جاد حداد

عدوى القلب... أنواعها ومضاعفاتها

10 آب 2020

02 : 00

الفيروسات والجراثيم قد تصيب أجزاءً من القلب وتُسبب عواقب خطيرة...

مقارنةً بمشاكل قلبية أخرى، تبقى عدوى القلب غير شائعة. لكنها تُسبب أحياناً التهابات مسيئة للقلب، لذا يجب أن يعرف الجميع طبيعة المخاطر والأعراض المحتملة.

يقول الدكتور دايل أدلير، طبيب قلب في مستشفى "بريغهام" للنساء التابع لجامعة "هارفارد": "تبدأ العدوى في مناطق مختلفة من الجسم، مثل الفم أو الرئة أو الجهاز الهضمي. لكنها قد تصل إلى القلب عبر مجرى الدم". أحياناً، تصيب الفيروسات، بما في ذلك فيروس كورونا الجديد، الخلايا في عضلة القلب وأوعيته الدموية مباشرةً، فتحرمها من آليتها الأساسية وتُسبب التهاباً مدمّراً. بالإضافة إلى العدوى، قد تُسبب أمراض وإجراءات طبية أخرى التهابات في مناطق مختلفة من القلب. ثمة ثلاثة أنواع أساسية من التهابات القلب ويتّضح تصنيفها بحسب مكان وقوعها. في ما يلي ملخّص لأسباب وأعراض كل نوع منها.

التهاب التامور (Pericarditis)

يشير التهاب التامور إلى تورم وتهيّج غشاء وقائي مزدوج الطبقات يحيط بالقلب. في معظم الحالات، ينجم هذا الالتهاب عن عدوى فيروسية، لكنه يشتق أيضاً من أنواع أخرى من الأمراض والعدوى، أو علاج السرطان بالأشعة، أو ردة فعل على الأدوية. تبرز مسببات محتملة أخرى مثل مضاعفات جراحة تحويل مجرى الشرايين أو النوبات القلبية.

يكون الألم الحاد في وسط الصدر أو على الجهة اليسرى منه مؤشراً تقليدياً على هذا الالتهاب، ويتفاقم الألم عند التنفس بعمق أو التمدد لأن هاتين الحركتَين تُمددان منطقة التامور. تشمل أعراض محتملة أخرى الحمى والضعف والأوجاع العضلية والتعب.

في معظم الأوقات، تتلاشى أعراض التهاب التامور خلال بضعة أسابيع كحد أقصى بمساعدة أدوية مضادة للالتهاب، مثل الإيبوبروفين (أدفيل، موترين) أو الكولشيسين (كولكريس، ميتيغار) المُستعمل لمعالجة داء النقرس.

التهاب عضلة القلب (Myocarditis)

يحصل هذا الالتهاب في الطبقة العضلية الوسطى للقلب. تشتق معظم الحالات من عدوى فيروسية تُسبب إنفلونزا المعدة أو الزكام العادي. قد لا يلاحظ المريض الحالات الخفيفة من التهاب عضلة القلب، لكنّ الحالات الحادة والمفاجئة قد تُسبب قصوراً حاداً في القلب واضطرابات في إيقاعه.

لكن يصعب تشخيص هذه الحالة النادرة في معظم الأحيان. من المعروف أن التهاب عضلة القلب قد يُسبب أعراضاً مشابهة للنوبة القلبية، مثل ألم الصدر وضيق التنفس. لذا من الضروري أن يعرف الطبيب إذا أصيب المريض بالإنفلونزا أو أي عدوى أخرى في الأسابيع الأخيرة. لا تنجح الاختبارات الشائعة، مثل تخطيط القلب الكهربائي، في التمييز بين التهاب عضلة القلب والنوبة القلبية دوماً، لكن يكشف التصوير بالرنين المغناطيسي عن مناطق الالتهاب. قد يشمل العلاج أدوية لتحسين ضخ الدم في القلب أو تصحيح إيقاعه الشائب. حتى أن البعض يحتاج في نهاية المطاف إلى زرع أجهزة لمعالجة هذه المضاعفات.

التهاب الشغاف (Endocarditis)

يحصل هذا الالتهاب في البطانة الداخلية للقلب أو في أحد صماماته وغالباً ما ينجم عن جراثيم تدخل إلى مجرى الدم وتستقر في الشغاف أو الصمامات، لا سيما تلك المتضررة أو المريضة منها.

لا تستطيع العناصر الدخيلة في الجسم، مثل صمام القلب الاصطناعي أو جهاز تنظيم ضربات القلب، أن تطلق استجابة مناعية. لهذا السبب، يزيد احتمال أن تتكاثر الجراثيم التي تمر بالدم على تلك الأسطح. يستطيع الكائن الحي أن يدخل إلى مجرى الدم عبر فتحة في الجلد أو غشاء مخاطي. قد يحصل ذلك خلال جراحات في الأسنان أو عمليات جراحية معينة أو إجراءات تشخيصية أو نتيجة أخذ دواء عن طريق الوريد.

توصي "جمعية القلب الأميركية" أكثر الأشخاص عرضة لالتهاب الشغاف بأخذ مضادات حيوية قبل الخضوع لتلك العمليات أو أي نوع آخر من الإجراءات الغازية. تشمل هذه الفئة من الناس:

• المصابين بمرض خطير في الصمام.

• الخاضعين لجراحة لإصلاح صمام القلب أو استبداله.

• المصابين بالتهاب الشغاف العدوائي في الماضي.

• المصابين بعيوب خلقية في القلب، حتى لو جرى إصلاح الخلل.

تتعدد أعراض التهاب الشغاف، منها الحمى والقشعريرة والتعرق الليلي وضيق التنفس. يصاب البعض بثقب مستجد في القلب أو يتغير وضع ثقب قلبي سابق. قد يؤدي تضرر صمام القلب إلى مشاكل في إيقاعه أو الإصابة بقصور القلب، وتبرز الحاجة أحياناً إلى استبدال الصمام عن طريق الجراحة. أخيراً، قد يُسبب التهاب الشغاف جلطات صغيرة تصل إلى مناطق أخرى من الجسم مثل الدماغ والساق والذراع والجهاز التنفسي. يقضي العلاج عموماً بأخذ جرعة مرتفعة من المضادات الحيوية الوريدية طوال أربعة أسابيع على الأقل أو لفترة أطول أحياناً.


MISS 3