مايا الخوري

التينور بشارة مفرّج: حفل موسيقي قريباً لدعم الأهالي المنكوبين

12 آب 2020

02 : 00

قبل ليلة من "إنفجار بيروت" أصدر التينور العالمي اللبناني بشارة مفرّج ألبومه الموسيقي "مشوار" الذي يقدّم فيه كل إثنين حلقة جديدة من ضمن 6 حلقات مصوّرة. وهو يستعدّ لتقديم حفل موسيقي خيري بدعوة من السفارة الألمانية لدعم الأهالي المنكوبين والأشد عوزاً في بيروت. إضافة إلى أغنية مهداة لـ"بيروت" تكون بمثابة رسالة أمل بمستقبل الوطن.

"الفنان إبن بيئته، يشعر بمسؤولية تجاه وطنه وشعبه، يفكّر دائماً بما يجب تقديمه لإيصال صوت لبنان إلى الخارج، كما يقف إلى جانب الشعب على الأرض". إنطلاقاً من موقفه هذا، يجد التينور العالمي اللبناني بشارة مفرّج أنه حان وقت الإفراج عن أغنية جاهزة منذ 10 سنوات في درجه لتحويلها إلى أغنية لـ"بيروت"، محاولاً أن تكون بمثابة رسالة الشعب اللبناني الذي يؤمن بأنه سيبني عاصمته التي دُمّرت مجدداً، بإتحاد بلا طائفية ولا سياسة ولا وساطة، فيُبنى وطن المستقبل الذي نحلم فيه".

إضافة إلى الأغنية، يستعد التينور بدعوة من السفارة الألمانية، لتنظيم حفل خيري في "الجميزة". فيقول: "إثر إنفجار بيروت، شهدنا إهتماماً غربياً بالشعب اللبناني المجروح وأهالي الضحايا وتدفّقت التبرّعات العالمية للناس وليس للسياسيين. وفي إطار هذا الدعم، تواصل معي "كريس شامبير"، كوميدي ألماني يملك جمعية إنسانية هنا من خلال السفارة الألمانية، بهدف التحضير لحفل موسيقي نستطيع من خلاله إيصال صوتنا إلى العالم أجمع. يهدف إلى دعم المحتاجين الذين فقدوا منازلهم وبحاجة فعلية للمساعدة. أردنا بداية تنظيم الحفل الموسيقي الخيري في مبنى في الجميزة قدّمنا فيه منذ 3 سنوات حفلاً موسيقياً، إنما قيل لنا بأنه مهدد بالإنهيار لذا نتواصل للإتفاق علــى الموقع الأنسب".





قبل ليلة من إنفجار "بيروت"، أطلق مفرّج الحلقة الأولى من "مشوار" ألبومه الموسيقي الجديد، وهو مزيج بين الأوبرا الكلاسيكية والأغاني الشرقية. فما مصيره بعد الأحداث الأليمة؟ يجيب: "عرضنا الحلقة الأولى قبل ليلة من وقوع إنفجار بيروت، على أن نستكمل عرض الحلقات في الأسبوع المقبل. طريق "مشوار" كانت صعبة جداً، بدأت التحضير لهذا الألبوم منذ عامين، ساعياً إلى ابتكار مزيج ما بين أغنيات غربية قريبة موسيقياً من الناس، أي أن لحنها مألوف لدى اللبنانيين، وأغنيات عربية راقية تليق به لحناً وكلاماً".

إن هذ الإجراء إستنزف وقتاً طويلاً، وفق ما يوضح مفرّج، خصوصاً أنه بحكم عمله يفضّل مهنته أي الغناء الأوبرالي الكلاسيكي، فسار مشروع "مشوار" ببطء، إلى حين فرض "كوفيد 19" الحجر المنزلي وإيقاف النشاطات الفنية والمسرحية، فأصبح العمل مستقلاً في المنزل، ما دفعه إلى إقتناص الفرصة لإتمام المشروع. متحدثاً عن مرحلة الحجر المنزلي التي أرادها فترة إيجابية لا كئيبة، ليقول: "أردت إستغلال تلك الظروف من أجل التقدّم لأن المشكلة ستنتهي عاجلاً أم آجلاً".

يضمّ ألبومه الموسيقي 12 أغنية إختار منها 6 صوّرها في قصة متسلسلة من 6 حلقات تحت إدارة المخرج فؤاد صقر، وهي منوّعة ما بين الفرح والحزن والحب، "تتحدّث القصة عن "مشوار" تقوم به الفنانة سينتيا كرم من المنزل إلى العمل، نتابع تفاصيل يومياتها حتى تتلقى إتصالاً صادماً في الحلقة الأولى. بعدها تتوالى الأحداث في حلقات لاحقة، لتتلقى في الحلقة الثالثة خبر وفاة شخص، وصولاً إلى الحلقة الأخيرة حيث تبلغ مركز عملها، لتكتشف حينها أنها لم تتأخّر كما اعتقدت بل وصلت باكراً".

عن سبب إختيار الممثلة والمغنية سينتيا كرم يقول: "الأداء التمثيلي تزامناً مع غناء شخص آخر صعب جداً، والأصعب التمثيل على وقع موسيقي. إن إيصال الرسالة إلى الجمهور يتطلّب ممثلة مطّلعة موسيقياً وتفهم بالإيقاع الموسيقي. لقد تحضّرت سينتيا جيّداً للتصوير ودرست المقطوعات الموسيقية، لذلك إستطاعت التعبير بشكل رائع طبعاً بإدارة فريق العمل".

أين تلتقـــي الأوبرا الكلاسيكية مـــع الأغاني الشرقية ومتى تفترق عنها؟ يشرح مفرّج: "الموسيقى واللحن هما النقطة المشتركة بينهما، حيث نركّب الإيقاع العربي المعتاد لدينا على الإيقاع الغربي. لكنهما يفترقان قليلاً في اللفظ وتقنية الأداء، حيث تغيب أحرف "ع" و"خ" و"غ" في غناء الأوبرا، ليتناقض المستوى بين المغنّين. لذا بحثت عن حل وسط، في اختيار أغنيات لا تصعّب مهمة الأداء بين الأوبرات حيث تنخفض الحنجرة والعربي حيث ترتفع، للفظ تلك الأحرف".

أي نظام حياتي يتّبع المغني الأوبرالي للمحافظة على أدائه؟ يقول: "إنه نظام صارم جداً، مثل عدم السهر، إخضاع الصوت لتمارين يومية بهدف المحافظة على الأوتار الصوتية طريّة، فضلاً عن إتباع نظام غذائي صحيّ لأن الإرهاق الجسدي يُتعب الصوت ويُضعفه".





كيف يمكن إستقطاب جمهور لا تدخل الأوبرا من ضمن ثقافته الموسيقية؟ يجيب: "تقتصر الأوبرا العربية على الرحابنة والسيدة فيروز ونصري شمس الدين. من أجل إستقطاب الجمهور نختار النغمات القريبة إلى قلب اللبناني والمألوفة لديه، لنجمعها بالأوبرا العربية حتّى يستمتع بها. صحيح أن ثمة لبنانيين كثراً متذوّقون لهذا النوع الموسيقي الغنائي إنما لا تزال الأكثرية تجهله، لذا نحاول من خلال أعمالنا تعريف الجمهور اللبناني إلى هذه الموسيقى. في كل أصقاع العالم، يستقطب الجديد إهتمام الجمهور أكثر من القديم الذي سرعان ما يُهمل. لذا أعتقد أننا بلغنا مرحلة يبتعد فيها الشباب عن الأغنية اللبنانية لصالح أسلوب غنائي إيقاعي جديد".

من جهة أخرى يلفت مفرّج إلى أنه حين انطلق في مسيرته منذ 19 عاماً، "لم يتوافر الإنترنت الذي يسهّل التواصل والمعرفة، لذا من أراد الإطلاع على موسيقى الغرب سابقاً، توجّب عليه السفر للعيش في بلد أجنبي، حيث يتخصص، ليبدأ بعدها المنافسة مع الغربيين من أجل إثبات الذات وإثبات أننا نستحقّ الغناء هناك. فضلاً عن أن امتهان الفنّ يحتاج إلى الخضوع إلى أداء تجريبي لكل مهرجان. هكذا سافرت يافعاً إلى إيطاليا حيث تعرّفت إلى كيفية العمل والتقدم في هذه المهنة. برأيي، تبدّلت الأمور راهناً إذ باتت أسهل بالنسبة إلى هذا الجيل الذي يمكنه الإطلاع عبر الإنترنت إلى فرص العمل والعروض التجريبية. ولكن، رغم ذلك هناك تضحية، إذ يجب تأمين السفر على النفقة الخاصة إلى الخارج، وهناك إذا أثبت الفنان حضوره، إنطلق. وهكذا إنطلقت أنا من بلد إلى آخر حتى حققت مسيرتي المهنية".

ماذا اكتسبت من الغرب؟ يقول: "تعلمت ما لا يمكن إكتسابه في لبنان، أي الغناء الأوبرالي. فضلاً عن المسرح والتطويل والتطويع على الغناء لساعات متواصلة وأن أكون مطيعاً لقائد الفرقة الموسيقية".

وهل يمكن أن تؤدي الغناء الشرقي؟ يردف: "ليس ملعبي، أؤدي بشكل صحيح، إنما لا أستطيع أن أكون مميّزاً في هذا المجال. لهذا أحاول قدر المستطاع الغناء بطريقة صحيحة لدمج الغناء الشرقي بالغربي".


MISS 3