رمال جوني -

"كورونا" الى الواجهة ومستشفى النبطية الحكومي يستعدّ لتجهيز قسم جديد

14 آب 2020

02 : 00


أطاح إنفجار المرفأ بكلّ الأزمات التي شهدتها النبطية، إختفت أزمة البنزين وغابت الطوابير عن المحطّات، وحلحلت أزمة المازوت، وطُوّقت أزمة المياه التي رزحت تحت وطأتها معظم القرى. فجأة، أصبحت الأزمات التي عصفت بالمنطقة في خبر كان وكأنّ شيئاً لم يكن، وحدها أزمة "كورونا" تقدّمت على ما عداها، عادت لتحتلّ الواجهة، فالأعداد الكبيرة فرضت هيبتها، لم يتبقّ لأحد شيء سوى الكمّامة ليحاربها. حتى هذه القطعة الصغيرة تخلّى عنها الناس، تساهلوا في مُقارعتهم لهذا العدوّ الشرس فاستغلّ تشتّتهم، وشنّ أعنف هجوم عليهم منذ بدء المعركة والمواجهة.


بالطبع هناك من يتمسّك بسلاحه الفتّاك، ولكنّ الغالبية الساحقة لا تُعير للضوابط الوقائية أي انتباه. بالأمس، سجّل "كورونا" أعلى رقم منذ بداية التفشّي، ناهيك عن إرتفاع أعداد الوفيات، ما يشي بأنّ لبنان سيعيش منحى ايطاليا والصين وغيرها. الواقع تحت هول صدمة انفجار المرفأ، سيصحو بعد قليل، ليجد نفسه تحت كارثة "كورونا" وأعداد الوفيات الكبير. منذ دخول الفيروس معترك حياة الناس تعامل معه الجميع على أنّه خدعة، ما برحوا يراهنون على زواله وانكشافه مع الأيام الى أن وقع " الفاس بالراس". صحيح أنّ أعداد المُصابين في منطقة النبطية قليل مقارنة مع باقي المدن، غير أنّ ذلك لا يبشّر بالخير، لأنّ العملية تختصر بفحص الـ PCR وهو ما لا يُقدم عليه كثر تهرّباً من ثمنه الباهظ، سيما وأنّه غير متوفر حتى الساعة في منطقة النبطية، ما يعني أنّ مؤشّر تمدّد الوباء مقرون بعدد الفحوصات، وليس بعدد الإصابات المجهولة، وأنّ الخطر داهمنا على حين غفلة، سيما وأنّ التخالط وجلسات النرجيلة وغيرها لم تتوقّف، نظراً الى غياب أجهزة الرقابة من ناحية، واستهتار المواطن من ناحية اخرى.


ولكن ما يحصل من تطوّر في المنحى الوبائي يؤكّد المؤكّد، ويشي بأنّنا مقبلون على مرحلة خطيرة، تعجز على إثرها المستشفيات من استيعاب الأعداد الكبيرة. وهذا ما يخشاه مدير مستشفى النبطية الحكومي الدكتور حسن وزنة الذي يؤكّد على جهوزية قسم "كورونا" داخل المستشفى، لكنّه يرى "أنّه لن يكون كافياً، سيّما وأنّه المشفى الوحيد في الجنوب الذي يستقبل المصابين، وهذا ما يدفعه للتفكير مليّاً بفتح قسم آخر لـ"كورونا"، غير أنّ الأمر مرهون بالدعم المالي وهو غير متوفر، بالرغم من جهود وزارة الصحة لتأمين ما يلزم والعائق يتوقّف على تجهيز القسم.

ويقول وزنة: "دخلنا مرحلة سرعة التفشّي، ما يدفعنا لنكون على قدر من المسؤولية والإستعداد للأسوأ". ويرى "أنّ المرحلة دقيقة جداً واعتقد الناس أنّ الإنفجار الذي دمّر بيروت حال بينهم وبين "كورونا"، لكنّ الحقيقة أنّ "كورونا" سيكون الخطر الداهم هذه الفترة، وقد نصل الى مرحلة لا نستطيع فيها استيعاب الأعداد الوافدة الى القسم".

منذ بداية انتشار الوباء، تمّ تجهيز قسم خاص للمُصابين داخل مستشفى نبيه بري الجامعي الذي بدأ يستقبل أعداداً من كلّ قرى الجنوب، بالرغم من تجهيز أكثر من مستشفى حكومي، لكنّ فحص الـPCR غير متوفر فيه حتى الساعة، ويؤكد وزنة توفّره يوم الجمعة وعلى أبعد تقدير نهار الإثنين المقبل، لنتمكّن من إجراء الفحوص المجانيّة للناس.

ويوضح وزنة أنّ القسم الحالي يستقبل المرضى ولا يستوعب تفشّي الوباء وهذا ما حدا به للبحث جدياً في استحداث قسم جديد لـ"كورونا" والسعي لتأمين تمويله، إذ تبلغ تكلفة تجهيزه قرابة الـ٤٠ الف دولار، ويستغرق قرابة الأسبوع، غير اّن المشكلة تكمن في تأمين التمويل الذي تسعى اليه الوزارة سيما وأنّ كل الأجهزة يتم شراؤها بالدولار وِفق السعر الحالي، وهذا يفوق امكانيات المستشفى الذي يتقاضى فواتير الإستشفاء بالليرة اللبنانية.

MISS 3