حتى البراكين الخامدة تخفي مفاجأة مدوّية في أعماقها

02 : 00

تسلّط دراسة جديدة عن بركان «شيومادول» في رومانيا الضوء على سرعة وقوة انفجار البراكين الخامدة منذ فترة طويلة.

يُعتبر بركان «شيومادول» من أحدث البراكين في شرق ووسط أوروبا، لكنه لم ينفجر منذ 30 ألف سنة تقريباً. استناداً إلى تحليل جيولوجي دقيق، تعمّق فريق من العلماء الأوروبيين في دورة النشاطات البركانية التي مرّ بها بركان «شيومادول» خلال آلاف السنين.

أراد الباحثون استكشاف التغيرات الحاصلة في نوع الانفجار البركاني خلال فترة زمنية طويلة، بدءاً من تدفق الحمم البركانية بسلاسة نحو الأسفل وصولاً إلى الانفجار الأكثر خطورة الذي يترافق مع إطلاق مفاجئ للغازات والحمم البركانية تحت ضغط قوي.

أجرى الباحثون دراسة دقيقة حول البلورات والمعادن الموجودة داخل الصخور البركانية في محيط بركان «شيومادول»: وقد حصل الخبراء على أدلة مرتبطة بظروف الانفجار البركاني وتوقيت نشوئه بفضل التركيبة الكيماوية لتلك الصخور وكمية المياه فيها.

بعد التأكد من وجود حقبة انفجارات وافرة في السابق، ركّز العلماء هذه المرة على أحدث فترة شهدت هذا النوع من الانفجارات، منذ مدة تتراوح بين 56 و30 ألف سنة.

يكشف التحليل وجود منطقتَين من الصهارة: منطقة عليا على عمق 8 إلى 12 كلم، ومنطقة سفلى على عمق 16 إلى 40 كلم. يبدو أن طريقة دخول الصهارة إلى السطح تتوقف على أصل تلك الصهارة التي يُعاد شحنها.

هي تتألف في معظمها من غلاف صخري منصهر، ثم تسمح المواد الكيماوية بإطلاقها ببطء. لكن إذا دخلت الطبقة المحيطية إلى هذا الخليط، تصبح العناصر الكيماوية أكثر تفجّراً.

يظن الباحثون أن البلورات وكميات المياه المتزايدة في الصهارة والمنبثقة من منطقة إعادة الشحن تؤثر على الانتقال من التحركات السلسة إلى الانفجارات المدوّية بعد استراحة امتدت على 10 آلاف سنة تقريباً.

تقول عالِمة الكيمياء الجيولوجية، باربرا سيريب، من جامعة «يوتفوس لوراند»: «تنجم معظم الانفجارات الأخيرة عن تحركات متفجرة وأكثر خطورة مقارنةً بالفترة الناشطة سابقاً. من الضروري إذاً أن نعرف سبب هذا التغيير في أسلوب الانفجار البركاني».

من المعروف أن الانفجارات القوية قد تنبثق من البراكين التي كانت خامدة منذ فترة طويلة، لذا من الضروري أن نجمع معلومات إضافية حول تلك العملية. قد لا ينفجر بركان «شيومادول» في أي وقت قريب، لكن يمكن الاستفادة من دراسته في مطلق الأحوال.

قد يستفيد العلماء من هذا البحث لأنه يسهم في رصد مؤشرات أي انفجار بركاني وشيك. وفي ما يخص حوالى 1350 بركاناً ناشطاً حول العالم، يبقى تلقي تحذيرات مبكرة أفضل طريقة للحفاظ على السلامة العامة.

في النهاية، يكتب الباحثون في تقريرهم: «يطرح انفجار البراكين، بغض النظر عن قوته، مخاطر كبرى على المجتمع المعاصر، لكن غالباً ما يستخف به الكثيرون».

نُشرت نتائج الدراسة في مجلة «مساهمات في علم المعادن والبترول».

MISS 3