روي أبو زيد

جمعية "سعادة السما" تساعد المتضررين من انفجار بيروت بالوسائل كافة

الأب مجدي علاوي: يا ويل حكامنا من عدالة ربّنا!

27 آب 2020

02 : 00

لم يتوانَ الأب مجدي علاوي خادم جمعية "سعادة السما" يوماً عن تقديم المساعدة الروحية واللوجستية لكلّ محتاج. إذ بالنسبة له يبقى الغذاء الروحي أهم من الجسدي خصوصاً وأننا نعيش في عالم يفتقر الى المحبّة والعلاقات فيه مبنيّة على قاعدة المآرب الفردية.

ومع وقوع زلزال الرابع من آب في بيروت، نزل متطوعو "سعادة السما" الى الأرض، فشمّروا عن سواعدهم وراحوا يساعدون المتضررين لوجستياً، معنوياً ومادياً.

لم يغمض لعلاوي جفن منذ تلك اللحظة، ويقول بصوت تتحكم فيه الغصّة في حديث لـ"نداء الوطن": "المشاهد التي رأيتها مؤلمة وموجعة. الحزن تحكّم في عائلاتنا وغزل خيطان الأوجاع في أزقتنا وشوارعنا".





واعتبر علاوي أنّ "الأيادي البيضاء قلبها دوماً على لبنان"، مردفاً أنه "من قلب الحدث الى قلب أهلنا الموجوعين نعمد لتأمين جرعة أمل ورجاء، وأن نلمس المتألمين لمسة حب تبلسم جراحهم".

ولفت الى أنّ "جمعية سعادة السما كانت موجودة على الأرض المجروحة منذ اللحظة الأولى، إذ تعمد الى تخفيف ولو جزء ضئيل من ثقل الصليب". وأضاف علاوي: "أقدّم الشكر لله وللأيدي المملوءة رحمة وحباً".

وشدد خادم الجمعية على أنّ "مطاعم جمعية سعادة السما تقوم بإعداد الطعام وتقوم بتوزيع أكثر من 1200وجبة ساخنة يومياً، ألف ربطة خبز، ألف سندويش وألف منقوشة عالصاج عند الصباح والمساء في المنطقة الممتدة بين الكرنتينا ومار مخايل ".

وأشار علاوي الى أنّنا "بالإضافة للعمل على الأرض في المناطق المنكوبة، نساعد السجناء في مخفر برج حمود فضلاً عن الجالية الأجنبية من عمال أثيوبيين ومن كينيا عبر تأمين الحفاضات والحليب لأولادهم". وقال: "نزور أيضاً السجناء الأجانب ونطعمهم وأهاليهم المتروكين"، لافتاً الى "سعي الجمعية لتأمين الأدوية عبر مستوصف لها كائن في سن الفيل وآخر في النبعة".

وشدد علاوي على أننا "ندعم أصلاً البيوت التي ترزح تحت خط الفقر"، مردفاً أننا "قمنا بتأمين عفش منزل بالكامل فضلاً عن الأدوات الكهربائية، والآن نستعد لتأمين حاجيات منزل متواضع آخر". وقال علاوي: " نقوم كذلك بدفع إيجارات المنازل وفواتير الكهرباء والموتور".

واعتبر خادم الجمعية أنه "حين كبُر الوجع وثقلت الهموم، وضعنا يدنا بيد أهلنا وبفضل المحسنين الذين آمنوا بجمعية سعادة السما"، مردفاً أنّ " الأمانة غالية ووصلت بأمان للموجوعين بمبلغ تخطت قيمته الـ 31800يورو و8300 دولار، فضلاً عن توزيع أدوية لـ 70 عائلة، وبرادات وطبّاخات غاز ومراوح للمتضررين في منطقة الكرنتينا".

ولفت الى أننا "لا نفرّق بين منطقة أو ديانة أو عرق أو لون. نحن مسيحيّون، والمسيحية الحقيقية هي عيش المحبة. كيف يمكننا أن نصلّي أو نسجد أمام القربان إن لم نحترم الآخر ونحبّه".

وأضاف علاوي: "جمعية "سعادة السما" موجودة في 23 مركزاً في لبنان، وهذه المراكز تحاول تأمين الأفضل لكلّ من يلتجئ إليها. نحن لا نرجم أحداً بل نحضن ونحبّ ونقبل كلّ إنسان بكلّ سيئاته وحسناته".

وختم علاوي قائلاً: "المصيبة كبيرة، القهر والوجع قصصهما لا تنتهي، ومع كل قصّة تولد غصة لشعب ينزف ظلماً ويعاني من إهمال الحكام". وقال بحزم: "يا ويل حكامنا من عدالة ربّنا!"

وأشار علاوي الى أننا "لو عرفنا أن نحبّ فعلاً لكنّا تفادينا الأمراض والأوبئة والأوضاع الكارثية التي نتخبّط بها. لكننا للأسف لا نعرف كيف نحبّ".

واعتبر أنّ "مشكلتنا كبشرية نقص المحبة، لأنّ محبتنا ناقصة دوماً ومرتبطة بغاية أو مصلحة. نحن "ما عرفنا نحب" والكورونا ليس من الله أبداً، لأنه إله رحمة ومحبة. إذ كيف يمكن لإله افتدانا بدمه أن يجعلنا عرضة للموت والمرض؟"

وناجى علاوي الرب قائلاً: "يا رب كن مع شعبك وأفض برحمتك عليهم وساعدنا كي نكون دوماً رسل رحمة وحب في أرض الرسالة. يا رب الوطن موجوع ووحدك الطبيب والشافي".

الإتصال بالأب مجدي علاوي على 03125347

أو التواصل عبر صفحة جمعية «سعادة السما» على «فيسبوك»: www.facebook.com/abounaMajdiAllawi


MISS 3