أول دليل على شكل الحياة البشرية القديمة

02 : 00

إكتشف علماء الآثار مجموعة قيّمة من الأدلة التي تشير إلى إقامة البشر في الماضي داخل كهف شكّلته الحمم البركانية المتدفقة في المملكة العربية السعودية، ما يؤكد على تاريخ الحياة البشرية المدهش في هذه المنطقة.

وشملت اكتشافات فريق دولي من الباحثين معالم من الفن الصخري وعظام الحيوانات، وهي تثبت كيف استعمل البشر شبكة الكهف ومحتوى حمياتهم الغذائية أثناء وجودهم هناك. ويعني عمر تلك الاكتشافات أن هذا الكهف المعروف باسم «أم جرسان» كان يُستعمل دوماً كمكان إقامة للبشر منذ 10 آلاف سنة تقريباً، خلال العصر الحجري الحديث، طوال 7 آلاف سنة على الأقل، وصولاً إلى العصر البرونزي على الأرجح.

كما عثر العلماء على بعض الملابس، وقطع خشبية مستعملة، وهياكل حجرية جزئية، ورقائق صخرية كانت تُستعمل كأدوات في كهف الحمم البركانية، بالإضافة إلى مجموعة من عظام الحيوانات.

وكان تحليل سابق للبقايا البشرية في كهف الحمم البركانية قد كشف أن البشر في تلك الحقبة اختاروا حمية غنية بالبروتينات طوال آلاف السنين، وقد زادوا استهلاك بعض أنواع النباتات المرتبطة بالواحات التي استقروا فيها مع مرور الوقت.

ويمكن اعتبار هذا النوع من الكهوف منجماً من المواد الثمينة بالنسبة إلى علماء الآثار، إذ تبقى البقايا الموجودة فيها بمنأى عن الرياح، والشمس الحارقة، وأشكال أخرى من تحلل الصخور والتربة، علماً أن هذه المشاكل قد تتخذ شكلاً متطرفاً في هذا الجزء من العالم.

وتشدد هذه النتائج على منافع إجراء أبحاث متعددة التخصصات في الكهوف وأنابيب الحمم البركانية، ما يسمح باستكشاف ماضي شبه الجزيرة العربية بطريقة فريدة من نوعها.

MISS 3