ستيفاني غصيبه

En Plein Art يُعيد الحياة إلى حديقة مار نقولا

رئيسة Women of Beirut هيلين شماس

في الفنّ والهواء الطلق، افتتح En Plein Art يومه الأوّل من ثلاثة أيّام من الرسم والموسيقى والإبداع برعاية وزارة السياحة، ممثلةً بالدكتور نسيب غبريل. فعجّت ليلة أمس حديقة مار نقولا في بيروت بالبيروتيين من مختلف الأعمار للتمتّع بالأعمال المعروضة. وكان على الموعد كلّ من الدكتور غبريل ومحافظ بيروت مروان عبود اللذين ألقيا كلمتين بالمناسبة، ووزراء حاليون وسابقون منهم مي شدياق التي تملك ذكريات في هذه الحديقة، ونواب كنديم جميل وغيرهم من الشخصيّات. ويستمرّ هذا النشاط اليوم وغداً مع وقفات موسيقيّة مميّزة.


من أجواء المعرض


أماكننا العامّة، إن وجدت، فمهملة. على حدّ قول المحافظ، قد تكون الطريقة الفضلى للمحافظة على المرافق العامّة، إيلاء المهمّة إلى أبناء المدينة.

ولربّما حديقة مار نقولا هي خير استثناء لقاعدة الإهمال، بعدما اجتمعت نساء العاصمة لإنقاذها. فهذه ليست المرّة الأولى التي تضخّ جمعيّة Women of Beirut (WOB) الحياة والنشاط في هذه الحديقة، وهي الجهة الرئيسية وراء En Plein Art.

لن تستفيدوا من En Plein Art، إن لم تجولوا على الفنّانين الذين يعرضون أعمالهم. وهنا، مشاهدة اللوحات والأعمال الفنية لا تكفي. إمّا أن نُفعّل فضولنا لنكتشف القصّة المحرّضة على الإبداع، وإمّا نكون قد توقّفنا عند قشور لن نذكر منها شيئاً بعد ساعة أو اثنتين.

لذا، جالت «نداء الوطن» على القصص، وإليكم عيّنة بسيطة عن التنوع الكبير في الحديقة الصغيرة...



قصّ شريط الإفتتاح


عند دخولكم الحديقة، تستقبلكم امرأة فاتحة ذراعيها. امرأة من حجر أبيض، تنظر إلى السماء، نحتتها كارين هوشار.

بعدها، يستوقفكم خزّان للمياه. لا، ليس خزّاناً رماديّاً باهتاً، بل خزّاناً نابضاً بالألوان والأشكال. وراءه، تقف ميرنا مشنتف، وتشرح لنا: «أشور» هو خزّان مياه كان يشبه كلّ الخزانات الأخرى التي تغزو سطوح بيروت الرمادية. «أشور» في الأساس هو اسم إلهة المياه، وجذورها أفريقيّة. نُسب إلى هذا الخزّان اسم آلهة المياه الأفريقية ليكون قدوة حتّى تتلوّن سطوح عاصمتنا. يحمل صورتها وهي توزّع منسوب مياه متوازياً بكافّة الجهات، وعلى غطائه ساعة رمل ضاق وقتها، فكأنّ «أشور» الخزّان يسألنا: كم من الوقت نملك بعد قبل أن نخسر ثروتنا المائيّة وننقذها من التلوّث؟

وعدا عن «أشور»، من أبرز أعمال مشنتف أيضاً حاويات نفايات حوّلتها إلى لوحات تحتضن شجر «بوغانيا»، وأطلقت عليها اسم «نبض».


خزّان «أشور»


والمعرض يضمّ شباباً ومخضرمين على حدّ سواء. ومن المخضرمين، حبيبة بلعة بواب، المعروفة كـCollage Artist في لبنان وخارجه. لكنّ حبيبة لا تجمع أجزاء فقط، بل تضفي على لوحات الـCollage لمسة بالألوان الزيتية. وتصرّ حبيبة على أنّ كلّ لوحة هي رواية بحدّ ذاتها. في الأولى أطفال يلعبون في شارع يشبه شوارع بيروت المتواضعة. في الثانية، مجموعة نساء تنتظر، كما اعتادت أمّهاتنا أن تنتظر، من دون نتيجة أحياناً. واللائحة تطول.

أمّأ على الجهة الأخرى، فزاوية تربط حديقة مار نقولا بالعالم. فتعرض لنا إلسي بريدي لوحات أجنبيّة، لاسيّما لفنّانَين أميركيين هما ريشارد سفادزينو وديفيد غورشتاين. وكما تفتح بريدي الباب نحو العالميّة في زاويتها، تتمنّى أن تفتح هذه المناسبة الأبواب لنشاطات مستقبليّة مشابهة.

ولأنّ المعرض يستمرّ حتّى الأحد، لن نسرد القصص كلّها، بل نترك لخيال وفضول زائري En Plein Art ثقل المهمّة.