّ عن 18 أو 19 كتيبة من أصل 24 كتيبة» تابعة لـ»حماس». كما ادّعى أن «ما لا يقلّ عن 26 ألف إرهابي قُتلوا أو اعتُقلوا أو أُصيبوا في ساحة المعركة».

في الأثناء، أوضح رئيس وفد حركة «حماس» لمفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن والأسرى خليل الحية، خلال مقابلة مع «الشرق»، أن «النقطة الجوهرية تتمثل في أن نتنياهو لا يُريد التوصّل إلى اتفاق، وإنّما يُريد إطالة أمد الحرب لتحقيق أهدافه الشخصية، وأهداف حكومته، وإشعال المنطقة بحرب إقليمية»، كاشفاً عن خطّة إسرائيلية لاحتلال دائم لأجزاء واسعة من القطاع تصل نسبتها إلى 20 في المئة من مساحته.

ونشرت «حماس» عبر قناتها الرسمية على «تلغرام» مقطعاً مصوّراً لرهينة إسرائيلي. وعَرّف المُحتجز عن نفسه بأنه «هيرش غولدبرغ بولين، ابن يونتان وراشيل» وله من العمر 23 عاماً، مشيراً الى أنه خُطف في السابع من تشرين الأوّل في حفل «نوفا» في رعيم. وبدا جالساً على كرسي من البلاستيك أمام حائط أبيض.

وذكر منتدى أُسر الرهائن في بيان أنّ عائلة هيرش سمحت بنشر «فيديو ابنها». وأضاف المنتدى الذي يُمثّل جزءاً من عائلات الرهائن: «هذا الفيديو المُفجع هو دعوة عاجلة إلى اتخاذ إجراءات سريعة وهادفة لحلّ هذه الأزمة الإنسانية المروّعة وضمان العودة الآمنة لأحبائنا».

وبعد التوقيع على حزمة مساعدات عسكرية ضخمة لإسرائيل، تتضمّن أيضاً مليار دولار مخصّصة للمساعدات الإنسانية لغزة، قال الرئيس الأميركي جو بايدن: «سنقوم على الفور بتأمين هذه المساعدات وزيادة حجمها... بما في ذلك الغذاء والإمدادات الطبية والمياه النظيفة»، مطالباً الدولة العبرية بضمان «وصول كلّ هذه المساعدات إلى الفلسطينيين في غزة بلا تأخير».

وأكد بايدن أن التزامه تجاه إسرائيل «لا يتزعزع»، فأمن إسرائيل «مهمّ للغاية»، في وقت ذكرت فيه الخارجية الأميركية في بيان أن الولايات المتحدة طالبت الحكومة الإسرائيلية بمعلومات في شأن تقارير عن مقابر جماعية في القطاع. بالتوازي، دانت الخارجية السعودية «استمرار قوات الاحتلال الإسرائيلي في ارتكاب جرائم الحرب الشنيعة في قطاع غزة بلا رادع، وآخرها اكتشاف مقابر جماعية في مجمّع ناصر الطبي في مدينة خان يونس جنوب القطاع».

وجدّدت الوزارة «مطالبة المملكة باضطلاع المجتمع الدولي بمسؤوليّته تجاه وقف اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على المدنيّين في قطاع غزة، ومحاسبته على المجازر التي ارتكبها»، فيما دعا الاتحاد الأوروبي إلى تحقيق مستقلّ في كلّ «الشبهات والظروف نظراً إلى أنه يخلّف انطباعاً بالفعل بأنّ انتهاكات قد تكون ارتُكبت لحقوق الإنسان»، في ما يتعلّق بالمقابر الجماعية.

وبعدما صدرت مراجعة مستقلّة لنشاط «الأونروا»، أعلنت ألمانيا أنها «ستستأنف تعاونها» مع الوكالة. وأوضحت وزارتا الخارجية والتنمية الألمانيّتان في بيان مشترك أن برلين «ستُنسّق بشكل وثيق مع أقرب شركائها الدوليين لصرف مزيد من التمويلات»، بينما وصفت الخارجية الإسرائيلية قرار ألمانيا بأنه «مؤسف ومخيّب للآمال».

وفي نيويورك، ذكرت جامعة كولومبيا في بيان أن طلّابها وافقوا على إزالة «عدد كبير» من عشرات الخيم التي نصبوها في حرم الجامعة الرئيسي في إطار احتجاجهم على «حرب غزة»، بينما كانت الجامعة قد هدّدت الثلثاء باستدعاء سلطات إنفاذ القانون لإزالة الخيم إذا لم يفعل الطلّاب ذلك بحلول منتصف الليل.

أمّا في مصر، فأوقفت السلطات الأمنية 18 شخصاً، وأحالتهم إلى نيابة أمن الدولة، إثر تنظيم وقفة تضامنية الثلثاء مع نساء غزة والسودان أمام مقرّ الأمم المتحدة للمرأة في جنوب القاهرة، بحسب ما أفاد المحامي الحقوقي البارز خالد علي.

MISS 3