محمد دهشة

النفايات تتكدّس في صيدا... من أزمة مالية إلى بيئية

10 آب 2019

01 : 36

النفايات مكّدسة في شوارع صيدا

بدأت النفايات تتكدس في شوارع مدينة صيدا وأحيائها لتنذر بأزمة بيئية، بعدما توقفت إدارة معمل فرز النفايات الصلبة الحديث في منطقة سينيق – جنوب صيدا، عن العمل منذ ثلاثة أيام بعد امتناع الوزارات المعنية عن دفع المستحقات المالية لإدارة المعمل منذ أشهر.

واحتشد عمال وعاملات المعمل الذين يستقبلون أيام عيد الأضحى من دون رواتب، داخل باحة المعمل ورفعوا صوتهم من دون أن يلقى أذاناً صاغية من الوزارات المعنية، فيما عبّرت أوساط بلدية صيدا عن استغرابها واستيائها من قيام إدارة المعمل بهذه الخطوة من دون التنسيق المسبق معها، ما يسبب أزمة نفايات على أبواب العيد.

وعبّرت أوساط صيداوية لـ"نداء الوطن" عن استغرابها الشديد لهذه "الخطوة الأحادية"، متسائلةً: "كيف أن إدارة المعمل تطفئ محركات الآلات من دون تنسيق مع بلدية صيدا تاركةً أكوام النفايات في شوارع المدينة ومنطقتها لتنال منها حرارة شهر آب، وتنتشر الروائح الكريهة وتتكاثر الحشرات والقوارض، الأمر الذي يثير الشك ويبعث على الريبة، خصوصاً أنّ هذا التحرك يأتي عشية عيد الأضحى، وعطلة رسمية لا يمكن خلالها صرف أي أموال".

وتساءلت الأوساط نفسها، كيف أن إدارة المعمل تفرض على المواطنين والبيئة في صيدا تبعات أزمتها المالية ولا تحلها بعيداً من الضغط الذي وصف بـ"المصطنع"، مشددةً على أنه من حق العامل أن يحصل على أجره وتعبه ومن حقنا ألا نرى أكوام النفايات في مدينتنا"، متوقفةً عند عدم إصدار بيان رسمي توضح فيه ما جرى، وتترك إطلاق المواقف للعمال الذين يريدون مستحقاتهم المالية قبل عيد الأضحى.

سياسياً، لاقت هذه الخطوة إستياء القوى الصيداوية التي وضعت بعضها في عنق الزجاجة أمام الرأي العام خصوصاً تلك التي دافعت عن استمرار عمل معمل الفرز رغم الثغرات التي اعترته ودفعت وزارة البيئة أكثر من مرة إلى إعطاء إنذار وإجباره على إصلاح الخلل سواء لجهة منع انتشار الروائح الكريهة، أو التخلص من العوادم أو إقامة جبل آخر فيه، وبين الحاجة إلى بقاء المعمل كضرورة لا غنى عنها.

وجدد الأمين العام لـ"التنظيم الشعبي الناصري" النائب أسامة سعد، استنكاره لاستمرار إقفال معمل معالجة النفايات في صيدا لليوم الثالث على التوالي، محذراً من "الأخطار على الصحة العامة وعلى البيئة والحركة الاقتصادية الناتجة عن تراكم النفايات"، ودان "ما تقوم به إدارة المعمل من ابتزاز مكشوف للناس في صحتهم وحياتهم اليومية"مديناً في الوقت ذاته "لجوءها إلى الاختباء خلف العمال"، مشدداً على "حق العمال في الحصول على رواتبهم وحقوقهم، وعلى واجب الإدارة دفعها في موعدها". وأجرى اتصالاً بوزير البيئة فادي جريصاتي الذي وعده بالتدخل من أجل جمع النفايات المكدسة في الأحياء والطرق، وإلزام إدارة المعمل باستقبالها.

وتعقيباً على الإقفال، عبّر الدكتور عبد الرحمن البزري عن استيائه، قائلاً: "يبدو أن صيدا بدأت تعود لتعيش أجواء أزمة بيئية حقيقية وخانقة ناجمة عن إغلاق معمل النفايات أبوابه، وعدم دفع معاشات موظفيه، وبالتالي هناك خطر تراكم النفايات في المدينة ونحن على أبواب موسم الأعياد".


MISS 3