شربل عازار

سلاح العدد

لقد سبق لأمين عام «حزب الله» السيّد حسن نصرالله أن أعلمنا تلفزيونياً بأنّ لديه مئة ألف مقاتل ومئة وخمسين ألف صاروخ، وذلك إثر غزوة عين الرمّانة، التي رُكِّبَت تعطيلاً للتحقيق في التفجير شبه النووي لمرفأ بيروت الذي دَمَّرَ نصف العاصمة. ويوم استشهاد باسكال سليمان طلب السيّد نصرالله، بكلام «لطيف»!! من «القوات اللبنانيّة» و»الكتائب» و»كلّ مين بِشِدّ ع مشَدُّن»، أن يتأدّبوا. ومنذ أيام توجّه الأمين العام لمعارضي «محور الممانعة» ومعارضي فتح الجبهة جنوباً شاهراً بوجهِهم سلاحاً من نوع آخر هو «سلاح العدد». فقد خاطبهم متهكّماً وشامتاً: «يا منِرجَع مِنْعِد، يا كلّ واحد يعرف حجمو ويحكي عمّا يمثّل، ونحنا أكبر قاعدة شعبيّة، وبكل فخر نحن ننتمي الى جبهة المقاومة كما قال سماحة القائد (أي الإمام الخامنئي)».

كنّا نعتقد أنّ إطلالات أمين عام «حزب الله» غايتها إخافة الكيان الإسرائيلي الغاصِب ومِن ورائه «الشيطان الأكبر أمريكا»، لكنّ الأمور على ما يبدو بدأت تَختَلِط على «الحزب» كما كانت تختلط على «المنظّمات الفلسطينيّة» التي ضَلَّت «الطريق الى القدس» فَاعتَقَدتها تَمُرّ بجونيه وبعيون السيمان.

على سيرة العدد والتعداد، نستذكر هنا قول السَمَوأَل:

«تُعَيِّرُنا أنّا قليلٌ عَدِيدُنا

فقُلْتُ لها إنّ الكرامَ قليلُ.

وعلى كلّ، وَنَعَم وبالتأكيد، معظم مكوّنات الشعب اللبناني ترفض خطف الدولة والدستور وترفض استباحة المرافق والحدود وترفض تحويل لبنان الى ساحة مستباحة «لدولة خارجيّة» لديها أحلامها التوسّعيّة تحت عناوين برّاقة. هل تجرؤون على تنظيم استفتاء فنعرف أين تقف معظم مكوّنات الشعب اللبناني، هل مع «محور الممانعة» أو مع قيام الدولة؟