جورج الهاني

الرياضيّون في مكانٍ آخر

10 آب 2020

01 : 00

لن تكون الرياضة في لبنان بمنأى عن التأثير السلبيّ الذي خلفه إنفجار مرفأ بيروت مساء الثلثاء الفائت، وما ترك وراءه من أضرار جسيمة في الأرواح والممتلكات لم يسلم منها بعض مقرّات الاتحادات والاندية والملاعب الرياضية الكائنة في العاصمة ومحيطها، وأوقعت في صفوف عدد من اللاعبين والمدرّبين والإداريين إصابات مختلفة في أنحاء أجسادهم.


مرة جديدة، وقفتْ الرياضة على خاطر الوطن المُثخن بجراحه وآلامه، وها هم الرياضيون من مختلف طوائفهم ومناطقهم قد "شمّروا" عن زنودهم وهبّوا لمساعدة المنكوبين ونقل الجرحى الى المستوصفات والمستشفيات والتبرّع بالدم لإنقاذ أرواح بريئة. بالطبع، ليست الأولوية للبطولات والنشاطات الرياضية في هذه الأيام البائسة، فلا الأوضاع الأمنية والسياسية والإقتصادية، ولا الظروف الصحّية والإنسانية تدفعُ باتجاه إطلاق المنافسات الرسمية، عدا أنّ اللاعب اللبناني، كما سائر المواطنين، مصابٌ باليأس والحزن والإحباط، ولم يعُد لا مزاجه السيّئ ولا نفسيته ولا لياقته الفنية والبدنية والذهنية تسمحُ له بالعودة السريعة الى الملاعب.

على كلّ حال، فإنّ عدم تنظيم الاتحادات لبطولاتها للموسم الرياضيّ الجديد في المواعيد التي حدّدتها ليست "آخر الدنيا"، لا سيما انّ هناك حالات كثيرة مشابهة، بل أهمّ منها بأشواط، وفي مقدّمها الموسم الدراسيّ الذي بات على الأبواب من دون أن يتكهن أحدٌ بمصيره وهويّته حتى الآن.


لكلّ يومٍ في هذا البلد مفاجآته، على أمل أن تكون المفاجآت المقبلة إيجابية وحلوة وتحمل للبنانيين بشائر فرح وطمأنينة ورخاء، فتعود العجلة الرياضية الى الدوران أسوة بباقي المرافق والقطاعات، ويرجعُ الأبطال الى عرينهم الأصليّ، حيث هدير المدرّجات وحناجر المشجّعين وبريق الذهب والفضّة والبرونز على منصّات التتويج.


MISS 3