تواصلت الضربات الإسرائيلية على قطاع غزة في اليوم الـ245 من الحرب أمس، فيما تشاركت الدولة العبرية ومعها حركتَا «حماس» و»الجهاد الإسلامي» في أن تكون مُدرجة على «لائحة العار» الأممية المتعلّقة بعدم احترام حقوق الأطفال في النزاعات، في قرار صادر عن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الذي يُفترض أن يدخل حيّز التنفيذ رسميّاً هذا الشهر، وفق وكالة «فرانس برس».
وفي وقت سابق، ذكرت إسرائيل أنّها أُخطرت بقرار غوتيريش إدراجها على «لائحة العار»، مبديةً «صدمتها واشمئزازها» من القرار. ورأى السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان في بيان أنّه «قرار غير أخلاقي يُساعد الإرهاب» ويُكافئ «حماس»، معتبراً أن «الشخص الوحيد الذي وضع على اللائحة السوداء اليوم هو الأمين العام. عار عليه!».
على صعيد الحراك الديبلوماسي، يتوجّه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأسبوع المقبل إلى الشرق الأوسط للدفع قُدماً باقتراح رئيسه جو بايدن لوقف إطلاق النار بين إسرائيل و»حماس». وهذه الجولة، الثامنة لبلينكن في المنطقة منذ 7 تشرين الأوّل، ستجري من الإثنين حتّى الأربعاء، وستشمل إسرائيل ومصر وقطر والأردن، وفق الخارجية الأميركية.
وأوضح المتحدّث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر في بيان أنّ بلينكن «سيؤكّد على أهمية قبول «حماس» المقترح المطروح على الطاولة، والذي يكاد يكون مطابقاً للمقترح الذي وافقت عليه «حماس» الشهر الماضي». وكشف أنّ بلينكن «سيُناقش كيف سيُفيد اقتراح وقف إطلاق النار كلّاً من الإسرائيليين والفلسطينيين»، مشيراً إلى أنّ بلينكن «سيؤكّد أنّ (المقترح) سيُخفّف المعاناة في غزة، وسيُتيح زيادة هائلة في المساعدات الإنسانية، وسيسمح للفلسطينيين بالعودة إلى أحيائهم».
في سياق متّصل، أثارت روسيا والصين، اللتان تتمتّعان بحق النقض في مجلس الأمن الدولي، مخاوف في شأن مشروع القرار الأميركي الذي يدعم «مقترح بايدن» لوقف إطلاق النار في غزة. كما أفاد ديبلوماسيون أن الجزائر، الدولة العربية الوحيدة العضو في المجلس، أشارت أيضاً إلى عدم استعدادها لدعم النصّ، وفق وكالة «رويترز».
ميدانيّاً، قصفت القوات الإسرائيلية مركزاً للنازحين تُديره وكالة «الأونروا» في مخيّم الشاطئ في مدينة غزة، غداة قصف دامٍ على مركز آخر تُديره الوكالة في مخيّم النصيرات وسط القطاع. وزعم الجيش الإسرائيلي أنه قصف مدرسة كان يتحصّن فيها «إرهابيون»، بينما سارعت «حماس» إلى التنديد بـ»جريمة جديدة»، موضحةً أن الضربة أسفرت عن مقتل 3 مدنيين.
كما أفاد شهود عيان وكالة «فرانس برس» بقصف إسرائيلي شرق دير البلح وإطلاق نار كثيف بالقرب من مخيّم البريج، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه «قضى على عشرات الإرهابيين» في شرق البريج ودير البلح. ونشر الجيش لقطات لجنود في مدينة رفح.
في الموازاة، ذكرت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) أنها «نجحت في إعادة الرصيف الموَقّت إلى غزة، ما يُتيح الاستمرار في ايصال المساعدات الإنسانية التي تشتدّ حاجة سكّان غزة إليها»، متوقّعةً «استئناف تسليم المساعدات الإنسانية من البحر في الأيام المقبلة»، وذلك بعدما تعرّض هيكل الرصيف لأضرار بسبب عاصفة وإصلاحه في ميناء إسرائيلي قريب.
وكان لافتاً بالأمس التقييم الاستخباراتي الأميركي الذي نشرته شبكة «سي أن أن»، والذي كشف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعتقد أنه سيكون قادراً على «التملّص» من تحديد خطّة واضحة لـ»اليوم التالي» لحرب غزة، رغم الضغوط التي تُمارسها عليه واشنطن، فيما سيُلقي نتنياهو خطاباً أمام الكونغرس الأميركي بمجلسَيه في 24 تموز، بحسب ما أعلن رئيس مجلس النواب مايك جونسون وزعيم الأقلّية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل.
وبعدما هدّد عضو «حكومة الحرب» بيني غانتس الشهر الماضي بأنّه سيستقيل من الحكومة إذا لم يوافق نتنياهو على خطّة ما بعد حرب غزة بحلول 8 حزيران، كشف غانتس أنه سيعقد مؤتمراً صحافيّاً اليوم، في حين ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنه من المرجّح أن يُعلن استقالته من الحكومة. والأسبوع الماضي، قدّم حزبه «الاتحاد الوطني»، مشروع قانون لحلّ الكنيست وإجراء انتخابات مبكرة.