سيجورنيه في بيروت.. واجتماع في الرياض يدعو لإنهاء حرب غزة

"لقاء معراب" جبهة سياسية ضدّ جرّ لبنان الى الحرب... وهجوم عنيف من قبلان

02 : 00

تصوير رمزي الحاج

توجّهت الانظار نحو معراب، أمس السبت، بعدما أقام حزب "القوات اللبنانية" ورئيسه سمير جعجع ما عُرف بلقاء "معراب"، الهادف الى الحث على تطبيق القرار 1701 من أجل تحييد لبنان عن حرب شاملة مع إسرائيل وحماية ما تبقّى من قرى في الجنوب.


اللقاء حضرته شخصيات سياسية مثّلت غالبية الكتل النيابية، باستثناء قوى الثامن من آذار، وبدأ بكلمة لجعجع قال فيها: "باتت مؤسسات الدولة في حالة تحلّل والخدمات تتراجع والانتخابات الرئاسية معطّلة، وكذلك، تم تأجيل الاستحقاق البلدي والاختياري بحجة الأعمال العسكرية في الجنوب علماً أنه أرجئ العام الماضي أيضاً "بلا وجود لأعمال عسكرية"، وبالتالي يمكننا القول اننا وصلنا الى حال "اللا دولة".


جعجع وتعليقاً على مقتل باسكال سليمان، رأى ان "ثمة دويلة إلى جانب الدولة تصادر القرار العسكري في لبنان وهناك تقريباً 25 معبراً غير شرعي بلا أي رقابة رسمية، وقد نجحت عصابةٌ أن تمرّ عبر أحدها مع جثة الشهيد باسكال سليمان بلا اي حسيب او رقيب".


جعجع أكد "ألّا أحد يحق له زجّ بلد بكامله بوضع كهذا من دون أخذ آراء الآخرين، ولا سيما انه ما كان من الممكن ان تشهد غزة أكثر مما حصل بها، ما يعني ان العمليات في الجنوب لم تفد غزة بشيء، بل كبّدت لبنان خسائر كبيرة بالأرواح، ودمرت مناطق وقرى جنوبية بأكملها، كما خلّفت خسائر اقتصادية فائقة، وهذا واقع وليس وجهة نظر".


وأشار الى ان هدف اللقاء "إطلاق صرخة ووضع خارطة طريق صغيرة لمحاولة تجنيب لبنان الوقوع في الحرب، وللتشديد على ضرورة تطبيق القرار 1701 كاملاً فهو الحل الذي وافقت عليه الحكومات المتعاقبة كلها".


مقررات اللقاء

وفي الختام، صدرت عن المجتمعين سلسلة مقررات، تلاها النائب وضاح الصادق، تضمّنت التشديد على أنّ السلاح خارج القوى الشرعية يُعتبر تهديداً لسيادة الدولة، وأن الجيش اللبناني هو الجهة المخوّلة حماية لبنان من أي اعتداء أجنبي.


وحمّل المجتمعون الحكومة اللبنانية، ولو كانت لتصريف الأعمال، مسؤولية تطبيق وتنفيذ القوانين اللبنانية والقرارات الدولية على حدٍّ سواء، وطالبوا أولاً بتطبيق القرار 1701، كاملاً، وإصدار الأوامر بنشر الجيش اللبناني تحت خط الليطاني جنوباً وعلى كامل الحدود مع اسرائيل.


وطالبوا بتعزيز الرقابة على كامل الحدود مع سوريا والعمل على ضبط المعابر الشرعيّة، واقفال كلّ المعابر غير الشرعية، وتنفيذ خطةٍ مستعجلة وحاسمة لإعادة السوريين المقيمين على الاراضي اللبنانيّة بطريقةٍ غير مشروعةٍ الى ديارهم.


قبلان وكرم

لقاء معراب أثار حفيظة خصوم القوات، إذ سرعان ما توجه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، الى "المجتمعين بمعراب، وعلى رأسهم رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع"، بالقول: "اللحظة لحظة مصير وطني وأي موقف خطأ تستفيد منه تل أبيب هو بمثابة خيانة لهذا الوطن وطعن بسيادة هذا البلد وشرعيته ومصالحه الوطنية بغض النظر عن نوايا المجتمعين، وإطلاق النار على سلاح المقاومة إطلاق نار على قلب السيادة اللبنانية والمصلحة الوطنية وقوة تحرير لبنان واستقلاله، وهذا الخيار يتلاقى بشدّة مع النار الصهيونية وأخطر أهدافها، ولبنان المحرَّر قرين سلاح المقاومة وتضحياتها لا من شارك تل أبيب اجتياحها للبنان. وبيان معراب خطير جداً لأنه ينال من صميم الخط الأحمر للمصلحة الوطنية ويعطي الإسرائيلي ما لا يستطيعه بالحرب، وخطورة بيان معراب تكمن في أنه يطلق النار على درع سيادة لبنان وسلمه الأهلي وميثاقه الوطني ويصبّ بحساب تل أبيب بشدة، فيما المصلحة الوطنية تفترض تأمين قوة وطنية تزيد من تماسك اللبنانيين وإنقاذهم السياسي لا طعن قوة لبنان الضامنة لسيادته واستقلاله. وهنا أسأل رئيس القوات اللبنانية: هل لقاء معراب من أجل لبنان أم من أجل تل أبيب؟! ببساطة لأن هذا اللقاء بوقته ولغته وتوجّهه ومضمونه وما يلزم عليه يصبّ بصميم المصلحة الصهيونية بعيداً من القصد والنوايا".


عضو تكتل الجمهورية القوية النائب فادي كرم لم يتأخر في الرد على قبلان، موجّهاً اليه رسالة شديدة اللهجة، جاء فيها: "شيخ قبلان، لقاء معراب لا يكون إلا للبنان ومن أجل لبنان وجميع من شارك في لقاء معراب همّه لبنان، ولكن كلامك شيخ هو من أجل النظام الثوري في إيران، ومن أجل مشروعه التوسّعي على حساب لبنان، ولذلك أزعجك لقاء معراب لانه شكّل ضربة كبيرة لمشروعك الفئوي".


القصف الإسرائيلي

لقاء معراب الذي خصّص لأحداث الجنوب، تزامن مع قصف عنيف على القرى الجنوبية، حيث شنّ الطيران الحربي الاسرائيلي غارة استهدفت أطراف بلدة القوزح في قضاء بنت جبيل.


كذلك، تعرّض محيط مستشفى ميس الجبل الحكومي لقصف مدفعيّ، بالتّزامن مع إلقاء بالونات حراريّة على المناطق الحرجية المحيطة بهدف إشعال الحرائق.


كما وقصف الطيران الإسرائيلي بلدتي كفرشوبا وشبعا في منطقة العرقوب، وأسفرت الغارات عن مقتل المواطن قاسم اسعد وتدمير بعض المنازل والممتلكات في البلدة.


واستهدفت غارتان الأطراف الشرقية لبلدة مركبا، وأطراف كفرا صربين، ما اسفر عن سقوط 9 جرحى.


وقال مسؤول كبير في الجيش الإسرائيلي إنّ "إسرائيل بحاجةٍ إلى تصعيد هجماتها في لبنان من أجل تحقيق الهدوء، وسنكثّف استعداداتنا لحربٍ شاملة محتملة مع حزب الله".


ردود الحزب

في الغضون، ردّ حزب الله على القصف الإسرائيلي العنيف، بإطلاق عدد كبير من الصواريخ باتجاه شمال إسرائيل حيث دوّت صافراتُ الإنذار في الجليل الأعلى.


وأفادت قناة 12 الاسرائيلية بأنّه تمّ إسقاط هدف وإطلاق صاروخَيْن مضادَين للدبّابات بموقع المنارة في إصبع الجليل.


كما وأعلن الحزب استهدافه مقرّ القيادة العسكريّة في مستوطنة المنارة وتموضع قوّات الكتيبة 51 ‏التابع للواء غولاني بالمسيرات الانقضاضيّة ‏والصواريخ الموجهة، وموقع حبوشيت ومقر قيادة لواء حرمون 810 في ثكنة معاليه غولاني، وتموضعات مستحدثة لجنود اسرائيليين غرب مستعمرة شوميرا.


ميقاتي والوزير الفرنسي

في سياق منفصل، يستقبل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي عصر اليوم وزير خارجيّة فرنسا ستيفان سيجورنيه الذي وصل مساء أمس السبت إلى لبنان.


غزة تحت القصف

في غزة تواصل القوات الإسرائيلية هجومها، حيث قُتل 8 مواطنين وأصيب العشرات، جراء قصف منزلين مأهولَين في مخيم النصيرات وسط القطاع.


وأشارت المعلومات إلى أن "القوات الاسرائيلية كثفت من قصفها على منطقة المغراقة وسط القطاع، وتركّز القصف على حي الشجاعية، حيث استهدفت القوات الاسرائيلية ثلاثة منازل على الأقل.


البيان التشاوري في الرياض

واتجهت الانظار ايضاً إلى اللقاء الوزاري التشاوري بشأن غزة الذي عقد أمس في الرياض، اذ أكد المشاركون فيه ضرورة إنهاء الحرب على القطاع والتوصل الى وقف فوري لإطلاق النار، إلى جانب حماية المدنيين ورفع القيود المعرقلة لدخول المساعدات.

MISS 3