لا تزال قرى جوار النهر الكبير الجنوبي الحدودي مع سوريا تعيش ذيول فيضان العام الماضي، وقد خلّف الكثير من الخسائر على الأهالي والمزارعين الذين كانوا بانتظار أن تبدأ وزارة الطاقة والمياه ببناء ساتر ترابي يطالبون به منذ أعوام، لحماية بيوتهم وأرزاقهم من الفيضانات، خصوصاً وأنّ الجانب السوري قد حمى القسم الخاص به منذ العام 2011، وبنى ساتراً له، وبقي الجزء اللبناني من النهر من دون تدعيم، تتفاقم أضراره كل سنة لأنّ المياه ترتدّ إلى داخل قرى الجوار، فتخرّب المزروعات في منطقة تعيش بأغلبيتها على إنتاج المواسم.
ونظّمت فاعليات من قرى السماقية، حكر الضاهري والعريضة، وقفة إحتجاجية عند النهر الكبير الجنوبي أمس، أعربت فيها عن استيائها من عدم أخذ وزارة الطاقة والمياه والوزير بمطالبهم بتدعيم النهر الكبير وإنشاء ساتر ترابي يحمي قراهم من الفيضانات التي تتكرّر سنوياً. وقال باسمهم رئيس بلدية السماقية السابق المهندس بلال شمعا: "مطلبنا إقامة الساتر الترابي للنهر الكبير، ولدينا دراسة معدّة لهذا الأمر، وقدّمناها إلى قيادة الجيش ونتمنّى على قائد الجيش أن يأخذ الملف على عاتقه ويسعى إلى مساعدتنا في هذا الشأن. وخلال زيارة وزير الطاقة وليد فياض الأخيرة إلى عكار، كنا نتمنى أن يزور معاليه قرى السماقية وحكر الضاهري والعريضة، خصوصاً وأنه على علم بحجم الأضرار التي تعرّضنا لها، وكان من المهم أن يكون لنا حصّة من زيارته، للإطلاع ميدانياً على حجم الكوارث، ومعاينة أوضاع النهر الكبير بنفسه".
أضاف: "لم يأت الوزير على ذكر إنشاء ساتر ترابي، إنما تحدّث فقط عن تعزيل مجرى النهر، وهذا لا يكفي ولا يحلّ المشكلة. فقرى السماقية وحكر الضاهري والعريضة، هي الأكثر تضرّراً من الفيضانات التي تحصل سنوياً لقربها من النهر، وقد رأيتم جميعاً كيف أنّ فيضان الموسم الماضي قد عزل هذه القرى عن بعضها وعن محيطها، وإلى الآن، لم تأتِ أي جهة رسمية أو غير رسمية لمساعدتنا وللوقوف على أوضاع قرانا. فقط محافظ عكار عماد اللبكي مشكوراً كان إلى جانبنا بما يستطيع من قدرات محدودة، والشكر موصول إلى الجيش اللبناني والصليب الأحمر والدفاع المدني".
وأوضح شمعا أنّ "رئيس بلدية السماقية سامي السعيد والمجلس البلدي قاطعوا الزيارة، بعدما علمنا بأن ليس في جعبة الوزير والوزارة حلاً لمشكلة قرى جوار النهر الكبير، التي تحتاج إلى ساتر ترابي يحجب عنها مياه النهر، أما خطوة تعزيل النهر التي أتى بها الوزير فليس فيها الحل المطلوب". وناشد رئيس الحكومة والوزراء المعنيين و"كل من يعنى بهذا الملف، أن يضعوه في الأولويات، وإلا فإنّ الأمور تبشّر بكوارث إضافية وخسائر جمّة للمزارعين والأهالي، في شتاء ال 2025 والمواسم المقبلة".
تجدر الإشارة إلى أنّ فيضان العام الماضي خلّف أضراراً كثيرة، وأحدث فجوة عميقة في الأرض، ومن شأن أي فيضانٍ جديد أن يُحدث نكبة كبيرة في المنطقة.