بدأ الانفجار الشهير الذي قذف نوافير من الحمم البركانية في سماء جزيرة هاواي في العام 2018 يزيد معلومات العلماء عن قدرات البراكين.
دمّرت سلسلة استثنائية من 12 انفجاراً 700 منزل على الأقل، وهجّرت أكثر من ألفَي شخص، وقد تشكّل آلية جديدة بالكامل وراء انفجار البراكين.
عملياً، لم تتغير معطيات كثيرة على مستوى درجات الحرارة أو التركيبة الكيماوية في أكثر البراكين نشاطاً في العالم قبل أن تنفجر فجأةً. أمام هذه البيانات، افترض علماء البراكين في العام 2019 أن الانفجارات على طول منطقة الصدع الشرقي لبركان «كيلاويا» في هاواي قد تنجم عن آلية «صاروخ ستومب». يشير هذا الصاروخ إلى لعبة حيث يدوس المستخدم على شريط منتفخ لدفع الهواء نحو أنبوب وقذف «الصاروخ» المتّصل به في الجو.
في ما يخص بركان «كيلاويا»، افترض عالِما البراكين ديفيد شيلي وويستون ثيلين من الهيئة الأميركية للمسح الجيولوجي أن القدم التي تقوم بحركة الدوس هي الأرض الواقعة فوق حجرة الحمم البركانية المنهارة، ما يؤدي إلى قذف الغازات والصخور والحمم من عمق الأرض إلى العالم في الأعلى. اليوم، يعتبر باحثون من جامعة «أوريغون» الأميركية وجامعة «سيشوان» الصينية آلية «الدوس بالقدم» احتمالاً ممكناً.
وقعت انفجارات بركان «كيلاويا» حين كانت قمة البركان في أولى مراحل الانهيار، أي بعد استنزاف كمية صهارة كافية من الخزان لجعل الصخرة القشرية المتراكبة تسقط نحو الأسفل تحت تأثير ثقلها. انهار بركان «كيلاويا» عبر سلسلة من الهزات الأرضية المتقطعة، حيث انزلقت الصخرة الواقعة فوق خزان الصهارة نحو الأسفل فجأةً وخفّضت حجم الخزان.
يمكن استعمال أثر آلية «الدوس» لتفسير توقيت أول تسعة انفجارات في العام 2018، ما يعني أنها الدينامية الطاغية في هذه العملية. إنه أول انفجار بركاني يدفع العلماء إلى التفكير بهذا العامل الجديد، لكن كان انهيار فوهة البركان جزءاً من خصائص انفجارات أخرى في الماضي، ما يعني أن هذه الآلية قد تكون شائعة أكثر مما افترض العلماء.
سيكون استكشاف طريقة انفجار البراكين أساسياً لتوقّع أي انفجارات مستقبلية والاستعداد لها مسبقاً. كان انفجار بركان «كيلاويا» في العام 2018 فرصة مفيدة لاستخلاص الدروس من الكوارث.