يقدّم فيلم Unfrosted: The Pop-Tarts Story (غير مجمّد: قصة الفطائر) تجربة شبه فارغة رغم الإنتاج الضخم. يصعب وصف هذا المشروع، إذ لا يتّضح هدف صانعي العمل في أي لحظة. لكن يبقى جيري ساينفيلد نجم الفيلم الأول، فهو المخرج، والمنتج، وبطل القصة، حتى أنه شارك في كتابة السيناريو.
تدور الأحداث في العام 1963، لكن يصعب تصديق هذا الإطار الزمني بسبب اختيار موسيقى كانت رائجة في أواخر الستينات. يُفترض أن يعرض الفيلم قصة عن احتدام المنافسة بين شركتَين عملاقتَين لإنتاج حبوب الفطور: «كيلوغز» و»بوست». تخوض هاتان الشركتان منافسة قوية في مجال تصنيع المنتجات الغذائية بما يشبه سباق الفضاء المحتدم. تطمح كل شركة منهما إلى طرح منتج جديد وثوري والتفوّق في هذه المنافسة، ويراقب كل طرف الشركة الأخرى بشكلٍ هوسي وصولاً إلى التجسس عليها عبر نشر كاميرات خفية في معدات الحراسة.
يجسّد ساينفيلد دور رجل اسمه «بوب كابانا» يتولى منصباً رفيع المستوى في شركة «كيلوغز». يستميل «كابانا» شريكته القديمة، وهي عالِمة في وكالة «ناسا» اسمها «دونا ستانكوفسكي» (ميليسا ماكارثي) لمساعدته على تقديم منتج مثالي. يؤدي جيم غافيغان دور «إدسيل كيلوغ الثالث»، رب عمل «كابانا»، وهو فرد من عائلة «كيلوغ». يكون «إدسيل» معجباً بقائدة المنافسة «مارجوري بوست» (إيمي شومر): «بوست» شخصية تاريخية حقيقية، فهي ابنة مؤسس ماركة حبوب الفطور «بوست»، تشارلز ويليام بوست. هي أدارت شركة والدها فعلاً (كانت تحمل اسم «بوستوم» في السابق)، وأشرفت على المجموعة الدولية التي تحوّلت لاحقاً إلى مؤسسة «جنرال فودز». لكن لا يهتم صانعو العمل بهذه التفاصيل طبعاً.
لا تبدو القصة المستوحاة من معلومات «ويكيبيديا» منطقية في أي لحظة. لسببٍ مجهول، يجمع «بوب كابانا» فريقاً من الشخصيات التاريخية المرتبطة بماركات أميركية أسطورية، بما في ذلك مخترع ماركة «سي مونكيز»، «هارولد فون برونهات» (توماس لينون)، وخبير الرشاقة «جاك لالان» (جيمس مارسدين)، ورجل الأعمال المعروف في مجال الدراجات الهوائية «ستيف شوين» (جاك ماكبرير). لا تبدو أي من هذه الشخصيات مضحكة، مهما حاولت المبالغة في تعابير وجهها. كذلك، يشارك في هذا الفيلم «ثيرل رافنسكروفت» (هيو غرانت)، الذي أعطى صوته لشخصية «توني النمر» الذي يمثّل ماركة «فروستد فليكز»، بالإضافة إلى عدد آخر من شخصيات «كيلوغز» و»بوست». كذلك، يظهر «جون ف. كينيدي» (بيل بور بأداء قوي ومقنع) إلى جانب رئيس الوزراء السوفياتي «نيكيتا خروتشيف» (دين نوريس)، و»والتر كرونكيت» و»جون كارسون» (يقدّم كايل دانينغان هذين الدورَين معاً). لكن لا يرتبط أيّ منهم بشخصيات أو أحداث حقيقية، والأهم من ذلك هو عجز هذه الشخصيات عن تقديم أي لقطات ممتعة في الفيلم (يقتصر دور جون كينيدي مثلاً على هوسه الجنسي، فنسمع أنه جعل التوأم الذي شارك في إعلان ماركة «دابل مينت» حوامل). بعبارة أخرى، تطغى السخافة على معظم أحداث الفيلم.
على صعيد آخر، يستخف صانعو العمل بتفاصيل المواد الغذائية، والمنتجات الاستهلاكية، والتصاميم البيانية، وعناصر التسويق المستعملة كمراجع لهم. سرعان ما تصبح مجسّمات الأقزام «سناب» و»كراكل» و»بوب» التي تُمثّل منتج «رايس كريسبيز» من إنتاج شركة «كيلوغز» عبارة عن ثلاثة ممثلين يقدمون أداءً مبالغاً فيه ويرتدون زيّهم في كل مكان. هم يعزفون على المزمار خلال جنازة رجلٍ توفي وهو يختبر فطيرة «بوب تارت» ولا يتعاطفون مع أرملته في أي لحظة. بعد تخفيض نعش الرجل الميت نحو الأرض، تسكب مجسّمات الديك التي تُمثّل حبوب فطور من إنتاج شركة «كيلوغز» عُلَباً من الحبوب فوق موقع المقبرة. في غضون ذلك، يَصِف البعض حبوب الفطور في مكانٍ آخر بكلمات تعطيها طابعاً مثيراً للاشمئزاز. تظهر أيضاً شخصيات جانبية بذيئة وغير ممتعة بأي شكل، فهي تبدو سطحية وقذرة بالنسبة إلى منتجات يعشقها الأولاد قبل غيرهم.
أخيراً، يرتفع مستوى تسييس المواضيع في هذا الفيلم لدرجة أن يشوّه صانعو العمل صورة ثيرل رافنسكروفت، ذلك الرجل الأميركي العظيم الذي اشتهر بوضع صوته على أهم الشخصيات في استوديوات التسجيل، بما في ذلك صوت «توني النمر» وصوت غناء شخصية «غرينش» الأصلية في فيلم الرسوم المتحركة. هم يحوّلونه إلى رجل بريطاني سخيف ومرير وضعيف يضطر لارتداء زي «توني النمر» خلال جلسات التصوير وإطلالاته العلنية. هو يغضب لأن ميزته تقتصر على لعب شخصية مرتبطة بشركة تملك حقوق نشرها ويخشى ألا يحترمه أحد كفنان بحد ذاته. كان آلن ريكمان أفضل من قدّم هذه الشخصية في فيلم Galaxy Quest (غزو المجرة).
في النهاية، يُعرَض هذا الفيلم مجاناً على منصة تقترح آلاف الأعمال الأخرى، ما يعني أن المشاهدين سيضطرون لمشاهدته في مرحلة معيّنة أو ربما يكتفون بأول خمس أو عشر دقائق منه. لا يُعتبر هذا الفيلم معرّضاً للنقد فحسب، بل إنه يخلو من أي جوانب فنية بارزة ويسهل أن ينفر منه الجمهور.