محمد دهشة

السعودي لـ"نداء الوطن": الأعمال غير البحرية توقّفت بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار

مرفأ صيدا الجديد يُساند بيروت... باستقبال "محدود" للبواخر

12 آب 2020

02 : 00

باخرة ترسو في مرفأ صيدا لإفراغ حمولتها
سلّط الانفجار الكارثي الذي دمر جزءاً كبيراً من مرفأ بيروت، الاضواء على واقع حال المرافئ اللبنانية على الساحل اللبناني والمنتشرة على أطرافه من الشمال الى الجنوب ومن بينهما مرفآ صيدا وصور، حيث تبين ان قدرتهما على استيعاب البواخر التجارية كبديل عن مرفأ بيروت محدودة، بعد معاناة مزمنة من الاهمال، اذ بقيت على حالها او لم تستكمل أعمال توسعتها بسبب الامكانيات المادية التي كانت تصرف عليها بـ "القطارة" و"التقسيط".




لم تمض ساعات على فاجعة المرفأ، حتى توجّه الاهتمام الرسمي الى مرافىء المناطق في اطار خطة الطوارىء والتكامل بينها، لجهة توزيع البواخر وتحقيق الانماء المتوازن من جهة أخرى، ورغم اهميتها الاستراتيجية على ساحل البحر، الا أن حسابات الحقل لم تتطابق مع حسابات البيدر تماما، اذ تبين ان بعضها لا يمكنه استقبال الا البواخر الصغيرة او متوسطة الحجم، ولا يوجد أرصفة كافية أو هنغارات" للتخزين ما يعني ان النقل سيكون مباشراً مع ما يتطلب ذلك المزيد من الوقت والجهد.

وصيدا التي تملك مرفئين قديم وجديد، أبدت استعدادها لمساندة مرفأ بيروت ضمن إمكانياتها، فالمرفأ القديم عمق مياهه لا تتجاوز الستة أمتار ونصف المتر، ويقتصر عمله على استقبال البواخر صغيرة الحجم القادمة من ايطاليا او اليونان او مصر او تركيا وعادة تكون محملة بسائل الزفت والصخور والرخام وحديد البناء، وتصدر منه بشكل رئيسي السكراب" – الخردة، ويستطيع استقبال باخرتين فقط وفق ما يقول الوكيل البحري محمد بشاشة لـ "نداء الوطن"، الذي أكّد أن الأمل كان معلّقا على المرفأ الجديد ولكن للاسف لم تنجز كل مراحل بنائه، فالمرفأ انجزت منه حتى الآن مرحلتان ويستوعب حالياً باخرتين متوسطة الحجم في حوض بعمق 10 امتاراً وعلى رصيف بطول 275 متراً، فيما المرحلة الثالثة بحاجة الى اعتمادات مالية تبلغ نحو 40 مليون دولار لاستكمال اعمال الردم وانشاء الارصفة واقامة البماني و"الهنغارات".

السعودي: قيد الإنشاء

في العام 2011، بدا العمل بالمرفأ الجديد، وكان مقرراً أن تنتهي أشغاله خلال سنتين ونيف، ولوأن الاعتمادات المالية وقفت حائلا في التنفيذ وفق المدة الزمنية المحددة، فقسّم الى عدّة مراحل غير ملزمة فامتدت الى سنوات، بعدما صرفت الدولة عشرة مليارات ليرة كل

مدة، ويؤكد رئيس بلدية صيدا محمد السعودي لـ نداء الوطن"، أن المرفأ الجديد سيساند "بور بيروت" مهما كانت قدرته الاستيعابية، فهو لا زال قيد الانشاء ولا نستطيع القول انه اصبح جاهزا بكامل طاقاته، هو بمساحة 1800 متراً ورصيفه بطول 275 مترا وعمق المياة 10 أمتار، أنجزت المرحلة الاولى بالكامل مع رصيفين وهما يستعدان لاستقبال باخرتين محملتين بـ 11 الف طن ونصف الطن من القمح بعدما كانتا وجهتهما الى مرفأ بيروت قبل تعرضه للكارثة التي دمرته"، مشيرا الى اننا "في المرحلة الثانية ولكن الاعمال غير البحرية توقفت والسبب مادي: ارتفاع سعر صرف الدولار وفرق الاسعار، على ان تشمل المرحلة الثالثة باقي الاشغال وتقدر حاجته بنحو 40 مليون دولار ليكون جاهزا لكل البواخر لاستكمال عمليات الردم وانشاء الارصفة والمباني الادارية واقامة الهنغارات – المستودعات، اضافة الى الاهراءات اذا تقرر استقبال القمح بشكل دائم.

وأوضح ، أنه "بعد معاينة الفنيين للمرفأ أكدوا جهوزيته وهو قادر حاليا على استقبال باخرتين فقط"، موضحاً أنه "دخلت اليه أول باخرة تجارية وافرغت حمولتها". ولفت الى أن "المرفأ لم يستقبل أية بواخر تجارية في السابق وإنما خلال فصل الشتاء وخوفا من تضرر هذه البواخر بسبب العواصف والامواج العاتية وارتفاع منسوب المياه تمّ إدخال بعض البواخر الى حرمه لحمايتها فقط".

"اليوم الدولة اللبنانية ستقوم بما يلزم لتحقيق التكامل بين المرافىء"، كما أكّد وزير الصناعة عماد حب الله خلال جولة قام بها مع وزير الاشغال والنقل ميشال نجار على مرفأي صيدا وصور. وذلك تلبية لاحتياجات الاستيراد والتصدير وتوزيع كل ما يلزم من ناحية البواخر على الموانىء اللبنانية جميعها كي يكون هناك إنماء متوازن في كل المناطق..


MISS 3