في موازاة توسّع رقعة الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان وارتفاع منسوب المخاوف اللبنانية من انزلاق الوضع نحو مزيد من التوتّر، لاقى البيان المشترك لسفراء اللجنة الخماسية ترحيباً من بعض الأطراف، إذ عبّر رئيس «التيار الوطني الحرّ» النائب جبران باسيل خلال الاحتفال بتدشين سوق دوما الأثرية بحضور الرئيس ميشال عون وسفراء من مختلف الدول وأمين عام الأمم المتحدة للسياحة زوراب بولوليكاشفيلي، عن سعادته «أن يكون موجوداً معنا 3 من أصل 5 من سفراء الخماسية الذين يعطون اهتماماً وعناية لرئاسة الجمهورية والإصلاح بلبنان»، كما عبّر عن سعادته أكثر عندما قرأ بيانهم «الذي أعلنوا فيه ما اتّفقنا نحن وإيّاهم عليه لجهة ضرورة الإسراع بانتخاب رئيس ليكون على رأس الدولة وعلى كرسي لبنان في أي محادثات تبحث مستقبل المنطقة ولبنان».
وقال: «نريد أن يكون بلدنا فاعلاً وشريكاً، وليس متفرّجاً أو أن يدفع فقط أثماناً للحلول التي تعمل على حسابه، بل مشاركاً بحلول تأتي لصالحه»، وأضاف: «نريد رئيساً للجمهورية نتوافق عليه لتحصين عهده لكن إذا كان هناك ناس لا يريدون التوافق فلنذهب إلى ما يقوله الدستور بدورات متتالية فيفوز ديموقراطياً الأقدر، وهذا واجبنا إما بالتوافق الديموقراطي أو بالتنافس الديموقراطي وهكذا يكون لدينا رئيس لجمهورية تشبهنا ونستأهلها وتبني بلداتنا». وقال: «نريد مستقبلاً لا حرب فيه على بلدنا، ولبنان لا يمكن أن يدفع أثماناً من خيرة شبابه لما يحصل في المنطقة، بل يستطيع أن يقاوم بمقاوميه ليحصّن قوّته ومناعته، لكنه لا يستطيع أن يبقى في دوّامة حروب».
بدوره، رأى النائب غسان حاصباني فيه إيجابيات عدة، متوقّفاً عند بعضها وقال: «النقطة الأولى، المشاورات وهي طبيعية بين القوى السياسية على أي موضوع كان. أما النقطة الثانية، فهي تحديد مهلة زمنية. ثالث نقطة، فتح مجلس النواب فوراً لدورات متعدّدة ومتتالية. هذه نقطة لم تكن مذكورة سابقاً بوضوح ونحن طالبنا بهذا الأمر منذ اليوم الأول. أما النقطة الأخيرة فهي تلقّف مبادرة كتلة «الاعتدال» وهذه المبادرة أيضاً وافقنا عليها».
النائب ميشال الدويهي رفض أن يدير رئيس مجلس النواب نبيه بري الحوار «فهو طرف أساسي» وقال «هو في الوقت نفسه رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة فهناك فراغ في رئاسة الحكومة والثنائي الشيعي هو المتحكّم بقرار الحكومة».
رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل دعا الى «تحرير لبنان من سطوة «حزب الله» المسؤول عن عدم وجود رئيس جمهورية وتشكيل حكومة وحرب الجنوب وعدم قيام الإصلاحات المطلوبة لحل المشكلة الاقتصادية، لأنّ همّه أن يبقى لبنان خارج كل المنظومات المالية حماية لأمواله غير الشرعية وهرباً من أي رقابة».
على الضفة المقابلة، اعتبر رئيس المجلس التنفيذي لـ»حزب الله» السيد هاشم صفي الدين أن المقاومة أثبتت على الحدود الجنوبية «أنها تمتلك خيارات كثيرة في المواجهة، ليس آخرها عملية إسقاط المنطاد؛ خياراتنا متعدّدة وكفيلة بنجاح وتفوّق قدرتنا على استنزاف العدو، وإذا أراد العدو الاستمرار في المعركة فنحن جاهزون لاستخدام أسلحة جديدة، قد نجرّبها في ميدان المواجهة». ووصف المرحلة الراهنة بـ»مرحلة المتغيرات الكبيرة، وما يحصل في غزة وعلى الحدود والمنطقة لا شكّ يحمل دلالات كبيرة في تشكيل تلك المتغيّرات أبرزها هشاشة التخبّط الواضح للعدو الإسرائيلي».
وفي الحركة السياسية، زار المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري، متروبوليت بيروت وتوابعها المطران الياس عوده للمعايدة وللتباحث في الوضعين الأمني والعام.
وللقمة العربية التي اجتمعت في المنامة، قال المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان: «لبنان يحتاج للعرب كعامل جامع وسند ضامن للمصلحة الوطنية، وقبل لبنان قطاع غزة يحتاج العرب وموقفهم ومساندتهم في مواجهة أسوأ إرهاب صهيوني إقليمي على الإطلاق، ويجب ألا ينفذ جزار غزة «نتنياهو» بجلده». وأكد أنه «لا بد من تسوية رئاسية على قاعدة «رابح رابح»، وليس فينا من يربح بخسارة شريكه الوطني، وبأي مفصل سياسي أو دستوري يجب تأمين الشراكة الإسلامية المسيحية، ولا عيش مشترك من دون المسيحيين، ولا عدالة سياسية بلا تمثيل مسيحي كامل».
أمنياً، أعلنت مديرية أمن الدولة في بيان، أن» دوريّات من مديريّتَي بيروت وجبل لبنان، قامت بتنفيذ خطّة أمنيّة لضبط الأمن على طريق المطار خلال الليل، تضمّنت دوريّات راجلة لعناصر من أمن الدولة، وتركيز حواجز تفتيش متنقلة في المنطقة».