شربل داغر

الحياد... أو الاستقلال الجديد

10 آب 2020

02 : 00

أحبُ أن أسمّيه: نداء الديمان، لأنه يعيد التفكير في لبنان ابتداء من جذور اهله البعيدة.

هذا النداء أشعل ضوءاً وطنياً في نفق عنيف ومعتم.

أطلقَ ما قد يصبح مبادرة وطنية - دولية، بل مشروعاً خلاصياً.

هذا النداء يطلب إعادة النظر في ما انتهت اليه الصيغة اللبنانية السارية...

بطريرك الموارنة يتحدث باسم طائفة، باسم جماعة لا ترضى بما آلت إليه هذه الصيغة. الحياد - واقعاً - ليس سوى العمل على تصحيح الوجه الخارجي لما آل إليه موقع لبنان العربي والإقليمي والدولي: بات لبنان بلداً منحازاً، بل تابعاً.

الحياد - واقعاً - يعني إعادة التفكير في ما آلت اليه العلاقة بين الكلام الدستوري عن العيش المشترك وبين الواقع الفعلي؛ وهو أن قوة تتغلب بالسلاح على غيرها من الجماعات الداخلية فيما تأتمر بإرشادات دولة أجنبية.

هناك إخلال متفاقم وفظيع بما قام عليه الميثاق الوطني، واتفاق الطائف لجهة نهائية الكيان: النفوذ السوري كان يُجوفُه ويستتبعُه، وسلطة "حزب الله" تسحب من الدولة مقوماتها السيادية.

حتى الكلام عن استراتيجية دفاعية طواه الرئيس عون!

حتى النأي بالنفس تحول إلى التنكيل بالدول العربية والصديقة!

يأتي هذا النداء بعد خطاب سياسي دافعَ عن "حقوق المسيحيين" و"الرئيس القوي" وغيرهما، وانتهى هذا الخطاب الى تجويف المضمون تماماً، والسكوت عن ارتكابات فظيعة في المقومات السيادية لأي دولة، بين السياسة الخارجية والدفاع عن الوطن وحمايته. تحول هذا الخطاب إلى منافع شخصية في صفقة قامت على التبادل بين: الفساد السياسي والفساد المالي.

نداء الديمان يقود السجال السياسي والوطني حالياً مهما تغاضى عنه المتجبّرون أو تخابث بعض المنتفعين في قبوله.

لهذا النداء ان يجد ديناميته المتمادية، أن ينتقل إلى العلن وعدم الاكتفاء بالمداولات السرية وغيرها. له أن يحشد قوى وجماعات وراءه... له أن يحشد ما يستطيع من قوى برلمانية وسياسية وحزبية ودولية وغيرها.

له أن يعيد السياسة الى حيث لها ان تكون: مصالح الناس وارتضاؤهم بالعيش معاً، في بلد، وتحت حكم الدستور.

يعني الحيادُ، اليوم، الاستقلالَ الجديد للبنان.