أكد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عزمه على إلغاء أوامر خلفه جو بايدن المتعلّقة بالهجرة غير الشرعية، خلال لقاء انتخابي في مدينة فينيكس في ولاية أريزونا المتأرجحة الخميس، كان الأوّل الذي يعقده منذ إدانته في قضية جنائية. ولوّح المرشّح الجمهوري للرئاسة بـ»سلاح» فرض رسوم على الدول التي لا تضبط تدفق المهاجرين إلى الولايات المتحدة، في وقت تظهر استطلاعات الرأي أهمية قضية الهجرة للناخبين الذين سيضطرّون مرّة جديدة للاختيار بين بايدن وترامب في الانتخابات الرئاسية المقرّرة في 5 تشرين الثاني.
ويأتي كلام ترامب بعدما قرّر بايدن الثلثاء فرض قيود جديدة على دخول المهاجرين لضبط «الأمن» عند الحدود مع المكسيك، في محاولة لمعالجة إحدى أبرز نقاط ضعفه السياسية في معركة إعادة انتخابه أمام ترامب. ويسمح الأمر التنفيذي الصادر عن بايدن بعد طول انتظار، للمسؤولين، بالتصدّي لطالبي اللجوء والمهاجرين عندما يصل عددهم إلى 2500 يوميّاً، لكنّه سيسمح لطالبي اللجوء بالدخول مجدّداً ما أن يتراجع العدد اليومي إلى 1500.
وبينما يرى مراقبون أن قرار بايدن الأخير يحتوي على عدّة ثغرات تحول دون تحقيق النتيجة المطلوبة، اعتبر ترامب أن قرار بايدن هو «لصالح الاجتياح وتجار الأطفال وتجار المخدّرات»، مؤكداً أنه «في اليوم الأوّل لإدارتي، سأُلغي الأمر التنفيذي المُشين للمحتال جو»، على وقع تصفيق أنصاره. وكشفت وكالة «فرانس برس» في تقرير لها أن المهاجرين غير الشرعيين يواصلون دخول الأراضي الأميركية بشكل غير قانوني عبر الحدود مع المكسيك، رغم إجراءات الإغلاق الموَقتة التي أعلنها بايدن.
وعندما سأل أحد المشاركين في اللقاء ترامب عمّا سيقوم به لوقف تدفق المهاجرين غير الشرعيين إلى الولايات المتحدة عبر الحدود الجنوبية، بما يشمل مهاجرين من الصين ودول الشرق الأوسط، أكد ترامب أنه سيتّخذ إجراءات اقتصادية للتعامل مع المسألة، موضحاً أنه «لدينا قوّة اقتصادية هائلة وإذا تصرّفت الصين أو دولة أخرى بشكل سيّئ، لدينا أمور تُسمّى رسوماً وهي شديدة للغاية». وحذّر من أنه «سنكون قساةً للغاية، وإذا لم يتصرّف بلد ما كما يجب، سنفرض رسوماً جمركية» ضخمة عليه، متوعّداً بـ»أكبر عملية ترحيل في التاريخ».
تجدر الإشارة إلى أن بايدن فاز بولاية أريزونا بفارق 10 آلاف صوت فقط عن ترامب في انتخابات 2020، ويتوقع أن تكون الولاية هذا العام كذلك محورية في ترجيح كفة أحدهما على الآخر. وتعهّد ترامب بـ»إنقاذ ولاية أريزونا» إذا فاز في الانتخابات، بينما من المقرّر أن يعقد ترامب لقاءً انتخابيّاً في ولاية نيفادا المتأرجحة أيضاً الأحد.
وردّاً على انتقادات ترامب، اعتبر بايدن خلال مقابلة عبر شبكة «أي بي سي» أنه «كان لدينا اتفاق وكان أوسع بكثير من هذا وأفضل بكثير وأكثر قبولاً في كلّ المجالات، واتصل هاتفياً (ترامب) وأخبر الجمهوريين لكي لا يدعموه، إذ اعتبر أنه سيُساعد بايدن»، في إشارة إلى اتفاق حول الهجرة بين جمهوريين وديموقراطيين في مجلس الشيوخ لم يُبصر النور، إذ اعتبره ترامب والنواب الجمهوريون غير كافٍ لمعالجة المعضلة. ورأت حملة بايدن أن ترامب ينتقد سياسات بايدن حول الهجرة «من أجل نفسه وليس من أجلكم».
من جهة أخرى، استبعد بايدن إصدار عفو عن نجله هانتر إذا جرت إدانته بتُهم جنائية فدرالية بأنه كذب في شأن إدمانه المخدّرات بهدف شراء سلاح ناري عام 2018، لافتاً إلى أنه سيحترم الحكم. وهذه هي المحاكمة الأولى لإبن رئيس أميركي في منصبه ويُمكن أن يواجه هانتر عقوبة السجن لمدّة تصل إلى 25 عاماً، إذا ثبتت إدانته.
ودفع هانتر بأنه غير مذنب في 3 تُهم تتعلّق بحيازته سلاحاً ناريّاً أثناء تعاطيه المخدّرات. ويقول فريق الدفاع عنه إنّه كان يتعافى في ذلك الوقت، لذلك كان صادقاً عندما أشار في الأوراق إلى أنه لم يكن متعاطياً للمخدّرات.