المملكة المتحدة تشهد أسوأ ركود في تاريخها

كورونا... واشنطن تُشكّك باللقاح الروسي

02 : 00

الوباء غيّر وجه بريطانيا بشكل كبير وعميق (أ ف ب)

بعدما تباهت موسكو بإطلاقها أوّل لقاح ضدّ فيروس "كورونا المستجدّ" وسط تشكيك عالمي بمدى فعاليّته وسلامته، عبّر وزير الصحة الأميركي أليكس عازار أمس في ختام زيارة استمرّت 3 أيّام إلى تايوان عن شكوكه إزاء "اللقاح الروسي"، مشيراً إلى نقص المعطيات من تجاربه الأولى.

وقال عازار للصحافيين خلال مؤتمر عبر الهاتف: "من المهمّ أن نُوفّر لقاحات آمنة وفاعلة، وأن تكون المعطيات شفافة"، معتبراً أن "هذا ليس سباقاً على المركز الأوّل". كما لفت إلى أن اثنين من اللقاحات الأميركيّة الستة التي استثمرت فيها واشنطن، "دخلت قبل أسابيع المرحلة الثالثة من التجارب السريريّة التي بدأها للتو اللقاح الروسي".

وشدّد عازار على ثقته بأنّ اللقاح سيكون متوفراً للأميركيين، قائلاً: "نعتقد أنّه سيُصبح لدينا عشرات ملايين الجرعات من اللقاح العالي المعايير والآمن والفعّال بنهاية هذا العام، ومئات ملايين الجرعات مع دخولنا العام المقبل"، بينما كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن عقد بقيمة 1.5 مليار دولار لتسليم 100 مليون جرعة من لقاح "كورونا" التجريبي الذي تُعدّه شركة "موديرنا"، وهو العقد السادس من نوعه منذ أيّار.

توازياً، أعلنت منظّمة الصحة العالميّة أنّها تتطلّع إلى مراجعة التجارب الإكلينيكيّة للقاح الروسي الذي طوّره معهد أبحاث "غاماليا" ووزارة الدفاع الروسيّة، وهو من بين 6 لقاحات بلغت المرحلة الثالثة، لكن المنظّمة الدوليّة تدرجه في المرحلة الأولى. وأوضحت "الصحة العالميّة" أنّها "على اتصال بالعلماء الروس والسلطات الروسيّة وتتطلّع إلى مراجعة تفاصيل التجارب"، مضيفةً أنّها "تُرحّب بكلّ التطوّرات في الأبحاث الجارية على اللقاحات المضادة لـ"كوفيد 19" وفي مجال تطوير اللقاحات".

وكان لافتاً أمس موافقة الرئيس الفيليبيني رودريغو دوتيرتي على أن يخضع لاختبار اللقاح الروسي الجديد على الرغم من تشكيك العديد من العلماء الغربّيين في فعاليّته. وعبّر الرئيس الفيليبيني عن "ثقته الكبيرة" بالجهود التي تبذلها روسيا لوضع حدّ للوباء، وقال: "أعتقد أن اللقاح الذي انتجتموه جيّد فعلاً للإنسانيّة"، مشيداً بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وفي أميركا اللاتينيّة، أعلنت الحكومة الفنزويليّة أن البلاد تجاوزت للمرّة الأولى عتبة الألف إصابة بالفيروس التاجي خلال 24 ساعة، ليرتفع مجموع المصابين إلى 27938 حالة، بينما أودى الوباء منذ بدايته بحياة 238 مريضاً في البلاد. وتبقى هذه الأرقام الرسميّة موضع تشكيك كبير من قبل المعارضة ومنظّمات غير حكوميّة مثل "هيومن رايتس ووتش"، لاعتبارها أنّها أقلّ بكثير من الواقع، إذ يُخفي النظام الاشتراكي في كاراكاس الأرقام الحقيقيّة.

أوروبّياً، أصبح وضع الكمامة إلزاميّاً في الأماكن العامة منذ يوم أمس في كافة أنحاء منطقة بروكسل للحدّ من انتشار الفيروس القاتل. وكان وضع الكمامة إلزاميّاً منذ 11 تموز في معظم الأماكن العامة المغلقة لجميع الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 12 عاماً، في وقت مدّدت فيه سويسرا حظر التجمّعات لأكثر من 1000 شخص حتّى الأوّل من تشرين الأوّل، على أن يُسمح بها اعتباراً من ذلك التاريخ ضمن شروط مشدّدة، مثل القدرة على تتبّع المشاركين في التجمّع. وأوضحت الحكومة السويسريّة في بيان أنّها تُريد ضمان "عدم تدهور الوضع الوبائي في سويسرا".

إقتصاديّاً، شهدت المملكة المتحدة التي ضربتها الجائحة بقوّة في الربع الثاني من العام الحالي انكماشاً قياسيّاً في اقتصادها بلغ 20.4 في المئة، وأصبحت تُواجه رسميّاً أسوأ ركود على الإطلاق في تاريخها. وأوضح مكتب الإحصاء الوطني الذي نشر هذه الأرقام أن الجزء الأكبر من هذا الانكماش الذي بدأت آثاره تظهر في آذار، سُجّل في نيسان عندما أغلقت البلاد بشكل شبه كامل، ما أدّى إلى تراجع الإنتاج بنسبة أكثر من 20 في المئة.

وهذا الإنكماش هو الأكبر في اقتصاد المملكة المتحدة منذ أن بدأ مكتب الإحصاء الوطني تسجيل هذه الأرقام الفصليّة في العام 1955، وجاء نتيجة القيود على السفر وعلى النشاط الاقتصادي التي فُرِضَت في البلاد في 23 آذار، وكانت مدّتها أطول من معظم البلدان المتقدّمة. ومع عودة النشاط الاقتصادي، ارتفع إجمالي الناتج المحلّي في أيّار بنسبة 2.4 في المئة، تلاه تسارع في حزيران (8.7 في المئة) بفضل إعادة فتح كلّ القطاعات، وفق المكتب. في حين خفّضت بريطانيا حصيلة وفياتها الناجمة عن "كوفيد 19" بنحو 5 آلاف ليُصبح العدد الإجمالي 41329، بعد إجراء مراجعة لطريقة احتساب الوفيات الناجمة عن المرض.

أمّا في الشرق الأوسط، فقد قرّر وزير الداخليّة الأردني سلامة حماد إغلاق معبر جابر الحدودي مع سوريا لمدّة أسبوع اعتباراً من اليوم بعد تسجيل إصابات في صفوف العاملين في المركز الحدودي. وسجّل الأردن خلال اليومَيْن الماضيَيْن 25 إصابة بالفيروس الفتّاك، كانت غالبيّتها على حدود جابر مع سوريا، بعد أن كانت تقتصر الإصابات على الأردنيين العائدين من الخارج والمقيمين في أماكن الحجر الصحي.


MISS 3