محمد دهشة

أزمة إخراجات قيد في سراي صيدا وسعد لن يستقيل من مجلس النواب

20 آب 2020

02 : 00

النائب سعد مُستقبلاً وفد تجمّع المؤسّسات الأهلية في صيدا

مُجدّداً، عادت أزمة إعطاء إخراجات القيد الإفرادية أو العائلية في سراي صيدا الحكومي الى واجهة الإهتمام، بعدما تبلّغت دائرة النفوس قراراً من مدير عام وزارة الداخلية بوقف إعطائها، بسبب فقدان أو عدم وجود أوراق لإخراجات القيد المطبوعة في الداخلية.

لكنّ القرار سرعان ما أُرفق بتعديل حصر فيه إعطاء الإخراجات بالحالات الطارئة من متبقّيات الأوراق لدى دائرة النفوس وللمواطنين المضطّرين فقط، على أن يُرفق الطلب بعبارة "إنّني لا أملك إخراج قيد قديم وعلى مسؤوليتي المدنية والجزائية" وموقّعة من مختار المحلّة.. وإلّا سيتعرّض المواطن للإستجواب والمحاكمة.

وامتنعت الدائرة عن استلام طلبات الحصول على الإخراجات من المخاتير، واشترطت حضور صاحب العلاقة شخصياً، ممّا أثار غضباً وفوضى وخِشية من أن يساهم الإزدحام في تفشّي وباء "كورونا"، علما أنّها ليست المرة الأولى التي يحصل فيها مثل هذا الأمر. فمنذ مدّة ودوائر النفوس في لبنان تُعاني من شحّ وفقدان في إخراجات القيد وصولاً الى الطوابع المالية، ما اضطرّ بعض دوائر النفوس الى اتّخاذ قرار بالتوقّف حيناً، أو أن يكون الطلب موقّعاً من طبيب أو مستشفى، يشرح فيه سبب الإضطرار، لكن سرعان ما تمّ التراجع عنه، بينما كانت وزارة الداخلية اتّخذت قراراً بوقف العمل بإخراج القيد الإفرادي الحالي المكتوب بخطّ اليد والإستعاضة عنه بإخراج قيد مطبوع، بعدما زوّدت بعض الدوائر بأجهزة كومبيوتر وأجرت دورات تدريبية للموظّفين عليها، لكنّ هذا الأمر لم يحصل، وبقي العمل جارياً بإخراج القيد القديم.

جملة تساؤلات

وأزمة إخراجات القيد كشفت عن بشاعة الأزمات اليومية التي تُلاحق المواطنين في معاملاتهم الإدارية بعد لقمة عيشهم وعملهم، في ظلّ الضائقة المعيشية والإقتصادية والحياتية وارتفاع سعر صرف الدولار والغلاء، حيث زاد الطين بلّة جائحة "كورونا" مع ارتفاع عدد المصابين، واستعداد المدينة كما مختلف المناطق اللبنانية للإقفال قسراً لمدّة أسبوعين، وما سينتج عنه من تداعيات سلبية إضافية.

وهذه الأزمات وعدم محاسبة المسؤولين، حضرت في جملة تساؤلات وجّهها مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان في رسالة ذكرى الهجرة النبوية الشريفة، حيث اعتبر أنّ "أكثر ما نحتاجه اليوم هو قيام دولة العدل والقانون، وهو الكفاءة في المسؤولية والنزاهة في السلطة والحرية في السلوك والعطاء"، مُتسائلاً: "هل يقوم لبنان من دون محاسبة المسؤول عن خرابه وفساده ومعاقبته؟ هل يقوم لبنان من دون عدل وحرية ومساواة وحقّ وكرامة؟ وهل يقوم لبنان من دون ثقافة وحدة وطنية وسلم أهلي وعيش مشترك؟ وهل يقوم لبنان من دون قضاء مستقلّ حرّ ونزيه؟ وهل يقوم لبنان وعاصمته بيروت تسأل من فعل هذا بي ولماذا ومن هو المسؤول؟ وهل يقوم لبنان من دون محاسبة المسؤول عن خرابه وفساده ومعاقبته من دون استثناء؟ هل يقوم لبنان وشبابه تغادره وتهاجر؟ اليوم أكثر ما نحتاجه لقيام دولة العدل والقانون، الكفاءة في المسؤولية والنزاهة في السلطة، والحرية في السلوك والعطاء.

إستشارات وبقاء

في المقابل، كشف الأمين العام لـ"التنظيم الشعبي الناصري" النائب الدكتور أسامة سعد أنّ مروحة الإستشارات التي أجراها على خلفية انفجار مرفأ بيروت الكارثي، أكّدت أهمية بقائه في المجلس من أجل رفع صوت الناس والمطالبة بحقوقهم، قائلاً: "إنّ المجلس ليس سوى ساحة نضال إضافية، وإنّ النضال مع الناس المنتفضين في الشوارع والساحات يبقى هو الأساس كما كان قبل النيابة، واستمرّ خلالها"، موضحاً أنّ "غالبية من استشارهم أشاروا إليه بعدم الإستقالة، بل العمل على الإستفادة بالقدر المتاح من عضوية المجلس، من أجل خدمة قضايا الناس وتعزيز معركة التغيير".

وخلال استقباله ممثّلين عن الجمعيات والمؤسسات الأهلية التطوعية في منطقة صيدا، التي تشارك في أعمال الإغاثة وإزالة الركام والترميم في أحياء بيروت برئاسة أمين سر تجمّع المؤسسات الأهلية ماجد حمتو، أكّد سعد مسؤولية المنظومة السياسية والمالية الحاكمة عن جريمة المرفأ نظراً لتغطيتها لكلّ أشكال الفساد والإهمال التي تمارسها الإدارة والأجهزة المعنية بأمن المرفأ، والتي تُهيمن عليها الزبائنية والمحسوبيات. وهذه المسؤولية تُضاف إلى مسؤوليتها عن الإنهيارات الكبرى، السياسية والمالية والإقتصادية والإجتماعية التي تسبّبت بها هذه المنظومة".

متابعة "كورونا"

وارتفع عدد المصابين بفيروس "كورونا" في مستشفى صيدا الحكومي، حيث يستقبل حالياً عشرة مُصابين من لبنانيين وجنسيات متعدّدة، ومن مناطق صيدا وصور وبيروت وطرابلس، بعدما سجّل في وقت سابق وفاة حالتين متأثرتين بإصابتهما. وأوضح رئيس مجلس إدارة المستشفى الدكتور أحمد الصمدي أنّ العمل لتجهيز باقي أقسام المستشفى لا يزال مستمرّاً، وانّنا نبذل جهوداً مُضاعفة لتسريع استخدام جهاز الـ PCR لمواكبة الوضع الصحّي الحالي المتّصل بـ"كورونا".

وعاود مستشفى "الهمشري" في صيدا التابع لـ"جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني" عمله كاملاً، بعد إقفال عدد من أقسامه بهدف تعقيمها، وإعلان مديره الدكتور رياض أبو العينين أنّ نتائج كافة العاملين في المستشفى الذين خضعوا لفحوصات الـ PCR جاءت سلبية، بما فيها نتائج الفحوصات السابقة التي كانت غير مؤكّدة.


MISS 3