روي أبو زيد

"بعتلي 20000 ليرة بس كرمال طعمي ولادي" 

"فرح العطاء" تبني الشوارع المدمّرة بسواعد شبابها التطوعيّة

10 آب 2020

02 : 00

وزّعت جمعية "فرح العطاء" أكثر من 2918 حصّة غذائية في المناطق اللبنانية كافة بدءاً من نيسان الفائت، وذلك في ظلّ الأوضاع الإقتصادية المترديّة في لبنان.

ويشير رئيس جمعية "فرح العطاء" مارك طربيه الحلو في حديث لـ"نداء الوطن" الى أنّه "بسبب الأزمة الاقتصادية والاجتماعية بدأنا حملة توزيع مواد غذائية على الأراضي اللبنانية كافة، بالرغم من مواجهتنا مشاكل عدة بالنسبة للأسعار وارتفاع الدولار"، مردفاً "أننا وجدنا أنفسنا نقوم بالمستحيل كي نوزّع في المناطق الأكثر فقراً في لبنان. لكن تبيّن لنا بعد ذلك أنّ كل المناطق اللبنانية أضحت بحاجة".





"مئات المتطوعين يلتحقون بـ"فرح العطاء" أخيراً للمساعدة في إعادة بناء شوارع بيروت المدمّرة جراء الانفجار" يؤكد طربيه الحلو، مشيراً الى أنّ "شبيبتنا بدأت العمل في مناطق الكرنتينا ومار مخايل"، مردفاً أنه "لدينا أكثر من 200 متطوع يعملون يومياً".

ويشدد طربيه الحلو على "أننا سنعمل قدر المستطاع على إعادة بناء ما تهدم ورسم الأمل بدل الألم الذي عاشه المواطنون جرّاء الانفجار".

ويضيف: "بدأت فرح العطاء العام 1985 في خضم الحرب الأهلية وولدت لنشر ثقافة السلام بين الناس وإعادة إعمار المناطق المتضررة".





ويشير الى أنّ "أهم محطات وإنجازات "فرح العطاء" لا تختصر بعمل أو بآخر فمثلاً كنا 1600 متطوّع في الأشرفية جرّاء اغتيال اللواء وسام الحسن في تشرين الأول عام 2012"، مردفاً "أننا بنينا الشارع الذي وقع فيه الانفجار في ثلاثة أشهر حيث تم بناء أكثر من 57 وحدة سكنية".

ويؤكد طربيه الحلو على أنه " بتعاضد شباب لبنان تم بناء الشارع، خصوصاً وأنّ السواعد كانت مقدّمة من المناطق اللبنانية كافة".

ويضيف: "نحن تأثرنا بموضوع الكورونا، إذ كنا نقيم 10 مخيمات للأطفال سنوياً منذ الثمانينات، لكن هذا العام لم نتمكّن مــــن ذلك بسبب الفيروس".

وإذ يؤكد طربيه الحلو على أنّ "المتطوّعين هم شباب وشابات يعملون ليل نهار لزرع الفرح على وجه كلّ فقير ومحتاج"، يشدد على أنّ "مناطق باب التبانة وبعل الدراويش في طرابلس، تحوي أحزمة فقر ونحن نعمل فيها منذ عشرين عاماً".

ويقول: "يتصلون بي ويطلبون مني أن أرسل 20000 ليرة كي أتمكّن من إطعام اولادي، إذ ليس عندهم اي ملح أو خبز في منازلهم. أضحت بعض المناطق تخضع لنير المجاعة في لبنان".





ويضيف طربيه الحلو: "نحاول زرع الأمل بدل الألم مثلاً نحاول قلب الموازين في وضع السجون المزري في لبنان"، موضحاً "بعض السجون لا أحد يدخلها فضلاً عن الاكتظاظ في الغرف. حيطان السجن مهترئة. أوضاع السجون لا تليق بقيمة الإنسان".

ويؤكد: "رممنا سبعة سجون في لبنان ولكن لا تتم عملية الصيانة بعد عملنا فيذهب كلّ مجهودنا سدى".

وبالنسبة لإحياء ذكرى الحرب الأهلية في 13 نيسان، يلفت طربيه الحلو الى "أننا نحيي هذه الذكرى منذ أكثر من 15 سنة على درج المتحف وفي المناطق اللبنانية كافة، وذلك لنشر التوعية والتعلّم من تاريخنا كي نتقدّم الى المستقبل".

ويختم قائلاً :"أنا لست ملهماً لأي أحد لكن طاقتنا هي شبابية متطوّعة، ليس عندنا موظّفون في فرح العطاء"، مشدداً على أنّ "طاقة شبابنا أن نغيّر ونبني وهذا ليس بالكلام بل بالفعل".

تعمد جمعية "فرح العطاء" الى بناء البشر قبل الحجر ومدّ يد العون الى كل محتاج، ليضحي شعارها "فرح العطاء...عطاء الفرح"! وتبقى قيمها الثلاث "المحبة، التسامح والاحترام" المحرّك الرئيس لاستمراريتها في أحلك الأوقات وأصعب الظروف.





MISS 3