جاد حداد

An Easy Girl... حكاية صيفية خفيفة

22 آب 2020

02 : 00

اختير فيلم An Easy Girl (فتاة سهلة) للمخرجة ريبيكا زلوتوفسكي ليُعرَض خلال أسبوع المخرجين في مهرجان "كان" في العام 2019، وهو من بطولة زاهية دهار وبونوا ماغيمال ومينا فريد. تتمحور القصة حول "نعيمة" (مينا فريد) التي تبلغ 16 سنة وتعيش في مدينة "كان". فيما تُخصّص ذلك الصيف لاختيار ما تريد فعله في الحياة، تأتي نسيبتها "صوفيا" (زاهية دهار) التي تعيش حياةً صاخبة لتمضية العطلة معها. تعيش الفتاتان معاً صيفاً لا يُنسى.

إنه رابع فيلم طويل للمخرجة زلوتوفسكي، وهي تثبت فيه جرأتها عبر اختيار زاهية دهار لتجسيد دور الفتاة التي يشير إليها عنوان الفيلم. هذا التعاون بحد ذاته يُعتبر جزءاً من عوامل الجذب إلى العمل وهو خيار مناسب من جانب المخرجة. كانت هذه الممثلة الشابة قد أثارت الجدل وأصبحت محور عناوين الصحف منذ سنوات بسبب عدد من القضايا والفضائح. لذا يتوقع الكثيرون أن يكون الفيلم خفيفاً وسخيفاً ويوحي عنوانه أصلاً بضعف المحتوى. تأكد هذا الانطباع حين حضرت زاهية بثوب ضيق يظهر منه لباسها الداخلي الرفيع أثناء مرورها على السجادة الحمراء في مهرجان "كان" لترويج الفيلم. لكن هل يخفي العمل بُعداً أعمق مما يوحي به للوهلة الأولى؟





قد نُكوّن رأياً أولياً خاطئاً عند ظهور بطلة القصة بصورة عارضة الأزياء التقليدية التي تحمل هالة شبيهة ببريجيت باردو، فتستغل مظهرها الخارجي لمصلحتها. لكن سرعان ما يتبيّن أنها ذكية أيضاً ولا تريد أن تكون أداة إغراء بكل بساطة. تحمل شخصية "صوفيا" والممثلة التي تُجسّدها بُعداً عميقاً يستحق الاستكشاف. يتّضح هذا الجانب حين تحاول الشخصية التي تؤديها الممثلة كلوتيلد كورو في الفيلم أن تغيظ "صوفيا" عندما تخبرها بأنها تفتقر إلى الثقافة: إنه مشهد لا يُنسى وتتقبّل فيه جميع الشخصيات مظاهر السخرية من الذات.

يشمل الفيلم حوارات متقنة تتماشى على أكمل وجه مع شخصية "صوفيا"، علماً أن السيناريو المقترح عُدّل جزئياً على يد زاهية دهار لإعطائه طابعاً عفوياً. تجتمع جميع العناصر اللازمة لإقناع المشاهدين بموهبة هذه الممثلة التي انطلقت في مسيرتها وقد تصبح شبيهة بصوفيا لورين مستقبلاً.

ربما يتمحور الفيلم بشكلٍ أساسي حول الشخصية التي تقدمها زاهية، لكن سيستمتع المشاهدون أيضاً بالأجواء العامة، إذ تدور الأحداث في وسط مدينة "كان" خلال فصل الصيف الدافئ. بعيداً عن الخلفيات الحادة التي استُعمِلت سابقاً في فيلم Grand Central للمخرجة نفسها، ترسم زلوتوفسكي هذه المرة أجواءً مريحة وحيوية لسرد قصة ممتعة. تبدو حكايتها أشبه بدعوة لإطالة فصل الصيف ومزاياه.

تكثر الاكتشافات الكامنة في فيلم An Easy Girl ويمكن رصدها في نظرة البطلة الشابة "نعيمة" التي تكتشف عالماً مختلفاً للمرة الأولى. تُستعمَل المشاهد الجنسية خدمةً للحبكة، ما يثبت رغبة المخرجة في تسليط الضوء على معنى المتعة الحقيقية. لكنّ الحب الموسمي ليس بعيد المنال ويتّضح هذا الجانب عبر نظرات "فيليب" (بونوا ميغاميل) الهادئة تجاه "صوفيا". في النهاية، يقيم الفيلم توازناً مناسباً بين النواحي الجمالية الممتعة والإخراج المتقن وسرعان ما يتلاشى الانطباع السلبي الأول عن القصة مع تقدم الأحداث ولا يعود له أي أثر مع اقتراب النهاية.