عادت منطقة البقعة الشمسية المسؤولة عن الأشفاق القطبية القوية التي سطعت فوق معظم نقاط الأرض في بداية شهر أيار إلى الواجهة، وهي تتابع تحركاتها الشائكة.
كانت بقعة AR 3664 مسؤولة عن ومضات عدة من الفئة «إكس»، بما في ذلك أقوى دورة من بين الدورات الشمسية الراهنة، فراحت تدور بعيداً عن الأنظار باتجاه أقصى جانب من الشمس في منتصف أيار الماضي. لم يتمكن العلماء من رؤيتها أثناء دورانها، لكنها عادت للظهور الآن بأسلوب مميز.
حين كانت البقعة الشمسية في طريقها للعودة إلى أفق الشمس وحملت هذه المرة اسم AR 3697، في 27 أيار، انفجرت تلك البقعة وأنتجت توهجاً قوياً آخر من الفئة «إكس». ثم أطلقت أربعة توهجات أخرى من الفئة نفسها منذ ذلك الحين.
لكننا لن نشاهد الآن على الأرجح أي ظواهر مشابهة للعواصف الشمسية التي أنتجتها تلك الانفجارات في بداية أيار. ولم تصدر أي تقارير عن انبعاثات كتلية إكليلية مرافقة لها، ما يعني قذف كتلة ضخمة من البلازما الشمسية والحقل المغناطيسي الذي ينتج الشفق القطبي عند اصطدامه بغلاف الأرض المغناطيسي.
لا يعني ذلك تلاشي البقعة الشمسية AR 3697، بل إنها تبث توهجات أكثر ضعفاً يومياً. في 2 حزيران، أنتجت تلك البقعة توهجَين من الفئة «م» التي تقع تحت مستوى الفئة «إكس» (أضعف منها بعشر مرات)، بالإضافة إلى عشرة توهجات من الفئة «سي» التي تكون أضعف من الفئة «م» بعشر مرات. لن نشاهد آثار هذه الظواهر بوضوح، لكن يرتفع احتمال أن تظهر توهجات إضافية من الفئة «إكس».
أخيراً، تقع منطقة البقعة الشمسية في الوقت الراهن في وسط قرص الشمس تقريباً، ما يعني أن أي انفجارات محتملة ستكون متّجهة نحونا مباشرةً. لا يضمن هذا الوضع تنشيط الانبعاثات الكتلية الإكليلية، لكن يبدو هذا الاحتمال أعلى من المتوقع بكثير.
بدأنا نقترب اليوم من ذروة دورة نشاط الشمس الممتدة على 11 سنة، أو ربما بدأت ذروتها منذ الآن. حتى لو أعطتنا بقعة AR 3697 أفضل صورة على الإطلاق إذاً، قد تظهر منطقة أخرى من البقع الشمسية وتقدّم لنا عرضاً مدهشاً آخر خلال الأشهر المقبلة.