جاد حداد

The Fall... قصة مختلفة عن قاتل متسلسل جذّاب!

13 آب 2020

02 : 00

على عكس الأساليب الشائعة في الأفلام والمسلسلات، سنعرف هوية القاتل المتسلسل فوراً في مسلسلThe Fall (السقوط). مع تقدم الأحداث، سنشاهد أفعاله وتحركات الشرطة بقيادة التحرية "ستيلا غيبسون" (جيليان أندرسون). لكنّ القصة أعمق من اكتشاف هوية القاتل وإثبات جرائمه.

يتجول قاتل في شوارع "بيلفاست" ويقتل نساءً يحملن مواصفات معينة: تكون المرأة شابة وجذابة ومحترفة في عملها وشعرها بنّي وتعيش وحدها. منذ البداية، تنشغل الشرطة بهذه القضية ويتم استدعاء "غيبسون" من لندن بطلبٍ من رئيس القسم "جيم بيرنز" (جون لينش). سبق وتعاملا معاً في الماضي وجمعتهما علاقة شخصية يوماً.

ترأس "غيبسون" الفريق المُكلّف بالقبض على القاتل، فتبدأ بتنظيم الجماعة التي تحتاج إليها لتحقيق هدفها. حين تقابل مختلف الضباط فور وصولها، تستعمل قدرتها على البحث عن مهارات جديدة لتجنيد العناصر وتشكيل فريقها. يتّضح مع تقدّم المسلسل أنها تختار أيضاً شركاء جنسيين محتملين لها في الفريق فتقيم معهم علاقات عابرة، لكنّ هذا الجانب سيطاردها في مراحل لاحقة من القصة.

يتعامل المسلسل أيضاً مع سياسات الشرطة الداخلية ويختلف عن القصص التي يتكاتف فيها الجميع لإيجاد القاتل، فنلاحظ هذه المرة أن الفريق يهتم بما تكتبه الصحافة بقدر ما يهتم بالقبض على المجرم. إذا نجحت جهود غيبسون، سيتلقى الفريق كله الإشادة. وإذا فشلت، ستكون المُلامة الوحيدة. وعلى مر رحلتها لإلقاء القبض على القاتل، سيحاول الكثيرون إعاقة مسارها بدل مساعدتها.

بموازاة هذه الأحداث، تبرز قصة المعالج النفسي "بول سبكتور" (جايمي دورنان) وهو القاتل أيضاً. سنشاهده وهو يخطط لقتل ضحيته المقبلة، فيلاحقها ويعرف جميع خطواتها قبل أن يتسلل إلى منزلها لقتلها. هو يحرص على عدم ترك أي أدلة وراءه ثم يمضي الوقت مع الضحية بعد قتلها.

يمتد المسلسل على ثلاثة مواسم ويُركّز كل واحد منها على جانب مختلف. يُعرّف الموسم الأول المشاهدين على طرفَي القصة، ويُركّز الثاني على التغيرات التي يعيشها "بول" حين يخطف إحدى الضحايا ويحتجزها، ويتناول الثالث تطورات القبض عليه والاحتمال الكارثي بأن يفقد الذاكرة. تخلو جميع المواسم من المماطلة لدرجة ألا نضطر لتفويت أي أجزاء مملة لأنها غير موجودة.





تقدّم أندرسون أداءً مدهشاً بدور "غيبسون"، المرأة العاملة التي لا تجد الوقت لإقامة علاقات عاطفية طويلة الأمد، لكنها تلبّي رغباتها بعلاقات عابرة ثم تعود للتركيز على عملها. هذا السلوك البارد والجدّي يساعدها على الاقتراب من أي مجرم تلاحقه. في نهاية المطاف، سيساعدها هذا السلوك أيضاً على فهم عقلية "سبكتور" رغم صعوبة الأمر. لن نعرف مدى قدرتها على الصمود أو ميلها إلى الاستسلام قبل الموسم الأخير.كذلك، يقدّم دورنان الذي اشتهر بدور "كريستيان غراي" في سلسلة Fifty Shades of Grey (خمسين ظلاً من غراي) أداءً يستحق الإشادة. يجسّد هذه المرة دور قاتل يتمتع بكاريزما عالية ويستميل النساء للوثوق به قبل قتلهنّ. هو رجل عائلة وأب لولدَين يحبانه كثيراً وزوج امرأةٍ تعشقه، ومعالج نفسي يرتاح له المرضى حين يُوجّههم لتجاوز حزنهم. لكنه في العمق رجل منحرف وقاتل متسلسل. ينجح دورنان في تجسيد هذين الجانبين المتناقضَين من شخصيته.

بشكل عام، يُعتبر المسلسل ترفيهياً منذ البداية وحتى نهايته. الشخصيات غنية وليست مكررة وتواجه كل واحدة منها مشاكلها الخاصة، حتى لو كانت ثانوية. تتداخل الأحداث في حياة جميع الأشخاص ويعملون كلهم لتحقيق الهدف نفسه، أي القبض على قاتل بارد ووحشي وذكي، وستتغير حياتهم إلى الأبد بسبب التجارب التي يخوضونها. لا يشبه هذا المسلسل الأعمال الأخرى التي تدخل في الخانة نفسها، بل إنه يُركّز على قاتل واحد ويقدم بذلك عملاً مثيراً للاهتمام ويستحق المشاهدة.


MISS 3