سكايز يُدين إجرام السلطة وأجهزتها ويطالب المجتمع الدولي بموقف شجاع

20 : 44

أصدر مركز الدفاع عن الحريات الإعلامية والثقافية "سكايز" في مؤسسة سمير قصير بيانا على أثر الأحداث التي تشهدها العاصمة بيروت متوجهاً إلى المجتمع الدولي لإشتراط الدعم المقدم إلى الحكومة بإحترامها معايير حقوق الإنسان والحكم الرشيد،

موضحاً أنّ "عدّاد الموت لم يتوقف عن الدوران حتى هذه اللحظة مسجّلاً ضحايا جدداً في انفجار مرفأ بيروت الذي دمّر أحياء كثيرة من العاصمة، مع انتشال أشلاء بعض المفقودين من تحت الركام. وفي الموازاة، لم يتوقف القمع الأعمى الذي امتهنته العناصر الأمنية والعسكرية بأوامر من قيادتها السياسية في وزارتَي الداخلية والدفاع وفي رئاسة الحكومة ورئاسة مجلس النواب. وقد تفنّنت الأجهزة الأمنية في اصطياد المتظاهرين بالرصاص الحي والمطاطي والخردق بشكل مباشر ومتعمّد، بعد أن أمطرتهم بالقنابل المسيلة للدموع مخلفة أذى ثبتته تقارير أطباء غرف الطوارئ في مستشفيات المدينة المنهكة. وقد لاحقت القوى الأمنية والعسكرية المواطنين في وسط بيروت والمداخل المؤدية إليه بشراسة لم تشهدها الساحات منذ بدء الثورة في ١٧ تشرين الأول ٢٠١٩، كما غضوا النظر عن اعتداءات بعض العناصر الحزبية. وكانت حصيلة السبت ٨ آب/أغسطس إصابة العشرات بجروح مختلفة بينهم صحافيون ومصوّرون ومراسلون خلال تأدية واجبهم المهني".

وتابع: "بالأمس كان اللبنانيون ينتظرون من القابعين على أشلاء المدينة، ومعهم الذين تعاقبوا على السلطة ومراكز المسؤولية وعاثوا فساداً وإفساداً في مؤسساتها منذ عقود، أن يقوموا بواجبهم بكشف الحقيقة ومحاسبة المقصّرين والمتسبّبين والمهملين والضالعين بانفجار المرفأ و"نكبة" بيروت، وقد كانوا جميعاً ومن مواقع مسؤولياتهم المختلفة عارفين أو غافلين أو متغافلين عن كل ما يجري في المرفأ، وتسبّبوا بوقوع الكارثة على الوطن أجمع. إلا أن السلطة استرسلت في السياسة الوحيدة التي أتقنتها، وما زالت مصرّة على تطبيقها يوماً بعد يوم، وهي قمع المواطنين المطالبين بالحقيقة والحياة الكريمة".

وأضاف: "إن مركز الدفاع عن الحريات الإعلامية والثقافية "سكايز" في مؤسسة سمير قصير، وإزاء تعنّت السلطة الحاكمة واستعمالها العنف الأمني والعسكري لقمع المواطنين، يُطالب المجتمع الدولي ولا سيما الدول المعنية بتقديم المساعدات المخصصة للأجهزة الأمنية بتجميد هذه البرامج وإعادة النظر فيها في ظل تشبث السلطة بالذهنية القمعية، وربط الدعم بالالتزام بمعايير حقوق الإنسان والحكم الرشيد، بعد تقييم جدي وشامل لأداء هذه القوى ولاستخدامها المساعدات العينية والدورات التدريبية التي خُصِّصت لها".

وذكّر "سكايز" بما قاله الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مؤتمره خلال زيارته الأخيرة إلى لبنان، والذي شدّد فيه على دعم الشباب اللبناني "لكي يتعلّموا كيف يحبون الحرّية ويطالبون بالحرّية، لأننا نريد أيضاً أن ندعم الثقافة وحرية التعبير. فعندما يصبح العالم حالك الظلمة، يصبح من السهل جداً أن ننسى سبب نضالنا من أجل القضايا الكبرى. علينا أن نعرف جيداً في هذه الفترة بالذات أن حرية التعبير وحرية الصحافة وحرية الإبداع يجب أن تستمر في لبنان".

وختم بالقول: "إن ما حصل منذ انفجار ٤ آب، ولغاية قمع مظاهرة السبت ٨ آب، هو وصمة عارٍ جديدة تُسجّل بدم الأبرياء. فأين السلطات اللبنانية من كلام ماكرون بالتزامن مع الاجتماع الأممي من أجل مساعدة لبنان، وأين تصرّفت بهذة الروحية التي تحدّث بها؟ كما نطالب الرئيس ماكرون وسائر رؤساء الدول المجتمعين فهم خطورة تعويم سلطة لا تتقن سوى القمع والتملص من المسؤولية".