في العام 2023، أُعلن عن إدراج معرض «رشيد كرامي الدولي» في طرابلس، على لائحة الأونيسكو للتراث العالمي. جاء هذا الإعلان نتاج عمل دؤوب ومتواصل للكثير من المهتمين من طرابلس وخارجها، من مهندسين وغيرهم، سعوا بكل قوة للوصول إلى هذه الغاية، علّها تسهم في الحفاظ على هذا المعرض التراثي الذي بناه المعمار العالمي أوسكار نيمار في ستينات القرن الماضي.
وقتها بالتحديد، وجد المهتمون، أنّ هذا القرار بداية الطريق لانطلاق مرحلة من الإهتمام الرسمي والدولي بمنشآت طرابس التاريخية والتراثية المنسية، بدءاً من المعرض الذي يتعرّض للتلف والاهتراء وسرقة مقتنياته، وغير المنتج لولا بعض الأنشطة البسيطة التي تقام فيه من سنة الى أخرى.
أمس الجمعة، أي بعد ما يزيد عن العام على هذا الإعلان، أصبح الحدث رسمياً، إذ رعى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي حفل إزاحة الستار عن اللوحة التذكارية لإدراج معرض «رشيد كرامي الدولي» على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، بحضور وزير الإقتصاد أمين سلام، وزير الثقافة محمد وسام المرتضى، وزير الإعلام زياد مكاري ونواب طرابلس والمنسقة العامة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا ومهتمين بالشأن.
وفي المناسبة، شكر رئيس مجلس إدارة المعرض أكرم عويضة الرئيس ميقاتي على دعمه الدائم مؤكداً أن هذا الحدث يساهم بالحفاظ على المعرض كتراث حضاري وتاريخي وهو بمثابة خطوة أولى في طريق طويل للوصول إلى النجاح المنشود. أمّا مديرة مكتب اليونسكو الإقليمي في بيروت كوستانزا فاعتبرت هذا الحدث تحدياً حقيقياً للنهوض بالمعرض وبطرابلس التي يقع على عاتق أبنائها جهود مكثفة لصالح مدينتهم، مضيفةً: «نحن أيضاً جاهزون لدعم أنشطة من هذا النوع على الدوام».
بدورها، هنأت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا الحكومة اللبنانية وخصوصاً وزارة الثقافة بهذه المناسبة، معتبرةً أنّ المعرض يعدّ واحداً من أهم الأعمال التي تمثّل البناء الحديث في القرن العشرين في هذه المنطقة، مؤكدةً أنّ الأمم المتحدة ستواصل دعمها للجهود الوطنية للحفاظ على التراث الثقافي».
أمّا ميقاتي فشكر وزارة الثقافة والسفيرة سحر بعاصيري لدورها الكبير في الوصول إلى ادراج المعلم على لائحة التراث العالمي. كما تسلم مع الوزيرين سلام والمرتضى، خطة إدارة معرض رشيد كرامي الدولي، ثم أزيح الستار عن اللوحة التذكارية وجال الحضور في أرجاء المعرض.
