يبدو أن امرأتَين تقاسمتا القبر نفسه في وسط وادي الرون الفرنسي منذ وفاتهما قبل 6 آلاف سنة، اضطرتا لخنق نفسَيهما حتى الموت اقتناعاً منهما بأن هذه التضحية تجلب الازدهار لمجتمعهما الزراعي. في هذه الحالة، قد لا يكون مقتلهما بهذه الطريقة الوحشية استثنائياً بل ممارسة انتشرت في أنحاء أوروبا طوال آلاف السنين خلال العصر الحجري.
بقيادة عالِم الأنثروبولوجيا إيريك كروبيزي، اكتشف باحثون من جامعة «بول ساباتييه» بقايا جثتيهما خلال الثمانينات، ووصفوا 20 عيّنة من البقايا المدفونة في 14 موقعاً. وتحمل تلك العينات قواسم مشتركة قد تشير إلى طقوس التضحية بالذات. وتشير التقديرات إلى موت المرأتين في منطقة «سانت بول تروا شاتو» في العام 3500 قبل الميلاد، لكن استمرت ممارسات خنق الذات بسبب قناعات دينية وزراعية على ما يبدو في أنحاء أوروبا، طوال ألفَي سنة على الأقل، خلال العصر الحجري. فأصبحت مواقع متنوعة من أوروبا مزيّنة بهياكل صخرية في تلك الحقبة تقريباً ونُقِلت إلى مختلف المساحات الطبيعية بأصعب الطرق. وربما لا تزال همسات هوية دينية مفقودة منذ فترة طويلة تقبع في مقابر رجال ونساء وأولاد خُنِقت أنفاسهم منذ آلاف السنين.
