ستيفاني غصيبه

"لعبة حب"...مسلسل لـ"تقطيع الوقت"

لا يهدف الفنّ السابع دائماً الى تثقيف المشاهد أو معالجة القضايا الاجتماعية أو الاضاءة على حقائق معينة؛ فقد تقتصر مهمّة فيلم أو مسلسل على الترفيه أحياناً فحسب، كما هي حال مسلسل «لعبة حب» الذي يعرض حاليّاً على منصّة «شاهد».

مالك ورامي



«لعبة حبّ» مقتبس من المسلسل التركي «حبّ للإيجار» (Kiralik Ask) الذي لاقى رواجاً كبيراً في تركيا وخارجها. وتولّى منتجو النسخة العربيّة مهمّة الاقتباس بدقّة عالية، إذ انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تقارن بين النسختين. والاختلافات شبه غائبة، خصوصاً من الناحية الإخراجيّة في «الكدراج» والإضاءة واللقطات...

ومن بين المسلسلات المخصّصة لـ «تقطيع الوقت»، «لعبة حبّ» أخفّها وأقلّها سخافة وتصنّعاً. بالطبع، لا يخلو الأمر من بعض « الكليشيه»، لكنّ الأمر ممتع أحياناً، حيث يمكّنك من نسيان تعب النهار لنحو أربعين دقيقة يومياً...

البطل جميل، رومانسيّ، غنيّ، غامض، وصاحب سلطة في الشركة التي أسسها. هي من عائلة فقيرة، دائماً مرتبكة، وليست مهتمّة في إغرائه، على عكس الفتيات الأخريات. مواصفات تكاد تتطابق مع غالبيّة القصص الرومانسيّة - الكوميديّة العربيّة والأجنبيّة على حدّ سواء، ولو اختلفت التفاصيل.



مالك وسيرين



في تفاصيل «لعبة حب»، تجد «سما» (نور علي) نفسها في مأزق ماديّ بسبب شقيقها. فتعرض عليها «الستّ فريدة» (زوجة عمّ «مالك» وتؤدّيها شكران مرتجى) عرضاً قد ينتشلها من مصيبتها، لكنّ الشروط محدّدة والخطّة دقيقة. تقبل البطلة، ومهمّتها، أن توقع في حبّها «مالك الأسعد» (معتصم النهار)، من خلال مرافقته اليوميّة كمساعدته الخاصّة.

لا داعي للتنبّؤ حول النهاية، فعلى الرغم من أنّنا ما زلنا في الحلقة الـ30 من حلقات مرجّح أن تصل إلى 90، ومن دون مشاهدة النسخة التركيّة، نعرف أنّه بانتظار «مالك» و»سما» نهاية تشبع جوعنا إلى النهايات السعيدة.

وجهان لبنانيّانفي هذا المسلسل الذي تهيمن عليه أغلبيّة من الممثلين السوريين، يبرز وجهان لبنانيّان ببعد جديد لم نعتد عليه، هما جو طراد وساشا دحدوح.

«رامي» (جو) و»سيرين» (ساشا) كانا حالاً واحداً في بداية القصّة. «رامي» واقع في حبّ «سيرين»، الغارقة في حبّ «مالك». لكنّهما أمام مفترق طرق وأمام قصص حبّ جديدة، قد تلغي حالة الحبّ من طرف واحد التي يعانيان منها. وبالرغم من أنّ دوريهما ثانويّان، فهما يضفيان نكهة على سياق الأحداث.



مالك وسما



«سيرين» امرأة ناجحة تعمل في مجال يتطلب منها الكثير من القوة والذكاء، وساشا دحدوح تلبس هذا الدور حتّى أطراف أصابعها، حرفيّاً. فمن يتابع المسلسل، لا يمكنه أن يتخيّل «سيرين» من دون حركة أصابعها.

من هنا، يأتي تميّز ساشا بشخصيّة «سيرين الحيّة» على قول «الست فريدة». هذه الشخصيّة الضعيفة والقويّة في آن، التي تعرف تماماً ما تريد ولا تعرف أبداً. وهذا التناقض، تعرف دحدوح أن تنقله جيّداً.

أمّا «رامي»، فهو عكس ذلك تماماً. قبل أن يقع في حبّ «سما»، كان مقتنعاً أنّ حبّه العميق قادر على تغيير «سيرين» إلى الأفضل. وعدا عن قصص حبّه التي لا تنتهي، فان شخصيّة «رامي» النشيطة والمتحمّسة بلا انقطاع توازن شخصيّة «مالك» الهادئة والباردة، أكثر من اللزوم أحياناً. بذلك، يمثّل جو طراد العبارة الإنكليزية Life of the party في كلّ المشاهد التي يوجد فيها.