يوم الجمعة الماضي، توّجت موسوعة غينيس للأرقام القياسية نبتة سرخس صغيرة وغير لافتة ظاهرياً كحاملة أكبر جينوم على وجه الأرض. هي لا تنمو إلا في جزيرة بعيدة من منطقة المحيط الهادئ.
يشمل هذا السرخس الواقع في كاليدونيا الجديدة حمضاً نووياً في نواة خلاياه بنسبة تفوق البشر بخمسين مرة على الأقل.
يذكر العلماء في دراستهم الجديدة أن الحمض النووي المأخوذ من إحدى خلايا السرخس قد يصل إلى 106 أمتار عند فتحه. في المقابل، يقتصر طول الحمض النووي البشري على مترَين.
بالنسبة إلى النباتات، تعني الخلايا الأكبر حجماً أن يتضخم حجم مسام الأوراق مثلاً، ما يؤدي إلى إبطاء نموها. يصعب أيضاً إنتاج نُسَخ جديدة من جميع أجزاء الحمض النووي، ما يعني تراجع قدراتها الإنجابية.
بعبارة أخرى، تظهر أكبر الجينومات في النباتات المعمّرة التي تكون بطيئة النمو، إذ يصعب عليها أن تتكيّف مع العوامل العدائية أو تتحمّل المنافسة. لهذا السبب، قد يؤثر حجم الجينوم على طريقة تجاوب النباتات مع التغير المناخي، فتتبدّل استعمالات الأراضي وتظهر تحديات بيئية أخرى من صنع البشر. ربما يشمل العالم جينومات أكبر حجماً في أماكن لا تزال مجهولة، لكن يظن العلماء أن نبات السرخس يقترب من الحد الأقصى على الأرجح.
توضح إيليا ليتش، باحثة في «الحدائق النباتية الملكية» في منطقة «كيو» البريطانية: «لا أفهم حتى الآن آلية عمل الكائنات الحية التي تحمل هذا الكم من الحمض النووي. يجهل العلماء ما تفعله معظم أجزاء الحمض النووي في هذا النوع من الجينومات الضخمة. يعتبرها البعض مجرّد «خردة»، لكن يُعبّر هذا الرأي عن جهلنا. ربما يضطلع هذا الحمض النووي بدور معيّن، لكننا لم نكتشفه بعد».