ثقب الأوزون بالقارة القطبية الجنوبية يزيد المخاطر على البطاريق والفقميات

02 : 00

في آخر 25 سنة، بدأ ثقب الأوزون الذي يتشكّل فوق القارة القطبية الجنوبية في كل فصل ربيع ينكمش. لكن استمر هذا الثقب في آخر أربع سنوات، رغم انكماشه، لفترة طويلة على نحو غير مألوف.


يكشف بحث جديد أن الثقب بقي مفتوحاً حتى كانون الأول بدل أن ينغلق في تشرين الثاني. اقترب فصل الصيف الآن، ويُعتبر هذا التوقيت أساسياً لنمو النباتات في ساحل القارة القطبية الجنوبية، وهو يتزامن مع موسم تكاثر البطاريق والفقميات.


إنه وضع مقلق. حين يتشكل ثقب الأوزون، تخترق نسبة إضافية من الأشعة فوق البنفسجية الغلاف الجوي. تحمل البطاريق والفقميات غطاءً واقياً، لكن قد يكون صغارها أكثر هشاشة.


إذا استمرت ثقوب الأوزون لفترة أطول، ستتعرض الحيوانات التي تتكاثر في موسم الصيف على طول ساحل القارة القطبية الجنوبية لمستويات مرتفعة من الأشعة فوق البنفسجية المنعكسة. قد تتسلل كمية إضافية من هذه الأشعة، ومن المعروف أن طبقات الجليد والثلوج هي مساحات عاكسة بامتياز، ما يعني أن ترتدّ الأشعة منها.


يؤدي التعرّض المتواصل للأشعة فوق البنفسجية لدى البشر إلى زيادة احتمال إصابتهم بسرطان الجلد وداء الساد. لكن يفتقر الناس إلى الفرو أو الريش. تتمتع البطاريق والفقميات بطبقة جلدية واقية، لكنها تفتقر إلى الحماية على مستوى العينين.


لم تتأكد المخاطر المطروحة بعد، إذ تَقِلّ الدراسات المرتبطة بتداعيات الأشعة فوق البنفسجية على الحيوانات في القارة القطبية الجنوبية. تحصل معظم الأبحاث في حدائق الحيوانات، حيث يحلل الباحثون ما يحصل عند إبقاء الحيوانات تحت أشعة اصطناعية. مع ذلك، يبقى الوضع الراهن مقلقاً. قد تتأذى الحيوانات الناشئة، مثل صغار البطاريق والفقميات التي تولد في أواخر الربيع، بسبب زيادة التعرّض للأشعة فوق البنفسجية.


إذا استمرت هذه النزعة المستجدة وبقي ثقب الأوزون على حاله بحلول الصيف المقبل، قد تتلاحق الأضرار التي تصيب النباتات والحيوانات وتتزامن مع تهديدات خطيرة أخرى. لا يعرف العلماء إلى متى سيستمر ثقب الأوزون المطوّل، لكنهم يعرفون أن التغير المناخي بدأ يزعزع تفاعلات الغلاف الجوي بطرق غير مسبوقة. لمتابعة مسار تعافي طبقة الأوزون، يجب أن نتخذ خطوات عاجلة لتقليص كمية الكربون التي ينتجها البشر في الغلاف الجوي.

MISS 3