رندة تقي الدين

فرنسا تدعو لاحترام قرار المحكمة الدولية وتجنّب "حكومة دياب 2"

18 آب 2020

02 : 00

أكدت الرئاسة الفرنسية أمس أنّ حكم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في قضية اغتيال رئيس الحكومة اللبناني الراحل رفيق الحريري "مهم وفرنسا ملتزمة دعم هذه المحكمة"، مؤكدةً أنه "مهما كان الحكم ستبقى هناك ضرورة للبحث عن إيجاد حل للأزمة المؤسساتية في لبنان". وقالت مصادر الإليزيه لـ"نداء الوطن": "نتمنى على كل الأطراف في لبنان أن تأخذ علماً بحكم المحكمة لأنها محكمة دولية وهي سلطة ينبغي أن يتم احترام مقرراتها، ومهما كان الحكم يجب أن يسود ضبط النفس في لبنان لأن هناك ضرورة اليوم لتشكيل حكومة تكون مهمتها إنقاذ البلد".

وإذ لفتت إلى أنّ الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون "أخذ علماً بما قاله أمين عام "حزب الله" حول قناعته بعدم وجود ما يسمى حكومة حيادية في لبنان"، رأت مصادر الرئاسة الفرنسية أنّ "لحزب الله دوراً يلعبه في بناء الصيغة السياسية الضرورية لكل اللبنانيين وبالتأكيد للذين يمثلهم"، وأضافت: "عندما تكلم الرئيس ماكرون عن حكومة وحدة وطنية أراد القول إنّ كل أصوات اللبنانيين التي تتظاهر وتعارض ينبغي ان تكون مسموعة، أما بالنسبة لشكل الحكومة فقال إنه من الضرورة أن تكون حكومة إنقاذية مع دعم دولي من شركاء لبنان ويجب أن تكون لها أولويات واضحة، وعلى جميع الأحزاب أن تلعب دورها كي يتم تشكيلها عبر إيجاد صيغة عملية كي يلتزم جميع الأطراف اللبنانية بالقيام بالمهمة الانقاذية، وإجراء الإصلاحات المطلوبة بما في ذلك التزام المجلس النيابي بالتصويت على هذه الإصلاحات، والقيام بما هو ضروري لحصول لبنان على المساعدات الدولية"، مشيرةً إلى أنّه "إذا كان لـ"حزب الله" متطلبات وشروط غير ممكنة لكنه ليس وحده في البلد، فهناك اطراف أخرى لديها وجهات نظر مختلفة، وبالتالي تشجع فرنسا جميع المسؤولين السياسيين في لبنان على الاتفاق على أمر أساسي اليوم وهو تشكيل حكومة لإنقاذ لبنان". وعما إذا كان ذلك يعني مشاركة "حزب الله" في الحكومة العتيدة، أجابت مصادر الرئاسة الفرنسية: "هذا ليس شأن فرنسا أن تتدخل في تشكيل الحكومة ولكن ليس هناك اليوم صيغة متكاملة في لبنان من دون أن يلعب "حزب الله" دوره فيها مثل غيره من الأحزاب، وهذه كانت رسالة الرئيس ماكرون إلى رؤساء الأحزاب الذين التقاهم في السفارة الفرنسية في بيروت بمن فيهم ممثل "حزب الله".

إلى ذلك علمت "نداء الوطن" أنّ الرئيس الفرنسي يبحث قبل عودته إلى بيروت في 1 أيلول مع الأفرقاء في لبنان عن إيجاد سبل لدفع تشكيل حكومة ذات مهمة إصلاحية، يتم تشكيلها بأسرع وقت لاخراج البلد من محنته. ويرى ماكرون في هذا السياق أنّ الحل الأفضل للبنان هو حكومة مستقلة وفعالة تعمل بسرعة وتنجز المهمات الموكلة إليها مع قانون يخولها العمل بشكل مستقل وحر، و"هذا حل مثالي"، حسبما توضح مصادر فرنسية لا ترى حتى الآن أنّ ذلك "ممكن سياسياً الأمر الذي سيجعل الحل الممكن وسطياً، وإلا فإنّ جميع الأحزاب في لبنان بما فيها "حزب الله" ستكون في مأزق إذا تعذر تشكيل الحكومة ولبنان سيبقى في وضعه الكارثي". ولفتت إلى أنه في التحليل الفرنسي للمشهد يبدو أن هناك حلاً يقوم على تشكيل حكومة يرأسها سعد الحريري وتضمّ شخصيات مستقلة كلياً عن الأحزاب، وحل آخر يقضي بتشكيل حكومة ترأسها شخصية سنية أخرى مقبولة مع وزراء تكنوقراط مستقلين، لكن هناك خطورة في مثل هذه التشكيلة تكمن في أن تكون بمثابة "حكومة دياب 2" أي حكومة غير فاعلة.


MISS 3