شي يزور فرنسا الأسبوع المقبل: أزمات وتحدّيات دولية على طاولة البحث

02 : 00

جولة أوروبّية مرتقبة لشي الأسبوع المقبل (أ ف ب)

في مستهلّ أوّل جولة أوروبّية له منذ جائحة «كوفيد»، يزور الرئيس الصيني شي جينبيغ فرنسا الإثنين والثلثاء المقبلين ليبحث مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في الأزمات الدولية وبينها الغزو الروسي لأوكرانيا، لكن أيضاً للاحتفال بالذكرى الـ60 لإقامة علاقات ديبلوماسية بين البلدَين، حسبما كشف قصر الإليزيه أمس.

وأكدت الرئاسة الفرنسية أن زيارة شي تأتي بعد زيارة ماكرون إلى بكين وكانتون في نيسان الماضي، مشيرةً إلى أن محادثات الزيارة المرتقبة «ستشمل الأزمات الدولية وفي مقدمها الحرب في أوكرانيا والوضع في الشرق الأوسط والمسائل التجارية والتعاون العلمي والثقافي والرياضي، فضلاً عن تحرّكاتنا المشتركة في مواجهة التحديات الدولية، لا سيما المناخ وحماية التنوّع البيولوجي والوضع المالي لأضعف الدول».

وسيستقبل الرئيس الفرنسي وزوجته بريجيت نظيره الصيني وزوجته بينغ ليوان الإثنين المقبل في باريس، حيث من المقرّر تنظيم عشاء دولة في الإليزيه. والثلثاء المقبل، يُغادر الرئيسان وزوجتاهما إلى البيرينيه حيث يمضيان وقتاً بعيداً عن البروتوكول. ويزور شي بعد ذلك صربيا، ثمّ المجر من 8 إلى 10 أيار.

وأفاد مصدر ديبلوماسي وكالة «فرانس برس» أن «فرنسا، من خلال هذه الزيارة، تُثبت أنها واحدة من الدول القليلة جدّاً في العالم التي تمكّنت من الحفاظ على قنوات النقاش على كافة المستويات مع ثاني أكبر قوة اقتصادية في العالم، في ظلّ علاقة متوترة مع الولايات المتحدة وبريطانيا»، مشيراً إلى أنها «قيمة مضافة خاصة لفرنسا».

وبينما كان ماكرون قد دعا شي قبل زيارته للصين إلى «إعادة روسيا إلى التعقّل» في شأن أوكرانيا و»الجميع إلى طاولة المفاوضات»، واتصل شي بالفعل آنذاك بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لم تُحقّق الجهود الديبلوماسية نتيجة، لكن يقول المصدر الديبلوماسي إنه «يجب مواصلة إشراك الصين، لأنّها الطرف الدولي الذي يملك أهمّ الأوراق لتغيير حسابات موسكو»، مع اعترافه في الوقت عينه بأنه يجب عدم توقع تحوّل كبير بين ليلة وضحاها. وسيزور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الصين في أيار.

وكان المستشار الألماني أولاف شولتز قد طلب من شي في منتصف نيسان في بكين ممارسة ضغط على موسكو لكي توقف «حملتها المتهوّرة» في أوكرانيا، مؤكداً في الوقت عينه الدعم الألماني - الصيني لمؤتمر سلام مرتقب في سويسرا خلال حزيران. كما استقبل الرئيس الصيني الأسبوع الماضي وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الذي عبّر للصين عن قلقه في شأن الدعم المقدّم لموسكو، مؤكداً أن غزو أوكرانيا كان يُمكن أن يكون «أكثر صعوبة» من دون دعم بكين.

من جهة أخرى، حصلت شركة صناعة السيارات الكهربائية الأميركية «تيسلا» على موافقة تنظيمية حاسمة من السلطات الصينية في شأن أمن البيانات خلال الزيارة السريعة التي قام بها مالكها إيلون ماسك إلى الصين وانتهت أمس. وأُدرجت رسميّاً النماذج التي تصنعها «تيسلا» في الصين في لائحة المركبات التي تُلبّي متطلّبات أمن البيانات الوطنية، ما يعني إزالة عقبة تنظيمية كبيرة.

إلى ذلك، وقّعت شركة «قطر للطاقة» عقداً بقيمة 6 مليارات دولار مع مؤسّسة الصين الحكومية لبناء السفن، بهدف بناء 18 ناقلة غاز طبيعي مسال متطوّرة من فئة «كيو سي ماكس»، بحسب الشركة القطرية. وأكد وزير الدولة القطري لشؤون الطاقة والرئيس التنفيذي لـ»قطر للطاقة» سعد بن شريده الكعبي في كلمة له خلال حفل التوقيع في بكين أن «هذه السفن التي تعتبر الأكثر تطوّراً، ليست فقط أكبر الناقلات من حيث الحجم، لكنّها أيضاً أكبر طلبية لبناء السفن في هذه الصناعة على الإطلاق».

MISS 3